أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - مبردة بيت ازهيّه














المزيد.....

مبردة بيت ازهيّه


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( مبردة بيت ازهيّه)
عبد الله السكوتي
وبيت ازهيه هذا سمي باسم الام، لان ازهيه لم تحتفظ باي من زوجيها، احدهما اختطفنه المنية، وترك لها ثلاثة اولاد وبنتين، والآخر تركها معلقة مع ثلاثة اولاد ورحل، كان البيت يحتوي الفنانين والمطربين، فجميع الاولاد اصواتهم شجية جميلة، ومنهم من يعزف على العود، والناي، ولذا كانت ايامهم زاهية في السبعينيات، فعرف البيت باكمله ببيت ازهيّه، لم يعمر اغلب الاولاد، حيث ذهبت الحروب باكثرهم، وقضية مبردة بيت ازهيّه ، قضية اخرى، فهم يعملون في البناء( العماله)، وفي يوم صيفي حار، حيث ينحشر جميع الشباب في الغرفة المطلة على الشارع في بيوت الثورة القديمة المتهالكة، وكانت المبردة تلقي بالهواء الحار، واتضح ان المبردة مثقوبة، لم يتطوع احد منهم في اصلاحها بشكل حقيقي، وبحسب مهنتهم، قاموا واقترحوا ان تصب قاعدة المبردة، وجرت الموافقة على هذا الاقتراح، لان الاصلاح سيكون سريعا هو الآخر، خلط الاخوة الرمل بالسمنت، وجهزت (الخبطة)، وصبت قاعدة المبردة الى ثلاثة ارباعها، وتركت لتجف، وكانت المفاجأة في ان المبردة لاتستطيع ان تعطي هواء باردا لاكثر من خمس دقائق، وبعدها يتحول الهواء الى حار، يأتي بلهب الشارع، واستمرت مبردة بيت ازهيّه على هذا المنوال تعمل لدقائق معدودة، لا ادري سبب تذكري لهذه المبردة، ربما كانت المعالجات الامنية التي شرعت بها الحكومة، وقوات دجلة في ضربات استباقية لاوكار الارهاب، وربما المعالجات السريعة لقضايا الخدمات التي ماتفتأ ان تنهار من جديد، وربما وربما وربما، فكل شيء قابل للعودة، العبوات والكواتم والفساد، لانلبث ان نعالج حالة من الحالات ، حتى تنهض اخرى، فنتجه صوبها والحكومة في وضع مزر لاتحسد عليه.
هكذا رسمت اميركا للعراق الجديد، عراق بلا سلطة ولامركز قرار، مايريده النواب ترفضه الحكومة، وماتريده الحكومة يرفضه النواب، والشركاء في العملية السياسية هائمون يبحثون عن مخرج دولي، فتراهم يرتمون مرة بحضن تركيا واخرى بحضن قطر، وثالثة باحضان السعودية، ورابعة في حضن اميركا وايران، اما الشعب فهو ينتظر بفارغ الصبر اموال المواعيد، وهو ينظر بفم مفتوح، عائدات النفط، وزيادة المرتبات والحصة التموينية وربما ينتظر مع الحكومة وصول طائرات الفانتوم التي لم يوافق عليها الكرد خوفا من مستقبل كيمياوي جديد، جيش فقير وقوات امنية لاتمتلك زمام المبادرة حتى في الضربات الاستباقية، وقوة استخبارية هامشية، حيث عمل الكاتم عمله في اغتيال الضباط الكبار في هذه الاجهزة، ووصل الامر الى اغتيال المراتب الصغار، اوضاع لاتسر من جميع جهاتها، اين ماوليت وجهك هناك خوف وترقب، اخطاء تتراكم، وقائمة طويلة في المشاكل العالقة، والبركان يغلي ولاندري متى ينفجر، وهذا كله بسبب المعالجات السريعة التي لاتعتمد على منهج علمي مدروس، حيث تتأجل المعضلات والمنغصات، وتستعجل الغنائم والمكتسبات، وقديما قالوا: ان طريق المئة ميل يبدأ بخطوة واحدة، لكننا نخجل ان نقدم هذه الخطوة لاننا مطالبون ان نتبعها بخطوات اخرى، وفي قرارة انفسنا نعلم اننا غير مستعدين للخطوات المقبلة، ولذا صار من المستحيل ان نقطع ولو جزءا من مسافة المئة ميل، وعلى هذا الاساس بقيت معالجاتنا تشبه الى حد كبير معالجات بيت ازهيه السريعة، والتي لم ينعموا من خلالها الا بخمس دقائق راحة.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوفتنه حمره
- تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا
- يبليس التمسك مر بينهْ
- الصنم ام الحمار
- كتلج ردي او مارديتي
- اشوا من الشلغم
- والله لو اصير ملك
- ليلة غنى ابو كاطع
- قرالي الجلجلوتيهْ
- طابك الجلب
- يباوع الكشاية بعين غيره ، ومايباوع الدلك ابعينه
- افريح نقلوه للجبهة
- حكمة القنافذ
- ياليتنا كنا معكم
- بلابوش فيدراليه
- كاسك ياوطن
- بسمايه تتلولح بالجو
- هذا الصفه يامصطفى
- ثلثين الجنّه الهادينه ، وثلث الكاكه احمد واصحابه
- كلاوات


المزيد.....




- روسيا تعلن استعادة إحدى آخر القرى في منطقة كورسك من القوات ا ...
- -الاتفاق أفضل-.. ترامب يعلن عن محادثات مهمة مع إيران حول برن ...
- لماذا يُحب ترامب أردوغان؟
- طهران تعلن عن موعد الانطلاق لمحادثات -غير مباشرة- مع واشنطن ...
- Ph?c m?n ???ng 789club – T?a game c?c hot dành cho bet th?
- Ng? long sicbo 3D 789club – Tr?i nghi?m c? c??c m?i l? và th ...
- مشاركة عزاء للرفيق ثائر تيم بوفاة خاله
- الخارجية الروسية: الاتفاقية بين روسيا وإيران لا تنص على تباد ...
- -يديعوت أحرنوت-: تراجع أعداد المليونيرات في إسرائيل.. 1700 م ...
- الإعلام الروسي يكشف تفاصيل عن حياة ماهر الشرع في روسيا (صورة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - مبردة بيت ازهيّه