أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر الزبيدي - شعب يتمدد ووطن يضيق .. عراقي كل 40 ثانية















المزيد.....

شعب يتمدد ووطن يضيق .. عراقي كل 40 ثانية


زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توقعت وزارة التخطيط والتعاون الانمائي ان يصل عدد سكان العراق بحلول العام 2025 الى نحو 43 مليون نسمة، وكشفت عن ان الاحصائيات تشير الى ان نفوس العراق تزداد بمعدل فرد واحد كل 40 ثانية ، حيث أوضح تقرير أصدرته اللجنة الوطنية للسياسات السكانية بشأن تحليل الوضع السكاني في العراق للعام 2012، ان وتيرة الزيادة السنوية لحجم السكان في البلاد ورغم استقرار معدل النمو السكاني خلال الاعوام الماضية الا انها ما زالت تتخذ اتجاها تصاعديا ومطردا حيث تبلغ في الوقت الحاضر أكثر من 800 ألف نسمة .
ففي وقت لازال العراق يعاني من مشاكل عدة غير قادرين على أن نتجاوزها وهي بمجملها تمثل تهديدات قاسية للشعب العراقي إذا ضربت في آن واحد مع تلك الزيادات السكانيه الهائلة التي يشهدها العراق فالتحول في المناخ وتناقص معدلات المياه الصالحة للشرب وتناقص الأغذية وتناقص الحركة العمرانية التي تمهد لتوطين ابناء الشعب وإيجاد المأوى لملايين العوائل وعدم وجود مبادرات زراعية حقيقية كبرى .. جميعها وغيرها سوف تكون كارثة على الشعب العراقي بحصول انفجار سكاني كبير قد يدفع بالكثير من ابناءه للتوجه للصحراء !!
فالزيادة التي اشار لها التقرير أعلاه ستكون قريبة مع جفاف نهري دجلة والفرات حين اشارت التقارير المائية العالمية الى أنه مع معدل النقل الحاصل سنوياً في معدلات مياه نهري دجلة وافرات حتى عام 2040 سيجفان !
وخلال 13 عاماً قادمة علينا ان نوفر السكن اللائق لما يقارب 11.5 مليون نسمة شملتهم الزيادة السكانية حتى عام 2025 بما في ذلك المطلوب توفيره انياً.. وان نجاهد لنضاعف معدلات الزراعة الى 100% ليتسنى لنا زيادة الغلة الزراعية التي تناسب وأطعام تلك الزيادة وأن يكون لدينا توسع أفقي وعمودي كبير في مجال التعليم والعمران فحتى يومنا هذا يشهد العراق على مساحته زحاماً شديداً في كل شيء .. الأسواق ، المناطق الترفيهية ، محال الأطعمة ، الشوارع المحال والأزقة حتى لترى أن المساكن بدأ يتضائل حجمها لتصبح 20 متراً مربعاً تأوي عدد كبير من العراقيين .. أنه الأنشطار العائلي الذي تزايد مع عدم وجود تزايد في الخطط الأستثمارية للتوطين والتي كان من المقرر على الحكومة أن توفره بصورة مضطردة وبحسابات واضحة لتكون لها القابلية على الأستيعاب الكمي والنوعي لما لدينا الآن من نقص شديد في المأوى المناسب للعوائل العراقية.
كما لا يخفى علينا أن تلك الزيادة السكانية سيصحبها طلباً كبيراً في الطاقة الكهربائية اللازمة ، والكهرباء لدينا كانت ولا زالت تمثل بالنسبة لنا مشكلة المشاكل فمنذ عقد من الزمن لم نكن قادرين على توفيرها بكافة كمية مناسبة لأبناء شعبنا مما يستدعي أن نبدأ خططا للبحث عن الطاقة البديلة وغيرها وأن لا نبقي مستقبنا مرهوناً بما تنتجه المولدات الموجودة في الوقت الحاضر لكونها ستدخل عمرها الأندثاري قريباً لتصبح عالة على المنظومة الوطنية العراقية المجهزة فالخطوة القادمة عليها أن تكون من الجرأة بأن تكون النواة الأساسية القابلة على التوسع والأنتاج لما يقارب الـ 40 كيكا فولت لتكون قادرة على تلبية متطلبات الزيادة السكانية و الزيادة الناتجة عن تزايد الطلب على الطاقة لدعم النمو الاقتصادي في القطر ولتدعم النشاط الصناعي الذي يتوقع له أن يتطور بفعل توقعات الأستثمار في العراق والتي من خلالها سيتم توفر فرص العمل لأولئك الذي سيدخلون العمر الأفتراض للعمل وخريجي الكليات بصورة عامة .
ستكون الطاقة هي التحدي الأكبر أمام جميع الحكومات في العالم .. اما نحن فنعلم علم اليقين عظم هذا التحدي الذي تعايشنا معه على مدى السنين الماضية بصعوبة أفقدتنا صوابنا على حجم المعانات التي كابدها العراقيون في سبيل الحصول على الطاقة الكهربائية فعلينا أن نوفرها بأسعار معقولة للتخلّص من الفقر وتحقيق التنمية الاقتصادية وبناء مجتمع ما بعد التصنيع ، ولا يتأتى ذلك إلا بمضاعفة الجهود وزيادة الطاقة الأنتاجية من القدرة الكهربائية والتخلص من أستيرادها المكلف لميزانية العراق ولكوننا سنكون بحاجة لكل الأموال التي تصرف للأستيراد.
وفي مجال توفير الطاقة من تصفية الوقود الأحفوري سنرى اننا أمام تحد كبير في توفيره فالمليارات اليوم تصرف لأستيراد المشتقات النفطية سواء تلك التي تستخدم للنقل أو للتدفئة فالمباشرة بالمشاريع الكبيرة في بناء المصافي الضخمة التي تساهم في حصر الأستيراد وتحسين نوعية المنتجات النفطية وبما يساهم في التقليل من التلوث الناتج عن الرصاص المتطاير من عوادام السيارات والتي تشهد بدورها زيادات كبيرة جداً وغير مسبوقة مع ضعف الأجراءات الحكومية في توفير وساط نقل عامة سريعة ومناسبة من حيث الكلف تساهم في التقليل من حركة السيارات في شوارع العاصمة لتتسبب في حالات الفوضى من الأزدحامات المرورية الكبيرة التي تعاني منها شوارع الوطن وتساهم في زيادة الانبعاثات الكربونية الضخمة لزيادة عدد السيارات وارتفاع عدد المولدات التي تطلق تلك الأنبعاثات غير قادرين على تفاديها بالمرة.
ولا يخفى ما عانته المسيرة التعليمية في البلد من حاجتها الماسة لآلاف المدارس لم تتوفق الحكومتين الأولى والثاني وما قبلهما من انتقالية في تهيئة العدد الكافي منها لأسباب لم تعد خافية على الكثيرين من ابناء الشعب .. أن التعليم قد يشهد تطوراً ملحوظاً خلال السنوات المقبلة لكون الشعب العراقي من الشعوب التي لا ترضى بالتخلف وهو مجبول على حب التعلم وسيدفع حكومته بأتجاه تطوير المناهج وتحديث اساليب التعليم لتدخل التعليم الألكتروني عنصراً مهماً من عناصر تطوير المسيرة العلمية لبناء أبناءه بناءاً علمياً حديثاً حيث نلاحظ اليوم بوادر خجولة بعض الشيء للتعليم الألكتروني في البلد وهي بحاجة الى النضوج سريعاً لتواكب في يجري في بلدان الجوار القريب.
لايخفى على أحد أن السنوات القادمة ستشهد تزايداً كبيراً في التنافس على الوقود الأحفوري مما يعزز التوقعات بنشوء توترات جيوــــ سياسية كبيرة على الحكومة أن تضع في حسبانها تلك المسألة والتي تستدعي سرعة بناء الدولة الحديثة والتأسيس لجيش قوي مدرب ومحدث على درجة كبيرة من حسن التنظيم والرقي ونقاء الولاء .. وأن لا نبقي على تلك الشرذمة لفترة طويلة لكونها ستفتت وحدة بناء الجيش الذي سيعتبر في عقد ما من العقود القادمة العنصر الأساس في ديمومة الحياة على ارض العراق .
الحكومة اليوم أمام مسؤولية كبيرة تتمثل في الشروع ببناء خططها الستراتيجية البعيدة المدى والبحث المستمر والدائم عن مصادر المياه والتغذية البديلة ولنمنح انفسنا الفرصة للبناء للأجيال القادمة .. البناء الذي يخفف من وطأة وسطوت الأيام القادمة على ابناءنا واحفادنا والمسؤولية الكبرى اليوم تتمثل في أن لا نضييق وطناً على شعب يتمدد .



#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للكواتم ضجيج يسمعه الموتى
- مأساة عراقية اسمها.. الشورجة
- ناقة في شارع فلسطين
- وجبات الجشع السياحي
- المشكلة ليست في السافرات
- كيف يتسلق العراقيون -هرم ماسلو- لتحقيق ذاتهم
- المفوضية العليا الطائفية للأنتخابات


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر الزبيدي - شعب يتمدد ووطن يضيق .. عراقي كل 40 ثانية