أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - وداعا - أيمن عبد الرسول - الباحث والكاتب والصحفي , المصري الليبرالي .














المزيد.....

وداعا - أيمن عبد الرسول - الباحث والكاتب والصحفي , المصري الليبرالي .


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حزنت جدا. عندما قرأت بالفيسبوك خبر رحيل " أيمن عبد الرسول " .
- أقامت " الجمعية المصرية للتنوير" تأبينا له - حسبما علمنا .
عرفت ` أيمن عبد الرسول` . عن طريق شقيقي " عادل " – هو حاليا بالمعاش – كان ذلك في أواخر يوليو 2000 . عقب خروجي من المعتقل السياسي . في قضية رأي وفكر .
كان شقيقي يعمل بدرجة مدير أقسام . بأحد المصانع . بمدينة 6 أكتوبر – مصر - وقال لي أن حد أفراد أمن المصنع . لاحظ اشتراك اسمه مع اسمي فسأله عني . ولما تأكد انه شقيقي . طلب منه التعرف عليّ . وأخبره بانه كاتب وله مقالات منشورة . وابدي رغبته في زيارتي . كان مسكني حينها قريبا من المنطقة الصناعية التي بها المصنع . وبالطبع رحبت بزيارته .

في اليوم التالي جاءني شقيقي . وقال لي " لقد حملني لك نسخا من بعض مقالاته , فان ناسبك الوقت , سوف يزورك غدا في العاشرة صباحا . لأن عمله – وردية مسائية – ينتهي في الصباح . وسيزور قبل الذهاب لبيته " – في حي المطرية بالقاهرة.. حسبما أتذكر - .

عندما زارني " أيمن ". كنت قد قرأت ما تسلمته من كتاباته . وتوقفت عند ما قالته الناقدة والصحفية الكبيرة والمناضلة " فريدة النقاش " رئيسة تحرير مجلة " ادب ونقد " حينها . وهي تقدمه للقراء في اول مقال تنشره له بالمجلة . انها تقدم لهم مفاجأة . الباحث ايمن عبد الرسول – 27 سنة - .. وكان فعلا مفاجأة ..

لا أعتقد أن القراء كانوا يعرفون أن صاحب تلك الابحاث القيمة . لم يكن يستطيع الحصول علي نفقات المعيشة , الا عن طريق العمل كموظف أمن , بأحد المصانع , يعمل تارة بالنهار , وتارة أخري في الليل. ليحرس المصنع .. ويأخذ معه كتبه وأوراقه ليقرأ ويكتب . حين يسمح له وقت و ظروف العمل ..

عندما زارني . سألني ان كنت قد قرأت ما أرسله لي من مقالاته , مع شقيقي . وعن رأيي فيها ان كنت قد قرأتها ؟
وكان رأيي انها علي مستوي أبحاث الدكتور نصر حامد أبو زيد – الباحث والأكاديمي المعروف – والذي رحل مؤخرا -. و كان دكتور نصر , مشهورا جدا حينها , بما أثارته ابحاثه من ضجة ثقافية , وقضية كبري يتذكرها المهتمون ..
واستطردت كلامي لأيمن عبد الرسول : لو لم تكتب اسمك علي أبحاثك . لقلت – أنا أو أي قاريء متابع – أنها للدكتور نصر حامد أبو زيد . لذا عليك بابتكار أسلوب جديد خاص بك . يبعدك عن تقليد " د. نصر حامد ابو زيد " لتكون لك شخصيتك المستقلة .. فانت باحث موهوب , و متمكن جدا .. .

التقينا مرة أخري بعد أسبوع – تقريبا في أوائل اغسطس عام 2000 - بمقهي بوسط القاهرة يرتاده الكتاب والصحفيون ..
حدثني عن صداقة تربطه بعائلة شهيد الفكر " د. فرج فودة " , وكان قد عرفه قبل رحيله ... وضحك عندما قلت له : انك تبدو من نفس السلالة الفوداوية . ففيك قدر . يذكرني بضخامة " فرج فودة " . اذ كان فارع الطول , عريض المنكبين .

وبعدها انفطعت الصلة . حيث قضيت 4 سنوات بالسجن السياسي , منها سنة مراقبة أمنية . بعد الخروج . لا تقل سوءا عن سنوات السجن , ووجدت كل الأبواب مسدودة في وجهي , وضرورة خروجي من مصر , كانت مسألة حياة أو موت . سافرت لكندا في منتصف سبتمبر 2004 – و لم أعرف أخبار أيمن عبد الرسول . الا عندما بدأت أنشر مقالاتي من كندا – علي الانترنت - في يونيو 2005 . وصلتني منه عدة ايميلات . أحسست منها انه ُمتعب جدا – ككل المثقفين الذي يعيشون في ظل قمع سلطات مبارك - , وربما كان يأمل في مساعدته علي السفر لخارج مصر . وحينها كنت أصارع في كندا , لأجل البقاء . لم يكن قد مضي علي وصولي سوي أقل من عام , وأواجه مشاكل وعقبات وصراعات شتي , أبسطها مسالة اللغة التي لم أكن اتقنها ..
بعض المعارف والأقارب بمصر. ممن يعانون بالداخل من سؤ الأحوال المعيشية – وسؤ الاحوال العامة - التي نعرفها جميعا . يتخيلون أن من ساعدته الظروف علي وضع قدمه باحدي دول الخارج , باستطاعته علي الفور .. مساعدة غيره ممن كان يشاركهم الغرق في مستنقع بلاد يحكمها الفساد والمفسدين . – ولم تكن رسائل " أيمن " هي الوحيدة من نوعها التي جاءتني من معارف وأصدقاء وأقارب , كنت أشعر بما تحمله , وان لم يطلبوا شيئا – .

بعد بضع سنوات . بدأت أشاهد له علي الانترنت . مقالات ممتازة , و بعض أحاديث أجريت معه - , ثم عرفت انه تولي رئاسة تحرير . جريدة يرأس مجلس ادارتها الكاتب الليبرالي " نبيل شرف الدين " . , وعلي الفيسبوك قرأت الكثير من مشاركاته القيمة . فكنت أفرح وأطمئن , لأنه في خير.
ولكن فجأة قرأت خبر رحيله. الذي أحزنني , بل صدمني . – في الغالب لم يكمل 40 عاما من العمر- ولكن هكذا هي الحياة , غادرة ولا أمان لها .
نقول وداعا للباحث والصحفي والكاتب الشاب " ايمن عبد الرسول " .
طاب ذكره , وطاب مثواه .
لمراسلة الكاتب :



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس مرسي . يزور الصين الشيوعية
- ناموا عن الاصلاح فقامت الثورات
- خواطر سياسية – 3
- أمريكا .. متي ستدمر مصر ؟
- من مذكراتي في كندا - الحلقة 17
- خواطر سياسية - 2
- الغناء العراقي . وقليل من الطرب في زمن الثورات والغضب -ج1
- خواطر سياسية
- الله في دهشور
- دولة للأغبياء
- سيناء وسرقة الأوطان أو أجزائها
- ذكري نكبة 23 يوليو 1952 – عسكر واخوان –
- صلوا علي - عمر سليمان -
- سبحان الله ومشروع المليون تسبيحة
- شعب يبحث عن هويته ! - 2
- نبي الأتوبيس – عليه الصلاة والسلام –
- علاقة الروح بالايمان والالحاد
- شعب يبحث عن هويته ! مصر مصرية ؟ أم عربية ؟
- اصلاح الأمم المتحدة ، وفرض علمانية الحكم
- ثأر الشهداء وقميص عثمان


المزيد.....




- الولايات المتحدة: إطلاق نار في حرم جامعة فلوريدا يسفر عن مقت ...
- بوشكوف: ترامب غير معجب بأوروبا ولا يريد تحمل مسؤولية الغرب ب ...
- مقتل طفل بهجمات مسيرة أوكرانية على جمهورية دونيتسك الشعبية
- موقع كويتي ينشر تقريرا -مثيرا- عن سوري اكتسب الجنسية وأمه أص ...
- قائد بريطاني: الضمانات الأمنية التي ستقدمها أوروبا لأوكرانيا ...
- الخطوط الجوية السورية تعلن رسميا عودة رحلاتها إلى الإمارات
- مقتل شخصين وإصابة 5 في حادث إطلاق النار بجامعة فلوريدا والسل ...
- اليمن: الولايات المتحدة تقصف ميناء نفطيا في الحديدة وتجمد أص ...
- حماس تستنكر -الانتقام الوحشي- من سكان غزة وتحذر بشأن الأقصى ...
- الجيش الفرنسي يعلن تدمير مسيرة في البحر الأحمر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - وداعا - أيمن عبد الرسول - الباحث والكاتب والصحفي , المصري الليبرالي .