|
محزن المصير البائس الذي آانتهت إليه -الناصرية القومية العربية- بما آلت إليه في مصيرها الفارسي الصفوي (الملتّي ) اليوم ..
عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 15:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بغض النظر عن دوافع الرئيس المصري المنتخب الجديد (الدكتور محمد مرسي) في رفع سقفه التضامني مع الشعب السوري، ونقده الشديد للنظام الأسدي، الذي أنتج نوعا من حالة التوازن : بين الغضب الشعبي السوري والمصري والعربي، لقبوله أن يذهب إلى عاصمة الشر الطائفية القروسطية ( طهران ) التي تقاتل وتقتل الشعب السوري مباشرة مع حلفائها الطائفيين (الأسديين )، ما لم تبلغه أو تحققه إسرائيل ذاتها من ضحايا في وسط الشعب السوري الذي بلغ حوالي (30 ألف شهيدا) اليوم في الزمن الأسدي، وذلك خلال كل تاريخ حرب إسرائيل مع العرب، منذ نكبة 1948 ...بل حتى تاريخ الصراع االعربي والفلسطيني ذاته ... نقول : بغض النظر عن دور إسرائيل في جعل العرب أنفسهم الأكثر قتلا وحشيا لأنفسهم ولأهلهم وشعبهم في خدمة مشروعها مما لم تفعل هي ذاتها، سيما في الحالة الأسدية التي هي أكثر حاجة لإسرائيل في بقاء هيمنتها |(الأقلوية الطائفية ) على شعبها ومجتمعها من أي نظام عربي آخر، مهما وضع نفسه في خدمة المشروع الصهيوني وكان بحاجة لبقائه ...أي : بغض النظر عن دوافع الرئيس المصر (د.مرسي)، في موقفه المنحازطبيعيا إلى عروبة مصر، من خلال الانحياز الصريح والواضح الطبيعي أيضا مع الثورة السورية ... إن كان سبب هذا الانحياز الضغط الشعبي العربي أو السوري، أو الموقف الإخواني الإسلامي السوري الوطني الضاغط على مرسي، حيث صعد الأخوان موقفهم الرافض القاطع من (إيران)، ليس عبر مثقفيهم وحسب، بل وعبر موقف رسمي باسم المراقب العام الأستاذ محمد رياض الشقفة الذي أعلن موقفا صريحا وواضحا من الدور العدائي لإيران ضد الشعب السوري، ومن ثم الموقف المنحاز والمتحالف عضويا مع النظام الطائفي الأسدي .. رغم أننا كنا ولم نزل ضد أن أن يذهب الدكتور مرسي إلى (طهران ) عاصمة الطائفية الأقلوية، التي نقلت منطقة الشرق الأوسط من معركة التناقض العالمية الحديثة والمعاصرة بين ( الاستبداد والحرية )، إلى معركة تناقض مذهبية ماضوية بين (الشيعة والسنة ) لتقود المعسكر الشيعي وتتزعمه ،رغم أنها معركة غير عقلانية وخاسرة طالما سخر منها صديقنا الراحل( هادي العلوي) العلامة الشيعي المدني الديموقراطي ، بالتساؤل : أي سخف أن تقوم إيران الأقلوية الطائفية التي لا تمثل أكثر من عشرين في المئة بالعالم الإسلامي مقابل ثمانين بالمئة، باختراع هذه التناقضات والصراعات المذهبية، وهي لا تختلف عن المسلمين الآخرين بدرجة النمو الحضاري : الاقتصادي أو التقني أو الثقافي أو العلمي، كما هي حالة إسرائيل الأقلية العددية ، لكنها المكفولة التفوق عالميا بوصفها الممثل الاستراتيجي للغرب التي هي على شاكلته في تفوقه، وليس التفوق القائم على أوهام عقائدية مذهبية طائفية مضحكة، تعتقد أنها تتفوق على عالم الأكثرية السنية التي تبلغ في العالم الإسلامي (80 ) بالمئة، وذلك بسبب انتمائها للمذهب الشيعي الذي يكفل انتصارها أهل البيت من بني هاشم قوم الإمام علي ...ضد البيت الأموي القرشي السفياني ...!!! وأن المهدي المنتظر سيحسم المعركة بسيفه البتار ضد بني إسرائيل وضد أهل الغرب الأوربي والأمريكي الأشرار ...!!! إن الإسلاميين العرب من خلال الموقف المتصاعد ضد هذه الجبهة الطائفية التي يقودها فقهاء قروسطيون من ( ملالي مهابيل - ايران)، لا يواجهون مواقف مضادة، سوى من القوميين (العرب المصريين -الناصريين ) الذين يؤسف عليهم أن يكونوا هم ممثلو الفتوة (الناصرية) للحقبة النهضوية القومية، قبل نكوصها وارتداها بقيادة البعث لها، وخاصة البعث الطائفي الأسدي...حيث لم يبق اليوم داعيا للحياد المصري بين إيران وعصابات الأسد من جهة وثورة الشعب السوري من جهة أخرى، سوى الناصريين (ممثلي العروبة المصرية)، حيث يدعون الرئيس المصري للحياد بين الثورة السورية وعصابات الإجرام والقتل الأسدي بوصفهم قوميين معادين للإمبريالية !! والذين يعتقد أخوتنا الناصريون أن هذه العصابات الشبيحة الأسدية مع ملالي طهران هي كل ما تبقى للمشروع القومي العربي (الناصري ) ... وعلى هذا فهم يسجلون موقفا قاصرا بل وكابحا لتطور موقف الرئيس المصري ( الأخواني ) في التضامن القومي والمدني الثوري الديموقراطي، مع شعبه العربي السوري، بل وقاصرا عن الموقف الداعم، لكل الفئات الإسلامية من مكونات المجتمع السوري ( كردية وتركمانية وشركسية ) كلها مجمعة على رفض النظام الأقلوي الطائفي ، الذي لم تمتهن العروبة كما امتهنها من خلال التأسيس لها من قبل الطاغية الأب (حافظ) الذي يفترض أنه تربى في المدرسة البعثية، التي لم تتكشف سوى عن انتماءات عضوية عصبوية طائفية زائفة وكاذبة شعاريا تحت ظلال (عروبة أسدية ) لم تجد في العروبة من يقوها أفضل من الفرس الصفويين، الذين يحاكون النموذج الصهيوني في (قومنة الدين) .. فكما قامت الصهيونية بتحويل اليهودية كدين إلى قومية، يقوم دعاة العصبية الإيرانية القومية ، بتحويل التشيع المذهبي إلى قومية فارسية صفوية ،تؤسس ايديولجيتها على الانتقام التاريخي من العرب الغزاة! ومن ثم تختزل العرب بصورة (المذهب السني)، وقد أشبعت الأسدية (البعثية) بهذه العقيدة التي تعادل بين (العروبة والسنة)، لتوحيد الهدف بوحدة الملة ضد (السنة –العرب)، تحت مظلة أكاذيب العداوة ( للشيطان الأكبر ملتيا –و العداوة للإمبريالية بعثيا)، ولم يبق لهم إلا بعض المرتزقة من صحفيين ومثقفي (تجارة الشنطة والتهريب) في مناخات حزب الله وتيار 8 آذار اللبناني الكاريكاتوري والمسخرة من نماذج : ميشيل سماحة والجنرال الديكي (ميشيل عون ) الذي ينتف ريشه اليوم ليعود كما كان دجاجة تصرخ دائما لتملأ الدنيا ضجيجا بأنها ستبيض لكنها اليوم ستبيض أول مرة بيضا بلون أسود قاتم ... بيد أن المأسوي اليوم -في الأمر- أن التيار الناصري الذي كان يشكل في يوم ما ظاهرة عربية قومية وحدوية ... وضع نفسه اليوم بذات المستوى وذات التموضع الوضيع، أي بمنسوب مستوى (سماحة وعون ) وقائمة المرتزقة الطائفيين الصغارمن أمثال مثقفي حزب الله وإيران في قناتي (المنار والعالم )، ومن من خلال المرجعية السيادية لهم في قناة (الدنيا ) البعثية الأسدية ... محزن المصير البائس التي آلت إليها (الناصرية القومية العربية) النهضوية يوما، بأنها قد آلت وانتهت بمصائر النضال العربي (القومي )، لتكون تحت رايات القيادة الفارسية الصفوية (الملتية ) ..
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا يمكن الحديث بلغة السياسة عن البربرية الأسدية الوحشية التي
...
-
هل الرئيس الأخواني المصري (د.مرسي )، هو نكبة على الربيع العر
...
-
يا لخيبة الشعب السوري بكم أيها الرئيس أوباما !!
-
باسم من يتحدث هذا (النقار) في المجلس الوطني ؟ باسم الجيش الح
...
-
لابد من الاستفادة من درس: نقطة الضعف الإسرائيلي (الأقلوي) ال
...
-
هل نتخلى عن التظاهرات السلمية توفيرا للدماء ؟
-
تحية وطنية لابن سليل ( الوطنية السورية الإسلامية) الدكتور مص
...
-
مستقبل سوريا بين (الستالينية البكداشية) والفهلوية (اليسارية
...
-
ثلاث مفارقات سياسية للتملص وطنيا وعالميا من دم أطفال سوريا !
...
-
الأسدية لا يزال لها فرصة جديدة للتمديد .. بتكليف الإبراهيمي
...
-
إعلان شباب الثورة السورية : ما في عيد حتى تأذن أم الشهيد !!
...
-
بيان هيئة التنسيق، أسوأ في تنازلاته للعدو (الأسدي- الإيراني
...
-
هناك من يدافع عن الشبيحة : قتلة الأطفال ومغتصبي النساء باسم
...
-
حزب الله بين -المقاومة -و - المقاولة- !!!
-
لا لجنرال الفوضى والسلفية ... العنفية!!!
-
عود على بدء حول ملف الطائفية العلوية ...!!
-
العين بالعين والسن بالسن ...والعسكري بالعسكري والمدني بالمدن
...
-
حوار وكالة آكي مع الدكتور عبد الرزاق عيد
-
دفاعنا عن شهدائنا، مدعاة لوصمنا بالطائفية، ما دمنا ندين فعل
...
-
نظام ملالي ايران يعتبر شهداءنا مجرمين أطلقتهم السجون العربية
...
المزيد.....
-
قبل دخولها حيز التنفيذ.. كيف سترد الصين وكندا والمكسيك وأورو
...
-
دهشة بعد -ولادة عذرية- لسمكة قرش في حوض أسماك يضم إناثًا فقط
...
-
لمواجهة تهديدات ترامب التجارية وتعزيز الإنفاق الدفاعي.. القا
...
-
مهرجان -إنديابلادا- في إسبانيا يحيي تقاليد تاريخية بالأجراس
...
-
حرب -لا رابح- فيها.. أوروبا تتوحد ضد سياسة ترامب الجمركية
-
الخارجية المصرية: أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي ال
...
-
الشرع يتحدث لـ-تلفزيون سوريا- عن معركة إسقاط النظام: خطط لها
...
-
هوليوود مهددة بسبب رسوم ترامب الجمركية على كندا
-
مدفيديف: الأموال الأمريكية المخصصة لكييف نفدت في جيوب اللصوص
...
-
إعلام: الولايات المتحدة لم تكن تعلم بالكميات الدقيقة للأسلحة
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|