سالم الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 02:18
المحور:
الادب والفن
بعيداً عن نظريات النقد الأدبي والفني بين ملتحق بحزب الفن للفن وحرب الفن للجماهير .
ما يحزُّ في القلب هذا الزيف الذي عشناه وآمنا به ؛ الفن الملتصق بقضايا الجماهير ، صفقنا كثيراً له ، وداعب قلوبنا شعراء وكتاب وفنانون كانوا لسان حالنا ومشاعرنا .
نراهم اليوم يلبسون أقنعة المسرح ويتنكرون بثياب المهرجين في زمن تجاوز عروض المهرجين ، ومنهم من أسفر عن وجهه الحقيقي ، وخلع قناعه الذي كان يخدعنا به طيلة عقود . هؤلاء الفنانون الذين تربوا في أحضان الديكتاتوريات ومدارس الإيديولوجيات المنقرضة كانوا سلاحاً يستخدمه الاستبداد للولوج إلى لاشعور الجمهور المسحوق ، فيستعمرونه ، وينخرونه من الداخل ، ويخلقون فيه وهماً للتعبير عن الحريات ، فينفسون بفنهم عما يملأ صدورهم من غضب بلغ أقصى درجات التحمل والكبت في آن معاً ، فكان مسرح التنفيس سلاح الاستبداد الفني الخفي ، يتجاوز خطره أساليب القمع الظاهري ، ولا مجال هنا للحكم الأخلاقي على هذا الفن وهؤلاء الفنانين ، فهم في أي تقييم شركاء الاستبداد ، بل أجراء عنده ، تخلوا عن رسالتهم المقدسة في سبيل منافع شخصية ضيقة إلا من أعلن ضميره الحي موقفاً صادقاً ضد الاستبداد والقمع ، ومنهم من دفع أثماناً باهضة . هؤلاء يحق لهم علينا أن نصفق لهم من غير أن يصعدوا خشبة المسرح ، هؤلاء مسرحهم الوطن كله . الجميع يحييهم بكل جوارحه ، وينحني إجلالاً للمشهد الحقيقي الذي يكتبه الوطن بدماء أبنائه الشرفاء.
#سالم_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟