حسين عوض
الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 02:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خصائص الأحزاب العربية
إن اغلب الأحزاب السياسية العربية تنتمي إلى الفئات الوسطى من المجتمع, وقد وصل بعضها إلى السلطة بقوة الجيش من خلال (انقلاب عسكري) وهذه الأحزاب تتنكر لانتمائها الاجتماعي, وتدعي أنها تمثل جميع فئات الشعب, وإن اغلب الأحزاب السياسية العربية كانت ولا تزال تعيش في عالم من صنع افكارها, وعندما تتسلم هذه الأحزاب السلطة تحول ايديولوجيتها إلى نوع من دين الدولة وتفرضه على الشعب, وتغيب هذه الأحزاب قضية الانسان وحقوقه.
أما احزاب المعارضة لا دور ايجابي لها في السلطة إذا كانت ممثلة فيها فهي مدجنة ومهيمن عليها من قبل الحزب الحاكم, وإذا كانت خارج السلطة يكون اهتمامها في المحافظة على ذاتها وهي لا تنال ثقة الشعب, والبعض من احزاب المعارضة يستقوي بالأجنبي لتنفيذ أجندة خاصة لا تعود بالفائدة على البلاد.
الأحزاب الايديولوجية: هي الأحزاب التي تتمسك بالأفكار والمبادئ (العقيدة) التي يؤمن فيها الفرد ويدافع عنها, وهي افكار واضحة ومحددة ومميزة, والعضوية في هذه الأحزاب تتم من خلال اقتناع العضو وموافقته على البرنامج السياسي والأفكار التي يعتمدها الحزب أي النظام الداخلي للحزب, ومن امثلة الأحزاب الايديولوجية ( الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والأحزاب الشيوعية, ومنذ منتصف القرن الماضي هناك احزاب برامج ايديولوجية واحزاب برامج سياسية.
أما بالنسبة للأحزاب العلمانية في العالم العربي منها الأحزاب الليبرالية, وهي الأحزاب التي تؤمن بالتعددية العقائدية ومرتبطة بالديمقراطية, وحضورها ضعيف في الشارع العربي إلى حد ما, ويعتبر الليبراليون العرب انفسهم علمانيين, ولكنهم يفضلون استخدام كلمة الدولة المدنية بدلا من الدولة العلمانية, وهي اقرب إلى الفكر السائد في العالم العربي.
أما الأحزاب الدينية في المغرب العربي, فقد طورت التيار الفكري السلفي الاصلاحي, وظهرت في تونس مدرسة الثعالبي, وفي الجزائر أبن باديس, ومحمد العربي العلوي وتلميذه علال الفاسي في المغرب.
وفي مصر اسس حسن البنا النواة الأولى لإخوان المسلمين في ابريل 1928 وقد شارك الاخوان في حرب فلسطين عام 1948, والرجل الثاني في الجماعة هو السيد قطب الذي امضى في السجن عشرة سنوات ثم اعيد اعتقاله ثانية واعدم. والأحزاب الدينية تعمل سرا في العديد من الدول العربية هذا قبل الربيع العربي.
يبدوا أن هذه المرحلة هي حكم الاسلام السياسي في العالم العربي, ويعود ذلك لفشل الأحزاب العلمانية والقومية وبالتحديد بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وفشلها في تحقيق التطور الاقتصادي...الخ.
#حسين_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟