أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - زواج سريع ولاعودة لاسواق الكاظمية














المزيد.....

زواج سريع ولاعودة لاسواق الكاظمية


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 13:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



زواج سريع ولاعودة لاسواق الكاظمية

كانت فاتن ابنة الاثنين والعشرين عاما تهيىء نفسها للذهاب الى الكاظمية لاقتناء الحلي الذهبية فهذه الاسواق هي من اعرق من يتعامل مع الذهب في العراق، ويقصدها الناس من كل جانب ومكان، كانت قد اتفقت مع خطيبها، وهيأت ربطة مناسبة لانها بالنتيجة ستقوم بزيارة الامام موسى بن جعفر (ع)، اصطحبها خطيبها الى الكاظمية بعد ان نسيت الحجاب التي هيأته، وعند وصول الاثنين الى مشارف المدينة المقدسة منعت فاتن من دخول المدينة، وكانت الحجة ان فاتن غير محجبة( اي سافرة)، حاول خطيبها الاستفسار من رجل الامن، لكنه سمع كلمات نابية ومخلة، وجاءت النصيحة من رجل كبير في السن، ابني اخذ زوجتك وروح، تره البارحه واحد امن الشرطة ضربله بنيه لان سافرة، بقي الرجل حائرا ، لقد اعد العدة لهذا اليوم، فكيف تكون القرارات المهمة بمثل هذه السرعة، وعلم اخيرا ان مجلس محافظة بغداد وتلبية لرغبة احد القادة الامنيين الذي رأى امرأة سافرة تتجول في اسواق الكاظمية، فكان القرار السريع، ذهب مع زوجته للضابط في آخر محاولة اراد من خلالها ان يدخل السوق ويخرج، ولن يقترب من الصحن الكاظمي، لانه يعلم ومنذ زمان طويل ان الدخول الى الامام ممنوع لغير المحجبات، وطرح على الضابط ان يسمح له باصطحاب زوجته لشراء حجاب من اي محل قريب، وبعد اخذ ورد تركها خارج اسوار المدينة وذهب لشراء حجاب من السوق، وعاد وهو فرح، ليصطحب زوجته ويدخل لاقتناء مايحتاج من ذهب لليلة الزفاف، كان طائرا من الفرح وهو يلوح للضابط بالحجاب الذي اشتراه، وكان مجلس محافظة بغداد قد اوعز بحسب جريدة المدى الى منع السافرات من دخول مدينة الكاظمية، واوصى باتباع اقسى الاساليب لمنع هذه الظاهرة، وبحسب المدى ايضا فان المجلس اوصى بانشاء جهاز شرطة يسمى بشرطة الآداب لملاحقة السافرات، وكأن من لايرتدي الحجاب هو مسيء للاخلاق والآداب، للاسف اننا نخطو للخلف كثيرا لان هذه القضية شهدت معارك شرسة على صفحات الجرائد في الثلاثينيات، وكان من انصار السفور الشعراء والمثقفون، في حين اصطف أئمة المساجد الى جانب الحجاب، وكان ان انتهت المعركة بفوز السفور، لتنطوي هذه الصفحة ولتعود ثانية الى العاصمة بغداد وفي مدينة الكاظمية تحديدا، لان الامر مقرون بكربلاء والنجف.
أئمة المساجد تعاطوا مع الامر بجدية ومدحوا هذه الخطوة، لكنهم ركزوا على السياسة الناعمة في تطبيق هذا القرار، لانه شهد اجبارا واعتداءات بالايدي والسب والشتم، في حين ان اصحاب المحال التجارية استهجنوا القرار، وكان رأيهم ان يبقى امر الحجاب مرهونا بمن يدخل الى الحضرة المقدسة، لان قرار كهذا سيؤثر على عملهم كثيرا، وعادت فاتن الى بيت ابيها محجبة بعد ان خرجت من البيت سافرة، ولكنها كانت متضايقة لانها ترتدي الحجاب لاول مرة، اما زوجها فكان متضايقا من الشرطة الذين اطلقوا كلمات غير مسؤولة، فهم يقيمون الشرف بالحجاب، وينسون ان شرف الانسان يتعدى هذا الى امانته، ونزاهته، واخلاصه في عمله، وصدقه، وحبه للاخرين، وعدم تلطيخ كفيه بدماء الابرياء، هو رجل مثقف ويعلم ان هناك كثيرا من محددات الشرف التي تستثني الحجاب اساسا، ويعرف من خلال القصص والروايات التي قرأها وما سمعه من زملائه، ان الشرف كلمة او مبدأ لايستطيع الانسان التنازل عنه امام مغريات متعددة، من جهته، مسؤول الثقافة والاعلام في الصحن الكاظمي عامر عزيز الانباري طالب مجلس محافظة بغداد بوضع خطة مدروسة لتطبيق هذا القرار، كون الامر حساسا ويدخل في قطع ارزاق الناس، مشيرا الى ان للامر تداعيات كثيرة، منها تقييد الحريات والتأثير على المحال التجارية، واكد الانباري ان العتبة الكاظمية غير مسؤولة عن هذا القرار وقد جاء تلبية لرغبة قادة امنيين، احد منتسبي الشرطة اكد ان القرار لم يكن للنساء فقط وانما يشمل الشباب الذين يرتدون الملابس الضيقة مثل البرمودة والتشيرتات الضيقة ( البدي)، فاتن لم تكن فرحة بالحجاب لانها وضعته على رأسها بالقوة والقهر، وكانت تنتظر القناعة التامة بان تكون محجبة، وان تختار براحة وحرية بين السفور والحجاب، ولكنها اجبرت هذه المرة على ارتدائه لتقوم برميه، حين وصولها الى اقرب منطقة بعد المدينة المقدسة، وهي تردد مع نفسها هيه كوّه.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكل القصيدة
- جذور المعنى في شعر حسب الشيخ جعفر
- هموم المثقفين
- الثقافة السرية في ترميم لحاكم محمد حسين
- على جدرانك يبتدىء الصمت
- حمى مجانينك تخترق الجدران
- جثة السندباد
- تأويلات الطاعن في الحلم
- تقرع سن اليأس كؤوس نداماي
- تذكرتين
- هزيمتي والوقت
- امنيات اخرى
- في اولى اللحظات
- حفلة للجنون
- يوميات دمشقية
- ياشيخ العشاق
- الى شاعرة
- ترنيمة المطر
- يكفيكِ انك واقفهْ
- من يوميات الوسخ العربي


المزيد.....




- -سي إن إن-: المناظرة الفاشلة لبايدن تحتم عليه إثبات نفسه في ...
- هنغاريا: لا خروج من الأزمة الأوكرانية بدون الحوار
- -حزب الله- يستهدف شمال إسرائيل والإعلام العبري يرصد الأضرار ...
- بوتين: روسيا وهنغاريا تواصلان العمل في مشروع المحطة النووية ...
- انتخابات بريطانيا.. ستارمر يشكل حكومة جديدة ويتعهد بتوحيد ال ...
- فوق السلطة- جنرال إسرائيلي: جنودنا عميان في غزة يُقتلون ولا ...
- 7 شهداء في جنين والمقاومة تتوعد بالتصعيد في الضفة الغربية
- منير شفيق يروي قصة النضال الفلسطيني من عرفات إلى السنوار
- عاجل | وسائل إعلام عن مصادر أمنية إسرائيلية: مسؤول ملف الرها ...
- الكمائن.. قوة إستراتيجية في يد المقاومة الفلسطينية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - زواج سريع ولاعودة لاسواق الكاظمية