أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا














المزيد.....

تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 13:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا)

الشلغم كان ومازال يمثل للبغداديين علاجا من مرض السعال، خصوصا اذا اكل مسلوقا، والبغداديون مولعون باكل الشلغم، يأكلونه مسلوقا ومشويا ومطبوخا مع الكبة، وتسمى هذه الاكلة حامض شلغم وهي من الاكلات الشعبية المشهورة، وربما كبسوه اي الشلغم بالملح والماء او الخل، ويسمونه عندئذ طرشي الشلغم، وفي السنة 1952 حدثت ببغداد اضطرابات، فعهد برئاسة الوزارة الى عسكري، هو الضابط نور الدين محمود، فاعلن الاحكام العرفية من اجل تهدئة الاضطرابات، وكان من جملة ماصنعه الرئيس العسكري، ان سعّر المواد الغذائية، وعين لكل منها ثمنا لايجوز لاحد الباعة ان يتجاوزه وكان من جملة ماسعّر الشلغم، فبدا ذلك امرا لايخطر بالبال، لرخص الشلغم، وامتلاء الاسواق به، وانما تسعّر المواد الحيوية كالخبز واللحم والرز، فكان تسعير الشلغم سببا لاندفاع فتى بغدادي، من طلاب النكتة، فكتب للرئيس العسكري برقية قال فيها: ان تسعيركم الشلغم اثلج قلوبنا، سيروا على بركة الله، وكانت هذه البرقية نكتة الموسم، ولكنها صادفت من الرئيس العسكري عنتا، فاحال من ابرقها الى المحاكم، ولولا ان يحيلنا رئيس مجلس محافظة بغداد الى المحاكم لابرقنا اليه، ان منعكم المشروبات الكحولية اثلج صدورنا، ولا ادري الى متى يبقى مجلس محافظة بغداد يمنع المشروبات ويعود يبيحها بعد هرج ومرج، انه عمل هامشي لايعود بسوى التشتت والتعب وانتشار المشروبات في الجزرات الوسطية، اذ ان المجلس اغلق البارات، واباح البيع المباشر، وفي مرة كتبنا ان نوري سعيد اعرض عن تصويت البرلمان الذي صوت بغلق البارات والملاهي الليلية، وفي كل مرة كان يرفض التوقيع على الامر، فلامه النواب وعدوه متهاونا مع السكارى، فقام بدعوتهم الى بيته، وقدم اليهم انواع المشروبات والمأكولات، وامر الخدم بغلق الحمامات والذهاب، وطالت الجلسة واستمر السمر، فاراد النواب الذهاب الى الحمامات لامور معروفة، لكنهم وجدوها مقفلة، وعتبوا على السعيد ان يفعل هذا بهم فالقى التهمة برقبة الخدم، وقال استخدموا الممرات والحدائق، فكانت ليلة لاتنسى من الروائح الكريهة والفوضى، هذه الحكاية تناولناها في بداية شروع مجلس محافظة بغداد بغلق البارات والنوادي الليلية، وبالتحديد عند الهجوم على نادي اتحاد الادباء في عام 2010 ، وحدثت بعدها تظاهرات شهدها شارع المتنبي، وانجلت الغبرة ان عاد المجلس عن قراره، وانتهى الامر.
ومن جديد يبدأ المجلس ومع قرب الانتخابات الى ممارسة الدور ذاته، ولاندري ان قرارات كهذه لاتخضع لتصويت النواب، وانما يتحكم بها مجلس محافظة بغداد بمفرده، ويقوم بتوزيع المفارز بذات الوقت المحدد من ليل الاثنين المصادف 27/8/، وكأن المجلس هذا قد وضع نصب عينيه قضية البارات، ولايمكن له ان يغادرها، لانها دعايته الانتخابية، ولعلنا لانذهب بعيدا اذا قلنا انه لايمتلك غيرها، وكلنا يعلم ان العراقيين لايمتلكون فسحة جميلة لقضاء اوقاتهم فهم يتوزعون بين السياسة والعمل والتفجيرات والبكاء والعويل، لكن الامر بقي منوطا بالذين لايعترفون بالاخر، وليس في قاموسهم السياسي مساحة لكلمة الحرية، فهي بالنسبة اليهم فارغة لاتستحق حتى اجتماعا او تداولا في مجلس النواب، ولذا تخرج الاوامر في تكبيل حرية الناس عشوائية وسريعة، صحيح ان هناك من يستغل هذه الحرية بطرق غير صحيحة، وهنا يأتي دور القانون لتحجيم تصرفات هؤلاء الذين يعتدون على هذه اللفظة المقدسة، وفي كل الاحوال ليس من حق احد ان يصادر الناس ويلغي رغباتهم، ان الدين لله والعبادة امر بين الانسان وربه، ولاداعي للقهر والتسلط بدعوى الدين، فربما نفر هذا الاسلوب الناس، وربما ذكرهم بفتاوى الشيوخ من الذين يرون ان الدين لعبة في ايديهم، فمنهم من افتى بعدم جواز جلوس المرأة على الانترنيت الا اذا صاحبها محرم، ومنهم من افتى بعدم جواز انفراد الاب حتى مع ابنته، هذه الامور تعقد القضية ولا اعتقد انها ستأتي بشيء نافع، بل على العكس، ستشهد الساحة احتجاجات وتظاهرات وسجالات ربما ستخلف مزيدا من عدم التوافق والتناحر وسمتلىء صفحات الجرائد بالنقد لقرارات سريعة كهذه.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يبليس التمسك مر بينهْ
- الصنم ام الحمار
- كتلج ردي او مارديتي
- اشوا من الشلغم
- والله لو اصير ملك
- ليلة غنى ابو كاطع
- قرالي الجلجلوتيهْ
- طابك الجلب
- يباوع الكشاية بعين غيره ، ومايباوع الدلك ابعينه
- افريح نقلوه للجبهة
- حكمة القنافذ
- ياليتنا كنا معكم
- بلابوش فيدراليه
- كاسك ياوطن
- بسمايه تتلولح بالجو
- هذا الصفه يامصطفى
- ثلثين الجنّه الهادينه ، وثلث الكاكه احمد واصحابه
- كلاوات
- حيل هيا جرعه نيا
- نعّلوا الكحيله الخنفسانه شالت رجلها


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا