أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم يوسف - خطوط حمراء بلون أخضر














المزيد.....

خطوط حمراء بلون أخضر


كرم يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستمر الثورة السورية، وستدخل شهرها الثامن عشر، ولا قرار دولي فاعل قادر على تغيير شيء على الأرض ، وجلّ التحركات الدولية الادانية الكلامية تأتي بعد ارتكاب نظام الأسد مجزرة جديدة كبيرة من غير الممكن القفز فوقها، كما هو الحال في التجاهل اليومي الحاصل أمام أعداد الضحايا الذين يعدون بالمئات أيضاً، وهذه المجازر الكبيرة كالحولة وكفرعويد و التي كانت تستدعي الوقوف عندها، ولايمكن القفز فوقها، كانت تتوج فيما سبق بانعقاد جلسة روتينية لمجلس الأمن دون أن تقدم او تؤخر شيئاً ،يالاضافة إلى أنها كانت معروفة العقم بنتائجها، في ظل تفويض روسي صيني باستمرار القتل بصيغ مختلفة، بل أن هذه الجلسات كانت تزيد حاكم دمشق حيوية وعنفواناً بعد كل مجزرة لارتكاب جديدة، مادام معروفاً عنده ، أن هذا المجلس الذي يعول عليه الثائرون في وجهه كخيار مخلص، ليس إلا ضجة إعلامية لاقيمة لها بعد الطمأنة التامة بتعطيل كل شيء ضده.
كما أن هذه المجازر ومن بين ما كانت تستدعيها هو تصريح لمسؤولي بعض الدول التي تعرّف نفسها بأنها مساندة للشعب السوري، وهذا كله في ظل انحفاض ملحوظ لتعليقات رؤساء هذه الدول المساندة نفسها، وبطبيعة الحال فإن الدول التي لم تقدم مواقفها في ما سبق كسويسرا و اليابان على سبيل المثال، والتي تعد من قائمة الدول المعاقبة لنظام الأسد، اكتفت بمواقفها التي جاءت متساوقة مع مواقف جماعية، دون أن تتخذ موقفاً فردياً بتحريك ملف إدانة الأسد ،أو الضغط بتقديمه على الدوام، لعدم تجاهله على الطاولة الدولية، وهذا مايقودنا إلى أن الإدانة الشفهية والتي يمكن القول: إنها لو وضعت في أي ميزان، بالمقارنة مع التحركات الدولية، فستعد إدانات ناعمة بالنسبة لنظام الأسد، ولا بأس بالنسبة لها، والنظام على يقين بأنه لو استمر الحال هكذا، دون تحرك دولي عاجل، فإنه سيأتي يوم وتختفي فيه هذه الإدانات نفسها، مادامت تتحول إلى مصدر خجل لمن يعطيها، وليست قادرة على فعل شيء على أرض الواقع، لإزاحة هذا النظام، كما هو حال مجزرة داريا التي التزم المجتمع الدولي الصمت خجلاً من أي تصريح جديد يخفف من هيبتها.
ربما اختفاء صاحب أول عبارة عن "الخط الأحمر" ضد طاغية دمشق،حول مايجري في ساحات سوريا، وهو الرئيس التركي أردوغان- مع استثناء اضطرار ظهوره عقب إسقاط طائرته من قبل رجال هذا الطاغية- في أيلول/سبتمبر الماضي حين أعلن أنه لن يسمح بلحبجة عراقية في حماه السورية، لهو خير دليل على أن خطه الأحمر بات مكلفاً عليه، ولديه الرغبة في عدم إحراج نفسه بخطوط حمراء أخرى ، لذلك بات يقدم رئيس وزرائه نيابة عنه، وكان آخر تحرك لتركيا هو إنشاء فرقة للعمل المشترك في تركيا مؤخراً، بالطبع يعي صاحب الخط الأحمر، والذي قال: لن نسمح بحلبجة ثانية في سوريا، أنه لو أحصى ماصنفه في خانة "الخط الأحمر"، إذاما حصل في سوريا، ومنذ تاريخ كلامه ذاك، وإلى الآن فإنه هناك مجازر كافية، لأن ينتهي حبر قلمه الأحمر
لاشك أن النظام السوري، وعبر رأس هرمه،هو الآخر استخدم عبارة" الخط الأحمر" في أكثر من محفل،و لايزال وفياً بما قاله، لو تمت مقارنة ماقاله بالخطوط الحمراء لأردوغان، أو للرئيس الأمريكي أوباما والذي قال في الخامس من أغسطس/آب بأن استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية أو تحرّيكها خط أحمر ، وكأنّ الضوء كان أخضراً إزاء هذه المجازر التي حصدت منذ مطلع الثورة الآلاف، و تحصد منذ اسبوع تقريبا مئتي سوري يومياً
عموماً، إنه حتى الآن، الخطوط الحمراء للأسد، وحلفائه سارية المفعول، وهي أكثر حمرة من خطوط المحور الذي يصنف بأنه مناصر للثورة السورية، وبطبيعة الحال، يبدو وكأنه في هذه "الخطوط الحمر" لأنصار الشعب السوري من دول، ضوء أخضر لارتكاب المجازر اليومية، والتي وصلت في آخر إحصائية موثقة لها إلى 26 ألف شهيد .
كل شيء في الثورة السورية كان ملفتاً منذ انطلاقتها، من بلد أقل مايقال في حاكمه، بأنه حول سوريا لسجن، فقد كان من المستحيل توقع ثورة في هذا البلد، وبعد حصولها كان من الصعب تصور استمرارها، وبعد استمرارها كان من الصعب وجود مناصر حقيقي لها، والآن تختلط الألوان في هذه الثورة، حيث صار الأحمر أخضر، باعتبار السكوت عن الأحمر الممنوع أخضر مباح.



#كرم_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الانشقاق المتأخر
- أصوات المدافع في رمضان سوريا هذه السنة ليست للإفطار
- قراءة الإنسان لونياً
- ممنوعون من الصرف في الرياضة السورية
- ننتظر
- هكذا أحيا ..هكذا يموت الرصاص.....!.
- تركيا : الشعب ،و العسكر، وأتاتورك، والخارطة وأمية الضمير
- حين يغني محمد شيخو في أعالي قاسيون
- خشية أنّ تستيقظ صحيفة الوطن ذات يوم على حلم دومريّ
- كرد سوريون -ضاع - مستقبلهم الدراسي بسبب- سلخ -جنسيتهم السوري ...
- الأنفال سورة حزن الكردي الكبرى
- الرياضة كأمثل حوار للحضارات
- العراقيّ يحمل كفنه أينما ذهب!
- هل يحتاج السوري إلى وصاية أكبر ....؟


المزيد.....




- مشاهد توثق انفجار أجهزة -البيجر- اللاسلكية في عدد من المتاج ...
- مصادر عسكرية رفيعة: تناقض شديد بين الجيش ونتنياهو ونخسر حرب ...
- ألمانيا تتعهد بتقديم 100 مليون يورو إضافية لأوكرانيا في الشت ...
- مصرع 4 أشخاص وإصابة 40 جراء حرائق الغابات في البرتغال
- وزير القوات الجوية الأمريكية: روسيا ستواصل تهديدنا بغض النظر ...
- قيس سعيد: جهات أجنبية تسعى لإفشال حركة التحرر الوطني في تونس ...
- البرلمان الجورجي يتبنّى مشروع قانون حظر الدعاية للمثلية وتغي ...
- مالي: مسلحون يهاجمون مقرا للقوات المسلحة في العاصمة والجيش ي ...
- عاجل: عدد من الإصابات في حدث أمني غير واضح في الضاحية الجنوب ...
- تطوير صمام قلب جديد لتفادي مشاكل عمليات استبدال الصمامات


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم يوسف - خطوط حمراء بلون أخضر