|
جلسة حوار مع الاستاذ محمد حسين يونس
حامد حمودي عباس
الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 14:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في معرض مبادرات الأخ والصديق والكاتب الكبير محمد حسين يونس ، من أجل وضع صيغ مؤثرة في حركة النضال لإحداث تغيير ايجابي في بنية المجتمع المصري ، كان مقاله المعنون ( في معارضة الاخوان وكره امريكا ) والمنشور ضمن العدد 3830 من الحوار المتمدن ، حيث تعرض لجوانب عديدة من أهمها وصف الهيكلية السياسية لحركة الاخوان المسلمين في مصر ، مبينا رفضه التام لمباديء تلك الحركة ، باعتبارها تجسيدا لحكم الاسلاميين عموما ، ومهدا انطلقت منه جميع الحركات الاخرى والداعية لحكم رجال الدين في المنطقة العربيه . http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=321361 ولقد قمت بالمساهمة بالتعليق على هامش ذلك المقال ، محاولا بيان وجهة نظري ، والتي قاتلت من أجلها طويلا ، وتحملت وزرا كبيرا أقل نتائجه هو حجب نشر كتاباتي على مواقع بعينها ، أو الدفع بها الى مراتب أدنى ، كما هو الحال مع موقع الحوار المتمدن ، رغم صلاحيتها لغير ذلك لو تم الاحتكام لموازين العدل في النشر . كتبت في تعليقي على مقال الاستاذ يونس ما يلي .. ( لا زلت أقرب في قناعاتي الشخصيه الى ما قاله العفيفي الاخضر ، من أن مصلحة الشعوب العربية تقتضي ترك الأحزاب الدينية تحكم كي تتضح ملامح فشلها المحتوم للعامة ، وما ذكره الاستاذ ميس أومازيغ في معرض تعليقه هو حلب في ذات الاناء .. لقد أصبح واضحا لكل ذي فكر يعي مجريات السياسة في بلداننا بأن الجماهير هي التي تهوى حكم الاسلاميين بعد ان ملت من طول انتظارها لتأثير الفكر العلماني في الساحه ، وقد قرأت امريكا هذه الحقيقة ، ومن حقها أن تفعل فعلها وكما تمليه عليها رعاية مصالحها الاستراتيجيه .. يسار مبعثر ، واحزاب تؤمن بالفكر الليبرالي لا تريد ان تتوحد ، وجماهير يهاجمها العوز فتتجه الى من يخمد فيها نار الحاجة عن طريق الاخضاع للقضاء والقدر .. انه واقع يتطلب منا ترتيب اوراقنا على مهل ، والخروج بفكر يرسم نهجا عقلانيا بعيدا عن الانفعالات التي حرثت في ارضنا الثقافية طويلا ، لتتركنا نهبا لتوقعات جلها لم يتحقق ) .. وقد رد علي الكاتب بالآتي .. (اشكر مرورك و اهتمامك بالمناقشه .. لا أحتاج أن أمسك النار لكي أعرف أنها تحرق و لا أحتاج أن أحتمل الاسلامجية لستة عقود لكي أعرف أن حكمهم فاشيستي فاشل .. يكفي أن انظر للعراق او غزة او الصومال او باكستان او السودان او افغانستان لكي استعيذ باللة منهم ومن مكائدهم و تسلطهم و ضيق افقهم .. الاسلام كما يقدمه الوهابيون لا يصلح لحكم قرية صغيرة و لا يصح أن نجلس ننتظر نتاج فعل التناقض و الصراع بين الحاكم و المحكوم لستة عقود جديدة قد تنتهي و معها محميات أو متاحف تضم المتبقي من ذوى اللحي و خيم النساء السوداء .. التاريخ لا يقول هذا و يدعونا لرفض التخلف و مقاومته و تقديم قيم معاصره افضل للحياة .. تحياتي و شكرى ) . التعليق والرد عليه ، يجسدان وبتلخيص شديد ما ذهب اليه الكاتب ، وما قصدته أنا ، والفارق بيننا لا يرقى ابدا الى حدود الاختلاف ، بقدر كونه تباينا ايجابيا الهدف منه واحد ، غير ان القناعات بطريقة بناء اسلوب الخلاص من واقع مشين راحت من خلاله مجتمعاتنا وبلداننا تغوص في وحله ، هو المختلف .. فالاستاذ يونس ، شأنه شأن الكثيرين من المناضلين التقدميين ، تسوقه الغيرة الوطنية الحقيقية الى مهاجمة الاخوان المسلمين باعتبارهم يمثلون جبهة الرجعية والتخلف ، وهم اصحاب النهج التآمري الرئيسي على مصالح الجماهير ، وهكذا اعتقد أنا ، وايضا آخرون وهم كثر ، غير اننا لا يسعنا ان نبقى طويلا مجندين لحملة الوصف فقط دون تشخيص واع لما يجب عمله .. فعلا وكما يقول الكاتب ، بان التاريخ يدعونا لرفض التخلف ومقاومته وتقديم قيم معاصرة للحياة .. ولكن كيف ؟ .. أين هي اطراف الجبهة المضادة من احزاب وجمعيات وحركات ثقافية وسياسية تبدو مؤهلة للوقوف بوجه هذا المد الكاسح لموجة الاسلاميين ، ممن بدأت مواكب زحفهم على مواقع السلطة وبرلماناتها وكل ما فيها ، وفي جميع البلدان العربية دون استثناء ؟ .. ففي مصر وكذلك العراق بدأت الحركة التقدمية ممثلة بعشرات الاحزاب اليسارية منذ بدء عهود الاستقلال وبوتائر تفوق في حدتها وانتشارها وسط الجماهير، التأثير الذي احدثته الاحزاب الاسلامية ومنها حركة الاخوان المسلمين ، فلماذا انتكست تلك الحركات تاركة السبيل لغيرها من اعداء النهضة والتقدم ، أن تستفرد بالجماهير وتتحكم بارادتها سعيا نحو الوصول الى السلطه ؟ .. لقد كنا مجموعة من الكتاب العراقيين ، ممن حفرت في نفوسهم ألما آثار التشرذم المؤسف لقوى اليسار في البلاد ، فدعونا مخلصين الى ضرورة التوحد في جبهة رصينة تستطيع من خلالها قوى التقدم أن تدخل الى الانتخابات بورقة واحدة ، لا يهم من يكون اسمه عنوان لها ، هدفها الرئيسي هو ايجاد موطيء قدم مناسب ، سواء في البرلمان أو الحكومة ، يستطيع من خلاله الحريصون على مصالح الشعب ، ان يوقفوا المد الرجعي المتوغل في اعماق المجتمع ، سعيا نحو خلق وعي تقدمي من الممكن ان يكون نواة للتغيير في المستقبل .. فما كان من قوى يسارية ثقافية مؤثرة الا وهاجمتنا من وراء ستار ، فلم نقوى الا على القبول بالامر الواقع ، فغاب منا من غاب ، واستمر من استمر قانعا بنصيبه . انني لا زلت ارى بان خير سبيل للقوى اليسارية العلمانية في بلداننا ، هو ان تتوحد ، تاركة جانبا مهمة الوصف الانفرادي لحال الامة .. فالاخوان هم هم ، يعرفهم الجميع ممن يحملون وعيا مجردا من روح الايمان بالرجعية والتخلف .. ولا تحتاج عملية تعرية كياناتهم الدينية والسياسية وتاريخهم العامر بالقتل والتآمر ، أن نقتل الوقت في وصفه والتباكي على أطلاله .. بل نحن بحاجة الى التداعي الى لم شمل كافة القوى العلمانية الموجودة على الساحه ، لتكوين هيكل أساساته من خرسانة يجمعها حديد تتواصل اجزائه . وهاكم على سبيل المثال لا الحصر، بعضا من اركان الحركة اليسارية والعلمانية في العراق : الحزب الشيوعي العراقي الحزب الشيوعي العمالي العراقي التيار اليساري الوطني العراقي الاتحاد الديمقراطي العراقي حركة اليسار الديمقراطي العراقي تجمع الماركسيين اللينيين الثوريين في العراق المنظمة الثورية الماوية في العراق الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي التجمع الديمقراطي العراقي هذا اضافة الى العديد من منظمات المجتمع المدني التي تنهج النهج العلماني في نشاطاتها اليومية ، وهي الاخرى تعمل منفردة لا يجمعها منهج موحد .. في حين اضطرت الاحزاب الدينية الى التوحد ضمن ائتلاف سياسي جمعها رغم اختلاف قياداتها في الرؤى ، لتقف في وجه التيارات العلمانية في البلاد ، وقد نجحت في مساعيها لتشكيل كتل برلمانية مؤثرة في صنع القرار ، ومن ثم تولت السلطة في النهاية وبشكل مطلق . ما اعتقده بأن ذات الحال في مصر وعلى مر عهود الصراع الداخلي مع التيارات السلفية والدينية عموما ، حيث كانت القوى العلمانية تعمل كل في محيطه دون الشروع بتشكيل جبهة موحدة بامكانها لي ذراع قوى الردة الرجعيه وفي مقدمتها الاخوان المسلمين .. وهذا ما دعى العلمانيين في مصر ، يدعون لاختيار شفيق بدلا من مرسي رئيسا لمصر في الانتخابات الاخيره كأهون الشرين . تحياتي لصديقى محمد حسين يونس ، وعهدي بصدره واسعا لقبول الحوار .
#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن .. وفن الحركة الى الأمام .
-
تسقط السياسه .. عاشت الرياضه
-
الكتابة في الفراغ ...
-
سم العنكبوت
-
خيارات السياسة العربية .. وفشل التجربه
-
خلجات من طرف واحد
-
وصمة عار
-
صوت غاضب من القاع
-
أيها المصريون .. لا تخذلوا بلادكم ، واعبروا المحن بسلام .. (
...
-
خواطر غير سياسيه
-
هجرة الريف الى المدينه .. وما آلت اليه من خراب
-
الطبقة العاملة العراقية ، وتراجع دورها التاريخي
-
زمني توقف هنا في ليلة واحده
-
قول في الماء العربي
-
حال المرأة العربية .. بين الوهم والواقع
-
صهوة الشر
-
ألشعوب العربية لا تحسن الثوره
-
عصارة من خيال
-
مشروع اتفاق مع حكومة الصين
-
ألغرز في اللحم الميت
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|