علي غشام
الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 22:12
المحور:
الادب والفن
تخاتلنا المدينة البيضاء بأزقتها الضيقة والتي ما إن تسير بها حتى تسمع أصوات الذين سبقوا وعبق تاريخ طويل جدا ً.
أكثر ما يستهويني بها هو السير في حواريها وشوارعها أيام الشتاء الممطرة أنا وصديقي الذي لا اعرف أخباره حتى الآن .. كنا نسترق نظرات الى حوريات تلك البيوت التي أطبقت على أسرار كثيرة ، وعلى حكايات من زمن بعيد .. حكايات من تاهوا في أزقتها ومن ساروا على أسفلت شوارعها التي تغص بالناس خصوصا في تلك الأمسيات الربيعية ذات الطقس المحبب الى النفس .
كنا نضع سيناريوهات لحكايات وراء الجدران العالية، وكم من علاقة حب وفراق وحنين ومجون ورائها ..؟؟
كان صديقي يحلم كثيرا ..فتثيره تلك المرأة التي تنادي على صغيرها .."بسام ..يا بسام وينك يا ولد" ..
كان يتمنى ان يكون هو ذلك الولد وتمنحه تلك المرأة بعض من حنانها وحنينها ، وطالما ضحكنا في مقاهي الشام الحبيبة ..الشام التي لا تدخر حبا لغريب فتمنحنا الأمل والطمأنينة والأحلام ..الشام التي لا تنام أبدا ولا تسكر أبدا ولا تبخل في حنين ..؟
المطر يسقط بعنف على تلك الأرض فيثير فيها مكامن الحزن والشوق في أنٍ معاً ، فتمنحنا الدفء دون مقابل ، تمنحنا الاستكانة الى الذكريات الجميلة ، التاريخ المخضب بألف لون ولون ، تنبئنا بأخبار من سروا ومن حزنوا ، نسمع عندما نسير في أزقتها ضربات حوافر الخيول وأصوات أهلها مختلطة بدخان (أراكيلها) وعبق ياسمينها الشامي المشهور ، مشكلة لوحة فنية سريالية تمتد بنا الى ما لا نهاية ....
#علي_غشام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟