أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - إستقالة صارخة














المزيد.....

إستقالة صارخة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قليلة هي إستقالات المسؤولين في العراق ولذلك كانت إستقالة وزير الاتصالات محمد توفيق علاوي لافتة، الا إن ما جعلها أكثر من ذلك هي الرسالة التي بعثها الوزير المستقيل الى رئيس الوزراء، وهي رسالة جعلت من الاستقالة فعلا سياسيا صارخا لما أوردته من من تفاصيل إدارية وسياسية تفسر جزئيا حصيلة الفشل المتراكمة في الاداء الحكومي منذ أعوام، الرسالة لم يرد عليها أو يفندها أحد حتى الآن وقد نقلت من منطقة الظل الى منطقة الضوء، الكثير من التفاصيل والاشاعات التي نسمع بها من موظفين عاديين ينقلون في أحاديثهم الخاصة حكايات النفوذ والشخصيات المؤثرة خارج سياقات الادارة والقوانين، وحالات الاحتقان والاختلاف داخل الكادر الاداري للمؤسسات في الدولة العراقية، أحاديث نسمع بها لكن وزير الاتصالات المستقيل وثقها وبالاسماء والحوادث ومن المتوقع أن لايكون هذا الحال منحصرا بوزارة أو مؤسسة واحدة بفعل المنطق العام لادارة البلاد.
إستقالة الوزير كشفت لاول مرة المعنى العملي والحرفي لما كنا نسمع عنه ولا نعرف معناه، أي التهميش والتفرد في صنع القرار وانعدام الشراكة، وتتحمل القوى السياسية المعترضة على ادارة رئيس الوزراء مسؤولية كبيرة في تجاهلها للرأي العام وعدم عرض واقع العلاقة بين الوزراء ورئيسهم أو مقدار السلطة والحرية التي يتمتع بها الوزراء في ادارة وزاراتهم وبقي حديث القوى السياسية منحصرا في تقاسم المغانم وهو تقاسم يكرهه المواطن ويعتبره إحتيالا عليه، وكان من الاجدى بالقوى السياسية ووزرائها تقديم شروحات تفصيلية عن الخلل والارباك الذي يسيطر إداء السلطة التنفيذية، ولكانت القوى السياسية ووزراؤها أعانوا العراقيين على كشف الآليات التدميرية المتبعة في إدارة البلاد.
من الواضح إن الوزير إلتزم الصمت طويلا وهو بذلك سمح من حيث يدري أو لايدري باستمرار التجاوز على صلاحياته ويبدو إن وزراء كثر يتعمدون أيضا التزام الصمت راضين بما يحققون من منافع حتى صار فريق الحكومة هو المؤسسة الاكثر هدوءا وانسجاما، وتحول عدد من الساسة الصقور الى حمام بمجرد حصولهم على مواقع وزارية، بل إن الاشهر الاخيرة كشفت تخلي عدد من الوزراء عن التزاماتهم السياسية تجاه القوى والقوائم التي ينتمون اليها والتي عن طريقها حصلوا على مواقعهم في السلطة وهناك من أعلن التمرد على كتلته النيابية مفضلا المنصب على أي شيء آخر وصار مجلس الوزراء ينتج مشاريع قوانين ويتخذ قرارات يتبين فيما بعد إن الوزراء لم يعبروا عن مواقف كتلهم تجاهها وهكذا تنشب الخلافات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ويتعرقل تشريع القوانين وتتعطل عملية البناء كما هو حاصل منذ سنوات.
إستقالة وزير الاتصالات كانت رسالة صارخة ولتكون ذات قيمة تحتاج الى كشف موقف من بقية الوزراء الذين يتداول الشارع العراقي كثيرا من الحكايات والشائعات عن سلبيتهم ولامبالاتهم بسيطرة موظفين ومسؤولين أدنى على مقاليد القرار في الوزارات بينما ينشغلون هم (الوزراء) بالصفقات الكبيرة والسياحة والعلاقات الخاصة ذات المردود المالي الضخم كما تقول الشائعات.
قد تظهر روايات وشائعات على هامش الاستقالة وقد تكال تهم وتبث ادعاءات تشويه ونيل وقد لاتكون رسالة الوزير صحيحة بشكل كامل وقد نجد تفسيرات كثيرة لما حصل، لكن رسالة الوزير المستقيل يجب أن تكون الخيط الذي تتمسك به الكتل النيابية والقوى السياسية ووسائل الاعلام للكشف عن آليات ومنهج إدارة مؤسسات الدولة العراقية بعيدا عن ترديد الشائعات الخالية من الاسماء.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة العنيد أوغلو
- الصمت الذهبي
- مخطط تأجيل الانتخابات
- لص وقاتل
- دماء وأموال وضياع
- الملفات المضادة
- إسحبوا المعارضة
- سقوط السقوف الزمنية
- النفط عقيدتنا
- الفارق خمسة ملايين فقط
- مهرجان التصعيد
- مصارعة سياسية حرة
- نفط ويأس وحلقات الفشل
- الاتفاقية العجيبة
- العراق والكويت: الزيارات مقابل الالتزامات
- خطاب الأزمة
- حملات تضليل
- عندما تذكروا الهيئات
- تجاهل 9/4
- كثير من الصمت الغريب


المزيد.....




- في دبي.. شيف فلسطيني يجمع الغرباء في منزله بتجربة عشاء حميمة ...
- وصفه سابقًا بـ-هتلر أمريكا-.. كيف تغير موقف المرشح الذي اختا ...
- كوبنهاغن تكافئ السياح من أصدقاء البيئة بالطعام والجولات المج ...
- بوتين خلف مقود سيارة لادا أثناء وصوله إلى افتتاح طريق سريع ب ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لقصف مواقع تابعة لقوات كييف باستخد ...
- إسرائيل.. شبان من الحريديم يعتدون على ضابطين كبيرين في الجيش ...
- ماذا تخبرنا مقاطع الفيديو عن إطلاق النار على ترامب؟
- إصابة 3 إسرائيليين في إطلاق نار في الضفة الغربية، والبحث جار ...
- مؤيدو ترامب يرون أن نجاته من الموت -معجزة إلهية-
- جو بايدن: أخطأتُ بالدعوة -لاستهداف- دونالد ترامب


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - إستقالة صارخة