أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر الزبيدي - المشكلة ليست في السافرات














المزيد.....

المشكلة ليست في السافرات


زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالعتنا الصحف المحلية لهذا اليوم بخبر منع السافرات من دخول مدينة الكاظمية المقدسة وكأن مشكلتنا تكمن فيهن ومشكلة العراق كلها في السافرات وعلى الرغم من كل ملابسات القرار إلا إن السافرت لسن وحدهن ممن يجب أن يمنعن من دخول الكاظمية بل أن هناك أشياء كثيرة يجب أن تمنع من دخول المدينة قبلهن كالمشروبات الكحولية والمفخخات وغيرها ممن نكدت على المدينة الجميلة جمال هدوئها .
شاءت الظروف أن امر في مدينة الكاظمية يومياً ولمدة ثلاثة أشهر لعمل ما وكنت أراقب شوارعها وبالأخص ساحة عبد المحسن الكاظمي وأستغرب كثيراً بأني أجد علب المشروبات الكحولية مترامية هنا وهناك .. فيا ترى هل السافرات أخطر على المدينة من المشروبات الروحية وكلنا يعلم أن ذنب الشرب أكبر من ذنب تارك الصلاة وليست بالضرورة أن تكون السافرة تاركة للصلاة فتلك السافرة التي فرحنا اليوم بمنعها من دخول الكاظمية لهي أشرف بألف مرة من ذلك الأرهابي الذي فجر عبوته الناسفة في قلب المدينة وذبح ابناءها .
مشكلتنا أيها الأخوة ليست في المرأة السافرة فلدينا مجنون الكاظمية العاري الذي يتجول في المدينة ذهاباً وأياباً وهو لا يغطي سورى عورته بصعوبة ويمر أمام المدارس الدينية والحوزات العلمية والكليات الأسلامية ولا احد يتابع حالته .. لقد كان هذا المجنون يتغوط جالساً في الساحة أمام الألاف ولا أحد يساعده على أن يجد له ملجأ في برد الشتاء القارس وهو لايضع على كتفته إلا قطعة قمش بالية .. وعورته تسترها قطعة قماش قذرة لا تستر حتى خصيتية ولا أعلم في أية زاوية ينام ونحن منعمون مترفون بأفرشتنا الوثيرة الدافئة .
مشكلتنا في تلك العجوز التي تسكن في تلك الساحة لا تملك من عينيها إلا 5% ليست قادرة على المشي وتسكن في خرابة نتنه وتعيل بنت معاقة وتتعرض للسرقة بين الحين والآخر يكاد الزمن يقصم ظهرها الذي قارب على أن يلمس الأرض من قوة أنحناءه وآلاف غيرها يسكنون الكاظمية ينهش الفقر لحم اطفالهم.
وأهل الكاظمية فرحون بهذا القرار ويباركون القيادة التأريخية التي منعت دخولهن الى المدينة وكأن المدينة قد خلت من المشاكل ولم يتبقى إلا السافرات ليكتمل عقد المستقبل الذي فرطه الأرهاب وضعف التركيز على ما يهم أبناء الشعب العراقي المظلوم في كل شيء ..
مشكلتنا أننا نخلق المشاكل وكلما حاولنا أن ننفض عن واحده تظهر لنا الأخرى لتقصف اعمارنا وتهدد مستقبلنا أننا نصنعها بكل حرفية ودقة غير أهبهين بالقفزات التي يقفزها العالم في تقديم الخدمات لمجتمعاتهم الفخورة بهم لقد أخترعوا خدمات لم تخطر على بال البشرية ليقدموها لأبناء شعوبهم وهذا كله لكونهم ليسوا ضيقي التفكير مثلما نبحث نحن عن توافه الأمور لنخلق منها معجزات لنحصل على مباركة البعض وكأننا حققنا أنجازاً عظيماً لنغطي بها عجزنا.
المشكلة أن اللافتة التي عرضتها الصحف في هذا اليوم تبين وكأننا قد حققنا إنتصاراً مبيناً على شرذمة أو جيش عدو أو حركة إرهابية أو حللنا عقد العصر المتمثلة بالكهرباء على الرغم من أن السافرات هن عراقيات أولاً وأخير لازلن غير مقتنعات بالحجاب وعلى أحد ما ان يساعدهن على أن يقتنعن بذلك ، إذا تمكن طبعاً ؟ وإذا لم يتمكن فلا إكراه في الدين والسافرة قد تكون من غير المسلمات فكيف سيمنعن من دخول المدينة للتسوق مثلاً وبأي قانون لا يتعارض والدستور العراقي.
وارجوكم من كل قلبي عندما تقدمون الخدمات لشعبكم وترضوه امنعو السافرات من دخول المدينة حينها لنقول أننا أكملنا ما علينا .. ولكن على الرغم من ذلك فالسافرة تلك أشرف من ألف ألف ألف ارهابي فجر نفسه عند حضرة الأمام وذبح زواره وجندل محبيه.



#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتسلق العراقيون -هرم ماسلو- لتحقيق ذاتهم
- المفوضية العليا الطائفية للأنتخابات


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر الزبيدي - المشكلة ليست في السافرات