|
حكى مرسي
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 13:54
المحور:
كتابات ساخرة
رئيس الغفلة، مرشح السي آي إيه، والموساد، وآخر كرازيات الربيع الأطلسي الإخوانجي محمد مرسي، يخرج عن صمته ويعلن عن هويته أخيراً، وينضم لجوقة حسب الله الثورية الأطلسية الخليجية، ويدسّ أنفه فيما لا يعنيه، ويقول بالحرف بـ: "أن بلاده تدعم خيار الشعب السوري في رحيل الرئيس الأسد". (انتهى الاقتباس). وهو بهذا التصريح يتناغم مع خطاب ورغبة شيمون بيريز، وأوباما، وهولاند، وكاميرون، وأردوغان،...إلخ وبقية الأذناب والأذيال والأدوات والعملاء والأبواق المرتزقة والمأجورة والمرتهنة والمستأجرة الأخرى التي لا يليق بهذا المقام الرفيع إيرادها وذكرها ولا حتى التطرق لأسمائها المقرفة والمخجلة والموغلة في الخيانة والخسة والعار وتلوثت أياديها بالدم السوري الطاهر البريء.
وفي الحقيقة لا يمكن توقع أكثر من ذلك من كرازاي مستحدث جديد أتى بمعية وبركات برنار هنري، وهو يؤكد بذلك أنه السليل الشرعي والمعتمد للربيع المشبوه، إياه، ولا تثير تصريحاته أي استغراب. والغرابة والاستغراب والخبطة السياسية والإعلامية المدوية الحقيقية التي كانت ستحصل هي فيما لو تفوه ونطق مرسي بغير هذه التصريحات، وذهب في غير هذا الاتجاه الرث المبتذل، وخرج عن خطاب قطيع الربيع العربي الرعاعي العام. وبغض النظر عن تفاهة هذا التصريح الببغائي وعدم قيمته العملية وإمكانية صرفه في سوق التداول السياسي طالما أن أسياد مرسي ومشغليه لم يحققوا أي اختراق في هذا الصدد، ناهيك عن استفزازه لمشاعر كثيرين من السوريين، فهو يعتبر خروجاً عن كل الأعراف واللياقة الدبلوماسية والأعراف والعلاقات الثناسية بين الدول، عبر التدخل السافر والممجوج والوقح وغير المبرر بالشؤون الداخلية لبلد مستقل ذي سيادة، وينكر على السوريين حقهم بحرية اختيار ولا اختيار من يرونه مناسباً لإدارة بلادهم، ويتعدى على إرداتهم وأذواقهم ورغباتهم وتطلعاتهم وميولهم الوطنية، وحتى فيما لو اتفق السوريون أو اختلفوا على هذا الأمر فهو ليس، البتة، من ضمن صلاحيات ولا من ضمن نطاق عمل مرسي "بيه". والسوريون، ليسوا، بالتأكيد، بحاجة لخدمات ونصائح مرسي التافهة وغيره في إدارة شؤونهم الداخلية، وأعتقد أنهم لا يحبون، بل ربما يحتقرون، كل من يحاول أن يملي عليهم خياراتهم وينتقي لهم ما يريدون ولا ما لايريدون، ويحاول أن يفرض عليه وصاية من أي نوع وتحت أي مبرر وذريعة. والسوريون بحضارتهم، وعراقتهم، وقوتهم، ووعيهم الوطني، ووثقافتهم وحبهم العظيم لسوريا، قادرون لوحدهم على تقرير من يرونهم مناسباً لقيادتهم وبالاستغناء عن خدمات هذا الكرازاي والإمعة والعميل الصغير المأجور الذي يوجه، بتصريحه هذا، إهانة لكل سوري وطني حر كريم. فهل هناك أوقح وأحط من هذا؟
وفي الحقيقة أيضاً، لا ندري ما هي مصلحته، وما هي مصلحة مصر وما المنفعة التي سيجنيها وتعود بالفائدة على مصر فيما لو رحل الأسد أو بقي في مكانه؟ وحباً بمصر وشعب مصر، سأقول ها هنا، ومتجاوزاً بعض الخطوط والتابوهات الوطنية، إذا كان رحيل الأسد سيؤدي إلى حل مشاكل عشرات الملايين من المصريين الجياع البؤساء الذين لا يجدون ما يأكلونه ويعتمدون في خبزهم اليومي على فتات المساعدات الأمريكية وأصبح الرغيف في مصر أمنية وحلماً وطنياً مستحيلاً، فقد أفكر في دعم اقوال مرسي، وإذا كان رحيل الأسد سيؤدي إلى إيواء حوالي عشرة ملايين مصري ينامون في العراء وفي المقابر ولا يجدون سكناً لائقاً يعيشون به في بلاد العم مرسي، فقد يكون في الأمر فائدة ما، وإذا كان رحيل الأسد سيؤدي لعودة السرور والاعتبار والحياة الحرة الكريمة لأكثر من مليوني طفل مصري مشرد في الشوارع من ضحايا السياحة الخليجية الجنسية لمصر، فقد تكون لتصريحاته مشروعية وأخلاقية ما رغم الغباء الفظيع في الربط بين هذا وذاك وعدم وجود أي رابط بين القضيتين، وإذا كان رحيل الرئيس الأسد سيؤدي إلى عودة الكرامة لمصر وشعبها وتحريرها من الهيمنة والغطرسة الصهيونية والأمريكية عليها وفك أسرها من أغلال وأثقال كامب ديفيد التي جعلت مصر دولة محتلة بلا إرادة ولا كرامة وطنية ولا تستطيع إرسال شرطي بسكين إلى سيناء، فقد أناقش وآخذ تصريحات مرسي على محمل الجد.
ونحب أن نذكـّر السيد الرئيس مرسي الإخواني، "أبو لحية جنان"، ونلفت نظره إلى أن الشعب السوري الذي قال كلمته، على حد تعبيره، ليس هو أولئك القتلة المجرمين الوهابيين والمرتزقة العرب والخلايجة وعناصر القاعدة الذين تم إدخالهم وفق سيناريو الثورات الأطلسية التي يعرفها ويخبرها السيد مرسي جيداً، وهم في النهاية من زملاء سيادة الرئيس مرسي الذي سجن ذات يوم بتهمة الإرهاب والانتماء لذات الجماعات الإرهابية التي تقاتل اليوم في سوريا ويسميها مرسي باشا بالشعب السوري، والتي تريد إسقاط النظام بالسلاح، وبالسيناريو الليبي، لتمكين كرازي جديد من زملاء مرسي من حكم سوريا، وعبر الإرهاب وتدمير المنشآت العامة، وخطف الأبرياء، وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث، وفبركة الانشقاقات تحت تهديد السلاح...إلخ نذكر سيادته، مرة أخرى، بأن هؤلاء ليسوا الشعب السوري الذي قال كلمته على حد زعم المسيو مرسي.
ومن الجدير ذكره أن هذا المرسي، ما غيره، كان قد طرح مبادرة، لتشكيل لجنة رباعية مؤلفة من السعودية، وتركيا، وإيران، ومصر لحل الأزمة السورية، وذلك قبل أن يتحفنا السيد مرسي بهذا التصريح اللوذعي القميء والمهين، وهو بذلك يفتقد مكانته كوسيط حيادي ونزيه مقبول في الأزمة السورية، ويطرح مواقف ببغائية مسبقة وتصورات معلبة في دوائر معروفة ومفبركة، غير مقبولة لا سوريا، ولا روسياً، ولا صينياً، ولا إيرانياً، وهو بذلك يقدم نفسه كجاهل غير العارف أو المدرك لموازين القوى القائمة ومدى قوتها وفاعليتها على الأرض، ويضع نفسه في مواقف "بايخة" باللهجة المصرية، ويظهر نفسه كإمعة وببغاء يردد ما يقوله أسياده، ويبدي جهلاً مريعاً ومخيفاً بالاستراتيجيا الدولية والجغرافيا السياسية وطبيعة التشكل الكوني الاستراتيجي الجديد الناشي ويستعدي بالمجان أقوياء وفاعلين كثيرين، وبذا لا تخرج تصريحاته، في الحقيقة، عن إرادة ورغبات أحادية لأطراف العدوان الأطلسي-الخليجي-التركي على سوريا، ويتجاهل بغباء مرعب ومدهش مصالح أطراف أخرى معنية بالصراع أقوى بكثير، وبالتأكيد من مشيخات الخليج الفارسي التي يحاول إرضائها، ومن الأطلسي المهزوم والعاجز والمفلس، وتركيا الهزيلة والمفككة والضعيفة المترددة. ومرسي يعلم في قرارة نفسه أن رغبته، كما رغبة أسياده، غير قابلة للتحقيق لكنه بذلك يقدم أوراق اعتماده، ويرد الجميل لمن بوّأه المنصب الأول في مصر، والذي يحكي الكثير عن تلاعب وتزوير وغش كبير حصل فيه. أخيراً، خرس وصمت وأصاب هذا المرسي البكم حين تعرض حوالي عشرون جندياً وضابطاً مصرياً لمذبحة حقيقية في سيناء على يد زملائه و"إخوانه" الشياطين في التنظيم الدولي من جماعة حماس، حين تعرضوا لكمين بشع وفظيع وماتوا بطريقة شنيعة مؤلمة زمحزنة، ولم "يتحمس" ولم نر غيرته على أبناء جلدته كما نرى غيرته على السوريين. فمن ليس فيه خير لأهله ولناسه ورسولهم يقول لهم خيركم خيركم لأهله، فكيف سنصدق أنه صادق، وفيه غيرة ونخوة على الآخرين، لولا أنه نفاق وخبث ومكر الإخونجي، ونفاق وخبث وألاعيب حلفائه الجدد من الصهاينة والأمريكان ومعهم "وعلى البيعة" كرازيات وأذناب الخليج الفارسي؟
بالمختصر المفيد، يعني يا "سي" مرسي ما لك ومال سوريا، وما علاقتك بها وبمن يحكمها، إلا أنه البغي والعهر والبطر والعمالة الواضحة والانخراط الرخيص والمكشوف في مشاريع الآخرين الجهنمية والشيطانية ضد السوريين؟ أليس من الأشرف والأفضل لك أن "تنضب" وتهتم بشؤون بلدك، وتنقذ مصر من مشاكلها الكثيرة المستعصية الغارقة فيها، بدل أن تجيب الكلام لنفسك ومقامك الرفيع؟ وكما تقولون في مصر، "خليك في أكل عيشك"، أم ارتباطاتك وتعهداتك والدور المرسوم لك يسلبك حرية التصرف، وأنك على عهد أسيادك، ولا تملك مصيرك قرارك؟
حكى بدري، أو حكى مرسي ولا فرق، فحين يتحدث الجاهل والسفيه والغبي يقول العاقل سلاماً.
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أردوغان الطبل الأجوف
-
السيد وزير التربية: توقفوا عن مناكفة الشعب السوري
-
رياض حجاب: مجنون يحكي وعاقل يسمع
-
حلب: سحق بالجملة للميليشيات الأطلسية- الأردوغانية-الخليجية
-
فقاعة رياض حجاب
-
عن أية دولة علوية يتحدثون؟
-
انشقاق رياض حجاب: متى سيسقط النظام السوري؟
-
جرائم آل سعود من ناصر السعيد إلى محمد السعيد
-
دموع التماسيح الأطلسية
-
العرب والغباء الاستراتيجي
-
الإعجاز العسكري الكبير ومحرقة القاعدة في سوريا
-
مناف طلاس قادم إليكم
-
خيار وفقوس: أبناء الجارية وأبناء الست
-
سوريا: متى يضغط الروس على الزر الأحمر؟
-
آصف شوكت: فارس من هذا الزمان
-
سوريا: هل يفلح سلاح الانشقاق؟
-
المثقف والجنرال: فن تصنيع الأعداء
-
كوفي عنان لا أهلا ولا سهلاً
-
سوريا: انشقاق فتى النظام المدلل
-
الأسد يصفع أردوغان
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|