أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الدولة والشعب وفكرة التطور














المزيد.....

الدولة والشعب وفكرة التطور


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كانت الدول تتطور,ولها تاريخ,تمضي فيه وفق مراحل,تنتظم في بنائها ومؤسساتها التي تزداد عقلانية,وفعالية في تأطير المجتمع وجعله يقتنع بأهميتها وضرورتها,إذ يصير مدافعا عنها كما يدافع هو عن وجوده,فالشعب أيضا يتطور,غير أن وتيرة تقدمه تكون مختلفة عن وتيرة الدولة,كما أن طرق رصد تطور الشعوب تكون أكثر صعوبة,فهناك نواحي مختلفة ومتنوعة,فيها الثقافي العام ومظاهره التي قد تخضع جامع المعطيات إن نقصته رزانة الباحث المشارك والمسائل لما تطاله يداه أثناء ممارسته لعمله
في مقاربة التحولات الذهنية والمعرفية وحتى العقدية التي تعكس هي الأخرى درجة الوعي بالمتطلبات الدينية ومدى تعبيرها عن الحاجات اليومية للمؤمن بها وكيفيات دفاعه عنها تجاه غير المعتقدين بها أو المخالفين لها.
1معنى التطور
هي فكرة ظهرت في القرن التاسع عشر وخصوصا مع فكرة الجدل الهيجلي وإن كانت لها جذور في الفكر اليوناني,الذي أدرك مبكرا فكرة التقدم والحركة,مما حدا بماركس إلى البحث في الفلسفة اليونانية,التي قادته إلى هرقليطس,الذي حول أنظار العالم إلى ما هو متحرك فيه بدل التركيز على الثابتوالجامد,الدي قدس واعتبر دليلا على ما هو حقيقي,لدرجة أن الإلاه اعتبر في نظر أرسطو المحرك الذي لا يتحرك,لأن الحركة تجعل المعرفة غير متحصلة,ولا يمكن للمتحرك أن يلم بها جميعا,لكن قبل هيجل كان علم الفلك قد أثبت من خلال جاليلو حركية الأرض ودورانها حول نفسها والشمس,وأنها ليست مركز الكون كما أراد كهنة الكنيسة لها ان تكون,مما مهد لفكرة داروين وأساسها النظري,أي أن وجود الإنسان نفسه لم يكن على الشكل الذي هو عليه حاليا,كما هو حال كل الموجودات الأخرى,فقد كانت فكرة التغير مغرية وامتدت بفعل تماسكها المنطقي إلى أبعد الحدود,في العلم والمعرفة البشرية,من علم تاريخ وسوسيولوجيا وعلم نفس وحتى العلوم الدينية نفسها لم تنج من هذه التحولات,والتي اعتبرها فوكو ناتجة عن تغيرات تمس جوهر التفكير الإنساني نفسه أو ما أسماه بالإبستيمس,
2الدولة
هي نفسها خضعت لتقلبات وصراعات كثيرة,وانتقلت باختصار من فكرة الجهاز,الأداة القامعة والمراقبة,إلى فكرة المؤسسات,التي تستند إلى قوانين منظمة لسلوكات الحاكمين,والمحاسبين على ما يقترفونه من إخلالات بالقانون ومس بمصالح الناس,الذين لم يعودوا رعايا ,بل مواطنين,لهم حقوق وعليهم واجبات تجاه بعضهم البعض وتجاه السلطة نفسها,ولازالت الحضارة البشرية تطور نموذج الدولة,حتى وصلت به إلى مرحلة الديمقراطية وحكم الشعب لنفسه وفق ما يختاره هو,وقد يكون مخالفا لإرادة الحكام أنفسهم,فيمتثلون ويقبلون,أو ينسحبون من سلطة الحكم,بدون أية رغبة في احتكار السلطة أو السطو عليها كما كان يحدث أيام الإنقلابات العسكرية أو حتى العائلية باعتماد الكثرة في العدد أو العدة,فالدولة كفكرة تتطور وتتقدم,هي نفسها بوتيرة مختلفة,إذ العالم منقسم راهنا,بين نمطين,واحدة حديثة ديمقراطية,وأخرى عتيقة,تقاوم التاريخ,رغم تآكلها إيديولوجيا,لكن بينهما نمط غريب تاريخيا,يحاول الجمع بين الإثنين,فهناك شكليات الإنتخابات,وهناك تحكمية عتيقة تمتح من الديني,والمقدس وترفض العلمانية كموروث غربي,يخالف التراث الإسلامي,رغم أن سلطة الدولة لم يفكر فيها إسلاميا,رغم وجود مصطلحات الخلافة والإمامة,هي سلطات دينية,امتدت للدنيوي لتحاصره وتمنعه من التطور والرقي إلى نظام سياسي حديث,بمرجعياته المهروفة المناقضة لما هو لاهوتي عتيق.
3الشعب
قديما سمى أفلاطون الشعب,بالوحش,مقابل النخبة المتعلمة والقادرة على إنتاج المعرفة والمساهمة الواعية في السياسة بعيدا عن المصالح المادية,التي تسعى لها كل الشعوب وتتوق غليها,وتنحاز إلى الرغبات والميولات,لكن بعد انتشار التعليم والمعرفة,بدت المعارف تنتشر وتعم داخل المجتمعات البشرية,فصارت السياسة شأنا عاما,الكل يخوض فيه,وبدأت الشعوب تثور على أنظمتها السياسية وتغيرها وتطيح بالطغاة والمستبدين ومغتصبي الحقوق,وقد كانت ثورات التنوير الأروبي,أول الثورات التي فرضت إعادت النظر في مفهوم الشعب,واحترام اختيارات الإجتماعية والسياسية,لكن الشعب لم يكتسب المعنى الثوري,إلا مع الثورة الروسية,بحيث صارت الشعوب مرادفا للتغيير والتحويل العنيف للمجتمعات البشرية,بالقضاء على نظم الإستغلال الرأسمالي وبناء نظم اشتراكية ممثلة للعدالة الإجتماعية.
هنا نلاحظ أن معنى الشعب اتخذ دلالات جديدة,وأن الشعوب تتطور,أو لنقل تتغير,هذا حتمي,لكن هل كل تغير تطور؟؟
حتى لو أظهرت الكثير من الشعوب ثباتا في ثقافتها,أي مقاومة للتطور,فإن على الدول أن تتطور,لتساهم هي نفسها في تطوير شعوبها,وإلا فان ناصحيها بغير ذلك,يسعون للإساءة لها أو ربما الإطاحة بها.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل
- مغرب التوافقات
- مغرب التخوفات
- مغرب التوقفات
- متاهات مغربيبة
- الحركة النسائية في المغرب
- يسارية المثقف
- بؤس اليسار المغربي
- الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة
- الإسلاميون في المغرب
- تأثيرية بن كيران
- الإسلام والقبيلة
- تدينات الإسلام
- الإسلام,دين سلطة أم مجتمع؟
- جنون بقرة
- قوة العدالة والتنمية
- ثرثرة في القطار
- الصرصار المنقلب
- كلام عابر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الدولة والشعب وفكرة التطور