الحرية للبلطجة

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 19:03
المحور: كتابات ساخرة
    

حين قامت االثورة , كنا جميعا قلبا واحدا , كان التظاهر مكفولا وحقا للحميع , فجميع التيارت والآحزاب كان لها الحق فى الوقوف للتعبير عن رأيها , حاملة عبارات تهاجم الفساد بكل أنواعه واشكاله , فالحرية كانت هى السمة الرئيسية فى جميع مناحى الحياة , حرية التعبير والتفكير وأبداء الرأى الذى حرمنا منهم طيلة سنوات طوال ..... كنا نقول ما نشاء , وكنا تعبر بما نشاء ..... لآن المتجبرون رحلوا عن ديارنا , وكنا نعيش كل يوم على أمل جديد , يخرجنا من السجن الكبير الذى عشنا فيه أكثر من مئة عام ..... أفواهنا مكممة , وأيدينا مكبلة .

وبعد أن تغير الحال علينا وتوشحت حياتنا بوشاح الآخوان الذى أصبج يلوح فى الآفق , رغم أغلب الشعب لا ينتمى للأخوان ولا يريد الآنتماء لهم , شعبنا عاش زمان , وتأقلم على حياته التى يعيشها وهو مقتنع بدينه وشرائعه الثابتة , والتى يدين بها , وسلوكه الذى أعتاد عليه هو سلوك أسلامى يحت , لآنه لن يخرج عن سياق دينه , فقد ظهرت على الساحة أصوات بدأت تتعالى منادية بأن التظاهر فى الشوارع والميادين حرام , وللأسف من شيوخنا الافاضل , الذين يحرمون ويجرمون كل من يقوم بالتظاهر ..... فأصبحت فتواهم ممزوجة بالسياسة وبعيدة عن الدين .

من هؤلاء الشيوخ الآفاضل , شيخنا هشام إسلام الذى أجاز فى فتواه بقتل المتظاهرين وهدر دماءهم وأعتبرهم من الخوارج وعليهم يقع حد الحرابة والقتل ..... كما خرج علينا شيخ أخر وهو الشيخ الكريم المحلاوى حيث قال وأفتى : أن الخروج على الحاكم ومعارضته أو مجرد نقده يعتبر حرام وطاعة الحاكم واجبة وهى فرض كالصلاة والصيام .
لم أدرى لماذا خرج علينا شيوخنا الآفاضل فى هذه الآونة بالذات بمثل هذه الفتاوى التى تفرق الآمة , فتاوى فى دولة جديدة كنا نرجو لها حرية الكلمة والتعبير , دولة الدميمقراطية الوليدة التى نادى بها شعبنا .

ولماذا الآن أصبح حراما للمتظاهرين وخارجا عن الشرعية وخروجا عن الدين وأصبح كفرا عند بعض الشيوخ , حق التظاهرللناس للتعبير عن رأيهم , رغم أن الآزهر الشريف أعتبر أن مثل هذه الفتاوى التى تبيح دم المسلم هى حرام و وخارجة عن سياق الدين والشرع .
ولماذا لم تخرج مثل هذه الفتاوى ضد البلطجة والتبجح الصارخ من بلطجية مدينة الآعلام ضد الآعلاميين وأرهابهم وتهديدهم بالقتل ؟
بلا شك أننا نمر بحالة فقدان الذاكرة أو أننا أصبنا فى وطننا بالخروج عن الحق والحياد عنه , إننا يلزمنا أن نتمسك بديننا وقيمنا حتى نستطيع ان نخرج من محنتنا التى يمر بها الوطن ...... فإذا قلنا كلمة الحق وجدنا من يكفرنا ويخرجنا عن الملة كلها , لآننا قلنا كلة الحق , وكنا نرجو بعد ثورتنا أن نكون أكثر جرأة وصراحة من أجل أعلاء كلمة الحق .

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات