أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأمين السويد - الحكومات السورية الباراشوتية














المزيد.....

الحكومات السورية الباراشوتية


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 18:38
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تُبنى المشاريع التي يراد منها تحقيق حياة أفضل للإنسان وفق سلسلة من المراحل أولها الحلم، ثم نقل هذا الحلم إلى دراسة، فمن دراسة إلى هدف فخطة لتحقيق ذلك الهدف، و أخيراً يتم اختيار أدوات لتحقيق هذا الهدف.
و الدولة مشروع ككل المشاريع يحتاج لذلك التسلسل ليكون مثمراً. و الجهة التي تقوم بدور الحلم ووتحويل هذا الحلم إلى دراسة و نقله عبر مراحل خلق الدولة الناجحة هم الجماعات البشرية التي شاءت الظروف أن تجمعهم أرض واحدة، ووجدوا أنفسهم مضطرين لتنظيم أمورهم لسبب من الأسباب.
و لكي لا نذهب بعيدا، فالشعب السوري اليوم هو أحوج ما يكون إلى تبني هذه السياسة بإعتبار أننا مقبلون على انهيار معظم المفاصل الرئيسية في الدولة الحالية لحظة إنهيار النظام الأسدي الذي عمل جاهداً و طوال فترة حكمه على الحرص على اختزال الدولة في أركان نظامه، فإذا انفرط عقد هذا النظام انفرط عقد الدولة السورية.
إذا فإنهيار الدولة الأسدية و بالتالي انهيار بنية الدولة السورية آت لا محالة، و الحاجة الملحة أمام الشعب السوري تكمن في إيجاد دولته التي يرتضيها.
و من الثابت ذكره أن كثيراً من المعارضين الجدد و المثقفين و الثوريين و العسكريين صاروا يتسابقون لتأسيس حكومات سمّوها بكافة التسميات التي تخطر على بال دون أن يكون لأي من آسماءها نصيب. و للأسف يتم نسب فشلها السريع و سقوطها الهادئ لأسباب لا تمت إلى التحليل المنطقي بصلة و الذي يقول ما بني على باطل، باطل.
وسبب وصفها بأنها باطلة يُعزى لكون هذه “الحكومات” توصف بأنها حارقة للمراحل الأساسية في بناء الدولة حيث تم تجاوز إرادة الشعب في تكوين دولته التي يرضاها، و بالتالي عدم الرجوع إلى خطته لتحقيق ذلك الهدف، و تم الإكتفاء بإختيار الادوات والتي هي في هذه الحالة، وزراء بلا حقائب وبلا ثقة برلمانية أو حتى شعبية.
هذه الحكومات السريعة تفشل لأنها ولدت في الاسبوع الأول من رحلة التسعة أشهر دون اكتمال نموها، و سقوطها طبيعي ولا يرتبط بالأشخاص فيها لا من قريب ولا من بعيد سوى من ناحية أنهم ساروا عكس التيار، و ظنوا أن السرعة و ثقل أسماء الشخصيات كفيل بأن يجعل الشعب السوري يهبّ مبتهجا و مانحاً إياها الثقة ليتقدموا من المجتمع الدولي وقد تزينوا بهذه الثقة دون أن يعلموا ما يفعلون بها.
فإنهيار هذه الطبخات الجاهزة من الحكومات الثورية حتمي لأنه غير مبني على توافق شعبي في الرؤى أو في الأهداف أو في المسار وليس لأعضائها الذي بدو أنهم يهبطون على الثورة هبوط المظليين في أرض لا يعرفونها و ربما تكون معادية لجهلها بمن هبط.
لقد آن الأون للمثقفين و للثوار من الشعب السوري أن يعيدوا الأمور إلى تسلسلها المنطقي قبل فوات الأوان وقبل ضياع مزيد من الوقت الذي يعرف الجميع تكلفته. فالمطلوب هو مشروع وطني سوري توافقي يكوّن الهدف الذي يرنوا الشعب السوري إلى تحقيقه.
و قد توصلت المجموعات السورية الثورية والمعارضة برعاية عربية و دولية من خلال مؤتمر القاهرة لتوحيد المعارضة المنعقد بتاريح 2 و 3 من شهر تموز 2012 إلى إنتاج وثيقتين تاريخيتين هما وثيقة المرحلة الإنتقالية و وثقية العهد الوطني اللتين تم التوصل لهما بجهود و أفكار سورية خالصة مئة بالمئة وتعتبران، بسبب مضمونهما المتحضر، أرقى ما يمكن لشعب أن يتفق عليه في ظروف حرجة و مقلقة كهذه التي تمر بها سوريا حالياً.
و في ظل انتباه المثقفين المتأخر لأهمية انتاج مشاريع وطنية لإعادة بناء الدولة ولكن، للأسف، من خلال شراء السرج قبل الحصان بإبتداع الحكومة تلو الأخرى دون الاعتماد على التسلسل الذي يؤدي إلى بروز الحاجة الماسة لتلك الحكومة لتنفذ تلك المشاريع. فالظن أن حكومة ظل يقودها شخصيات كبيرة أو غيرها قادرة على اختصار رؤية الشعب السوري كاملا فيما تراه هي خاطئ ولا جدوى قيمة ترجى منه و خصوصاً إن تم اختيار شخصيات هذه الحكومة و فقاً لقاعدة “الذي يحبنا و يحترمنا يوقع معنا” و هذا مبدأ دكتاتوري آخر لا يمكن قبوله من قبل الشعب الثائر ودليل رفضه لهذه “الموضة” المنحرفة أنه لم يكتب لأي منها النجاح، و لن يكتب، طالما بنيت على مبدأ تقديس الاشخاص.
فالمطلوب أن يجتمع الأضداد و الأصدقاء و الدينيون واللادينيون و الرجال و النساء و الشيوخ و الشباب لصناعة مركبهم الذي سيشقون به عباب البحر سوية بحيث يعرف كل مكونٍ دوره على هذا المركب و الكل يقدّر و يحترم هذا الدور.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهيكل التنظيمي لدولةٍ ثوريةٍ مؤقتة
- مستنقع أحلام الثورة السورية
- مناف طلاس فقاعة الشبيح الأكبر
- الدولة العلوية خيارُ ما قبل الانتحار
- عقد مصيرية في مسار الثورة السورية
- الفرق بين المعارض و الثائر السوري
- براقش تقتل أهلها بعد موتها
- هل بات قيام الدولة العلوية وشيكاً؟
- المخاض المرتبك للثورة السورية
- ننتصر و لا نموت
- النظام الأسدي و أحلام الانفصال النائمة
- الشعب السوري على مائدة اللئام
- الإخوان المسلمون في سورية وأيديولوجية السيطرة
- المحنة السورية على إيقاع رقص الذئاب
- النظام السوري و استراتيجيات تشو مسكي العشر
- رومانسية تسبق سبات المنطق الحيوي
- بشار الأسد و القرد الصغير
- رائق النقري يكذّبُ كُعْبَتَهُ لصالح الأسد
- الأنظمة العربية المهترئة و إرادة الحياة
- تسقط -حماة الديار- جيشاً و نشيداً


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأمين السويد - الحكومات السورية الباراشوتية