أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - تفاسير في الممانعة والمجابهة والمصامدة














المزيد.....

تفاسير في الممانعة والمجابهة والمصامدة


عمر سعد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك مثل مصري يقول اسمع كلامك اصدقك، اشوف افعالك استغرب. وهذا المثل يطبق على كل من حزب البعث الثورجي وملحقاته. منذ أن قام الحزب بانقلاب الثامن من اذار وهو يشبع الشعب كلام، ويشوه مفردات اللغة ويحرفها كما يشاء. فقد اطلق على الانقلاب العسكري على السلطة "ثورة". ثم اطلق على القطرية والانعزالية "عروبة" واطلق على السجون السياسية والمعتقلات "حرية" ثم اطلق على نهب خيرات البلد وتهريب الاموال الى بنوك اجنبية اسم "اشتراكية". خمسون سنة من تشويه اللغة والواقع. والظاهرة الغريبة التي حتى الان لم تدرس هي التصفيات الجسدية لرفاق الدرب ، وصراع على السلطة بشكل مستميت حتى وصلت هذه السلطة إلى بشار الاسد عن طريق الوراثة. هذا الشيء لم يدرس بعد ، لا اجتماعيا ولانفسيا . كيف لحزب يرفع شعار العروبة ويقاتل مع الامريكان في حفر الباطن ضد رفاق دربه من حزب البعث العراقي. وكيف يقاتل مع الفرس العجم واصحاب السلطة الدينية ضد رفاقه في العراق. وكيف يورث السلطة في نظام جمهوري إلى وريث قاصر على الطريقة الملكية. هذه اسئلة نتركها لأستاذ الاجتماع السياسي برهان غليون الذي لم يجب على أي منها بعد.
ونرجع لمفردات الاسد. فقد اطلق الرجل على انقلابه "حركة تصحيحية". أي صحح المسار من دولة مغلوبة على امرها يقودها حزب اقليات إلى شخص يقود الحزب والسلطة بطريقة طائفية مرعبة. ثم بعد أن سلم الجولان - عندما كان وزير دفاع للصهاينة - رفع شعار كالعادة في تشوية المفردات "صمود وتصدي" أي صموده في السلطة واستمراره ثم تصديه لكل المنافسين على السلطة وكبح أي مواطن وسجنه او قتله. هذه الصمود والتصدي قد افرزت نظام طائفي بامتياز يهادن كل القوى الخارجية على قوت الشعب ويرسم ويقتل باسمه. فقد هادن الفرنسيين والامريكان عندما دخل على لبنان وقتل الفلسطنيين ودمر مايسمى المقاومة اللبنانية التقدمية, ثم استبدلها بمقاومة ذات لون طائفي واحد مثله.
ثم اتى الدور على ابنه الوريث، وكان عليه أن يبتدع مفردات اخرى كي يضحك على العرب في الخارج المواطن السوري الجائع في الداخل، فابتدعوا له كلمة "ممانعة". ويقال في اللغة منعه من حقه أي حجبه عنه. ويقال منع الشيء عنه أي حرمه منه. بمعنى اخر، هو يمنع الشعب من الكرامة والحرية ويمنع السلطة من التدوال. فهو من منع، يمنع، ممانع وممنوع. كلها ذات معنى واحد أي ممنوع كل شيء ماعدى القتل ونهب البلد وتسليم الوظائف كلها لجماعته. يقال مثلا: ممنوع التدخين. وفي السياسة: ممنوع الكلام. فالرجل اذا ممانع بامتياز، مارس الممانعة منذ اليوم الأول لتسلمه مقاليد السلطة الموروثة عن ابيه.
ولكثرة الرعب الذي خلقه هو وابيه ، لم ارى كتاب واحد عربي يحلل خصوصية السلطة في سوريا بين حزب وشخص وطائفة، سوى من كتاب اجانب. ولانه مارس الطائفية بكل مقايسها في المجتمع، من امتيازات لطائفة فوق اخرى الى خلق دويلات صغيرة للاتباع مثل سلطة النبلاء في القرون الوسطى بغية الاستفادة من البلد والمواطن، منع نشر الحقيقة تحت طائلة القتل. فانت لاتستطيع أن ترفع قضية في المحاكم السورية كون الشرطي عنصري ضدك او طائفي او كون لجنة الوظائف لم تختارك لأنك من طائفة اخرى. كل هذا ممنوع. ومن يتكلم عن ذلك، يتخلص منه تحت لصق نفس التهمة به وزجه في السجن أو قتله.
والان وبعد أن تجاوز عدد الشهداء في سوريا الخمسة وعشرين الفا ودمرت البلاد بواسطة هذا الممانع ، اليس حريا بنا أن نجزم أن برنامج الممانعة متكامل ومعناه بصريح العبارة على ارض الواقع هو : أن تحمي حدود اسرائيل خلال اربعين سنة وتمنع أي حركة أو شخص من القتال من خلال هذه الحدود، وأن تقتل من الشعب ماتريد لتمنعه من المطالبة بالمساوة والعدالة والكرامة. وأن تفعل ماتشاء بالشعب من اغتصاب وسحل كي تستمر على عرش السلطة الموروثة.
ومن ملحقات الممانعة هي أن تتحالف مع دولة فارسية يحكمها الملالي وأن تضع قواعد بحرية لدولة اجنبية وأن .....وأن . أليس هذا كله ممانعة على الطريقة الاسدية. وعلى من لن يحل لغز الكلام، أن يستوعب افاعيل الواقع خلال اربعون سنة مضت.



#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطغاة العرب : تشابه وتباين وسيناريو سوري
- انتفاضة حمص الثانية
- فبركات ومؤامرات وإمبرياليه
- من توريث البلاد إلى دعس العباد
- في خطاب الأسد بعد خراب البلد
- تمديد الموت: لجنة مراقبة أم لجنة معاقبة
- الأسد والتحالف الطائفي: ثنائي وثلاثي ورباعي
- اختزال البعث في شخص الاسد
- تقنيات الثوار البسيطة في سوريا
- مابين أطفال غزة وأطفال سوريا
- صفوت حجازي وتأليه الآسد
- نظام الاسد وقمامة التاريخ
- اعداء الثورة السورية


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - تفاسير في الممانعة والمجابهة والمصامدة