أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محفوظ أبي يعلا - أي علم ينفع؟!














المزيد.....

أي علم ينفع؟!


محفوظ أبي يعلا

الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 09:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لو عاش اخوان الصفاء في هذا العصر لآمنوا بما جاء به علم النّفس . ربّما لكانوا من أتباع فرويد أو ربّما كان فرويد واحداً منهم .

أجدني أتساءل و أجيب في آن واحد : ما مصير علم النّفس بعد 100 سنة؟ قد يتطور علم النّفس و قد يظل على ما هو عليه . قد تعود البّشريّة لهوامها المشترك , و قد تتحرّر منه كما تنبأ فرويد .

فرويد هذا الرّجل الّذي يعلمك ألاً تثق في أحد حتّى في نفسك . أتراهُ قال الجديد؟ آمن بأن الإنسان كائنٌ شريرٌ بطبعه . سبقه ابن المقفع حين قال : " فإن الإنسان طبع على ضرائب اللؤم " . و سبق كلاهما التّنزيل الحكيم حين وصف الإنسان بهذه الصفات : ظلوم , فخور , خصيم , يطغى , يفسد في الأرض .

لا أحد يستطيع إنكار أهمية علم النّفس , انّه أسمى ما وصل إليه الفكر الإنساني في هذا الحقل المعرفي أعني حقل النّفس الإنسانيّة . و من هذا الّذي لا يميل للتّحليل النّفسي؟ انه بالتأكيد المعجب بالقديم و بالتّراث .. المتجمد الّذي لم يشرب بعدُ من ماء الحياة . انه يصعب على الإنسان التّحرّر من أوهامه ـ سذاجته الطفوليّة . و أليس التّراث سذاجة تم تلقينها لنا منذ الطفولة؟

و لكن , ماذا عن ثقافتنا الّتي لا تعترف بتحليلات معظم أطروحات العلوم الإنسانيّة بما فيها علم النفس؟ ثقافتنا التي وصفها نزار قبّاني فأحسن وصفها : " فقاقيعٌ من الصابون
و الوحل // فمازالت بداخلنا رواسبٌ من أبي جهل " . ماذا عن مجتمعنا السعيد بهوامه المشترك؟ انه مجتمع ساذج . كيف يعيش فيه الفرد المتشبع بقيم العلوم الإنسانيّة الحدّيثة؟ اننا أمام مشكلة قائمة دائماً و لم نجد لها حلاً . انها مشكلة الجديد و القديم , الحدّاثة و التّراث .

لقد وفق إخوان الصفاء, و قبلهم المعتزلة , بين حكمة الإسلام و حكمة الفلسفة اليونانيّة . فهل نوفق نحن أيضاً بين الحدّاثة و التّراث؟ الأصالة و المعاصرة؟

لكم كرهت الحلول التوفيقيّة . انها , حسب رأيي , أنصاف الحلول التي لا تأتي بالخير . و على كلّ , فإن اعادة التّراث بالشكل الذي هو عليه غير ممكن بتاتاً . و اذن يبقى أمامنا إما أخذ قيم الحدّاثة أو تطوير التّراث . و اذا طورنا تراثنا , ألن نصل إلى ما وصل إليه الغرب؟ ألن نصل إلى قيم الحداثة في نهاية المطاف؟ فلماذا اذاً نجعل الطريق طويلا و بمقدورنا بدلاً من ذلك اختصاره و أخذ الحدّاثة من الغرب؟

يجب علينا أن نضع قطيعة تامةَ بيننا و بين تراث أجدادنا العقيم . يجب علينا أن نفتح عقولنا بعد اليوم على أبواب علم النّفس و علم الاجتماع و الفلسفة و لا نعود للتراث إلاّ من أجل الاستئناس و المتعة . نودع إذن نرجسية الأنا الجماعي و نرحب بقيم الإنسانيّة الحديثة .

و لكن هل بسهولة نستطيع التّحرّر من جحيم هذا السّؤال : أي علم ينفع؟ و أي شيخ نتبع؟ هل نركع مع الراكعين و نقدم الذبائح للتكفير عن اثم أجدادنا القديم أم نؤمن بالعلوم الإنسانيّة كمذاهب تليق بإنسان هذه الأزمنة؟



#محفوظ_أبي_يعلا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن رشد و استباق الخيرات
- المثقف المغربي : المتوحد , الملتزم , الجديد
- أسس الديمقراطية
- في انتظار المُخلص
- 20 فبراير , المجد لمن قال لا !
- زَيد الرُومَانْتيكي وَ عَمْرو العَقْلاني
- أبْجَدِيّة الحَيَاة أنْتِ !!.


المزيد.....




- حذّر من -أخطاء- الماضي.. أول تعليق لخامنئي على المحادثات مع ...
- نتنياهو لماكرون: -نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا ...
- خامنئي: لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم بشأن المحادثات النووية مع وا ...
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف إلى المساس بالأمن الوطني-
- حماس تدرس مقترحاً إسرائيلياً جديداً لهدنة في غزة وإطلاق الره ...
- مئات الكتاب الإسرائيليين يدعون إلى إنهاء الحرب في غزة
- هجوم لاذع من لابيد على نتنياهو مستندا إلى قضية -قطر غيت-
- الاستخبارات الروسية: أهداف روسيا في أوكرانيا لن تتغير قيد أن ...
- الإمارات.. حريق برج سكني في الشارقة يودي بحياة 5 أشخاص (صورة ...
- الذكاء الاصطناعي يكتشف 44 نظاما كوكبيا مثيلا للأرض في درب ال ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محفوظ أبي يعلا - أي علم ينفع؟!