أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المغرب وضرورة الإصلاح الشامل














المزيد.....

المغرب وضرورة الإصلاح الشامل


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالمغرب سوف تكتمل الدورة التاريخية,التي عاشتها الكثير من الدول العربية,فقد تحكمت الأحزاب اليمينية أو الليبرالية زمنا طويلا,وكانت مدعومة بأنظمة الحكم,التي كانت تخفي سلطتها التحكمية,أو لنقل القمعية,بحيث أن الحكم العربي كان فرديا,منذ نشاته التاريخية,ولم يتعود على سلطة المؤسسات,رغم ادعائه الإحتكام إليها,بعد هذه التجارب,وصلت اتجاهات اشتراكية للحكم,ولو في إطار تحالف حزبي توافقي كما حدث في المغرب,وكانت التجربة مثيرة,واختلف حول ما حققته من إنجازات حتى في صفوف سياسيي هذه الأحزاب نفسها,ولكن ظل الإستياء سيد الموقف,ربما بسبب التراكمات وأيضا عدم فعالية التحالف الذي تشكلت منه حكومة التوافق,وربما أيضا بسبب ضعف السياسيين الذين مثلوا اليسار المغربي,أمام قوة المصالح وضغوطات الأقارب,حزبيا وعائليا وحتى سلطويا,كل هذا مهد لظهور تجربة جديدة,أي الحزب الديني الإسلامي,الخلاص الأخير للجماهير الشعبية التي عانت من ضغط البطالة وغلاء المعيشة,وربما ملت من الإصلاحات الديمقراطية,التي كان الكل يعتبرها المدخل الأساس لترشيد نفقات الدولة,مما سوف يسمح باستثمار أموال طائلة تذهب هباء,بل يستحوذ عليها المفسدون في الدولة أو القريبين منها,بل منهم حتى زعامات حزبية,استغلت سلطتها لتمد أيديها للمالية العمومية.
هنا بدا المغرب سياسيا أمام الباب المسدود,فلا اليمين أفلح ولا اليسار نجح ولا الإسلاميون حققوا ما وعدوا به,بل إن الأزمة استفحلت أكثر,وتزامنت مع أزمات دولية وعربية,لكن هذا ليس مبررا لهذه الإنتظارية المقيتة,التي وقعت فيها الحكومة وحتى المعارضة نفسها,بل إن النخبة السياسية,تعاني عطالة وصمتا مريبا,لا أحد يعرف أسبابه,أو يتوقع ما يمكن أن يسفر عنه,لكنه ليس في صالح المسار الذي اختارته الدولة المغربية,ودبجت له دستورا جديدا,على الفاعلين السياسيين الكشف عن أبعاده وحتى اختلالاته المحتملة لحظة تنزيله المراد له أن يكون تنزيلا ديمقراطيا,يستجيب لحاجيات المجتمع المغربي ورهاناته الفاعلين السياسيين والثقافيين وكل الفعاليات الإقتصادية,التي تكتفي بإعلانات محذرة من غياب التوازنات الكبرى,بعيدا عن اية مبادرة,أو اقتراحات عملية,تروم الجواب عن الأسئلة المحرجة للمغرب في هذه الفترة,الحرجة,والتي تفرض الكثير من الصراحة,باستحضار مصلحة الوطن ونسيان المصالح الحزبية الضيقة,من قبيل تأزيم الحكومة التي يقودها حزب إسلامي,الكل يسعى للتفرج على تخبطاته السياسية,مترقبين فشله في تدبير أمور المجتمع,وانهياره سياسيا,ونكرر,لا مصلحة للمغرب بسقوط الحكومة حاليا,رغم الإختلاف مع حزب العدالة والتنمية,والمتحالفين معه من أحزاب وطنية وحتى يسارية,فهي نفسها تمارس التفرج,والترقب,وربما تنتظر ضعف حزب العدالة والتنمية والبحث عن مبررات التحالف معه,ولن تعدم مبررات الإبتعاد عنه إن كان ذلك سيكسبها مواقع جديدة في أية حكومة أخرى محتملة,لا نتمنى ظهورها أو مجرد التفكير فيها ,سؤال ما العمل طرح داخل الكثير من الأحزاب المغربية,من طرف مناضليها الذين,يعنيهم المغرب وانتصاره أكثر من انتصارات أحزابهم الصغيرة في انتخابات قادمة أو محتملة,لكنه بقي مدويا في آذان الفاعلين والمثقفين الحاملين لحرقة المآل وليس فقط الأسئلة النظرية العامة والمجردة,وإن كانت الحاجة إليها هي أيضا ملحة,فهي توسع المدارك والخيال,الذي يحتاجه المغرب حاليا أكثر من أي وقت آخر,فالحلول الأصيلة تحتاج لفكر متقظ ويقظ ومدرك لجسامة المهام المطروحة على المغرب,لحظة الجد,تحتاج لأجوبة عميقة وحاسمة,تخلص البلد من الأزمة المحتملة بدل انتظارها والتبشير بها في صالونات السياسة واللقاءات الحزبية بحساباتها الضيقة والصغيرة,فالزمن ينفذ بسرعة,وكل الدول تعد أجوبتها عما سوف يجد في الأيام أو السنين القادمة,بعيدا عن لغة التهويل أو التعويد التي درجت عليها الأحزاب السياسية المغربية,في الجهتين معا,معارضة وحكومة,فمثل هذه الظروف تقتضي لقاءات بكل الباحثين والمفكرين,من مختلف الإهتمامات,لتنوير رجالات السياسة,من غير المختصين,بل وربط الإتصال بالمجتمع نفسه,وما يمثله من جمعيات المجتمع المدني,وكل الهيئات الفاعلة,بل استحضار رجالات مجتمعات أخرى,عاشت ما يحتمل أن يعيشه المجتمع المغربي,سواء كانوا في البرازيل أو الهند وأندونيسيا وسنغفورة,هؤلاء الذين أقلعوا اعتمادا على ذواتهم,فانبهرت بهم الكثير من الدول,واستفادت من تجاربهم,إلا سياسيونا,المكابرين والمختالين برياء,زاعمين انهم رجال الفكر والفن والسياسة,لا يقدر عليهم أحد في شحذ خطابات التباهي والتعالي الحزبية,دون أن نسمع عن مقترح أو أفكار أصيلة ندخل بها تاريخ الفكر والإصلاح السياسي,مثل سنغفورة أوأندونيسيا والهند وغيرهم من الدول الجادة والفاعلة,بعيدا عن بولميكات اللقاءات العامة الغارقة في السياسوية,المتباهية بأمجاد وحنكة السابقين في إدارة المعارك الحزبية وثكنات السب والشتيمة,.
يحتاج المغرب لإصلاحات مستعجلة صريحة وواضحة وشاملة,لا يهم مصدرها,الحكومة أو المعارضة أو فعاليات من المجتمع المدني أو حتى فعاليات من مجتمعات أخرى,لها تجارب أتت أكلها اقتصاديا وتجاريا,بعيدا عن انتظار ما تسفر عنه تحولات العالم الإقتصادية,فكل دولة بما فيها القوية منشغلة بمآلها وهمومها الخاصة.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغرب التوافقات
- مغرب التخوفات
- مغرب التوقفات
- متاهات مغربيبة
- الحركة النسائية في المغرب
- يسارية المثقف
- بؤس اليسار المغربي
- الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة
- الإسلاميون في المغرب
- تأثيرية بن كيران
- الإسلام والقبيلة
- تدينات الإسلام
- الإسلام,دين سلطة أم مجتمع؟
- جنون بقرة
- قوة العدالة والتنمية
- ثرثرة في القطار
- الصرصار المنقلب
- كلام عابر
- مرشح قبل الأوان
- بيت الوالد


المزيد.....




- أمريكا.. القبض على طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا قبل حصوله ...
- تركن أحلامهن ونسجْن السجاد، أفغانيات يتحدّين قيود طالبان رغم ...
- بمشاعل مضيئة... قرية في كشمير تحيي مهرجانًا صوفيًّا يعود إلى ...
- البيت الأبيض يجمد 2.2 مليار دولار من دعم جامعة هارفارد بعد ر ...
- ترامب عن إيران: اعتادت التعامل مع أغبياء في أمريكا خلال المف ...
- لقاء مناقشة حول موضوع “مستجدات الحياة السياسية الوطنية وإصلا ...
- إيقاف الدروس بتونس بعد وفاة 3 تلاميذ في انهيار سور مدرسة
- عرائض الاحتجاج في إسرائيل تمتد إلى لواء غولاني
- يائير نتنياهو متطرف أكثر من أبيه هاجم أميركا وسب ماكرون
- الجزائر تطرد 12 دبلوماسيا فرنسيا وتشن هجوما لاذعا على ريتايو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المغرب وضرورة الإصلاح الشامل