|
نخاف كل مانجهله وهم لايخافون فهم وتقصي كل مايجهلونه
مكارم ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 14:23
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
لاننكر بلا ادنى شك ان من اهم اسباب العنصرية او كره الفرد الاجنبي الغريب هو عدم معرفتا له وجهلهنا لخلفية سلوكه وعاداته وتقاليده ولهذا كان هناك عنصرية كبيرة تجاه الاجانب العرب في اوروبا وامريكا من قبل السكان الاصليينن وزادت العنصرية وكره العرب او الاجنبي بعد اعتداء تنظيم القاعدة 11سبتمبر على المركزالتجاري العالمي في امريكا علاوة على ان كره المسلمين والعرب عموما او كل الاجانب سببه تركيز الاعلام الغربي على اظهار الوجه السلبي للاجانب المشاكل الجرائم التي يرتكبها المنحرفون التي تؤثر على الجميع ويتهم بها كل الاجانب مثل اعتداءات القاعدة ادت الى وصم كل المسلمبن والعرب بالارهاب . والعنصرية لاتتمثل بكره الشخص الاجنبي الغريب عن السكان الاصليين فقط بل العنصرية يمكن ان تتمثل بكره كل شئ لانفهمه ولانتقبله في مستوى ثقافتنا وفكرنا ولانعطي انفسنا فرصة لاحترام الاختلاف بين ثقافاتنا وخلفياتنا لفهمه. اذكر حديث لصديق دنماركي قال لي اول مرة رايت عنصريتي عندما جلست في الباص وكان سائق الباص رجل افريقي وهذه كانت اول مرة اشاهد سائق افريقي يقود حافلة الباص في الدنمرك .فاستغربت وقلت في نفسي هل يعرف هذا الافريقي ان يقود حافلة الباص هل يمكن ان يوصلنا للمكان الذي نريده وفي الوقت المناسب ؟ اللعنة من اعطاه اجازة السوق ؟ كيف لهذا الافريقي ان يسوق الباص وهو لم يرى بحياته باص؟ وهنا اجبرت عقلي على التوقف من هذه الهراءات وتوقفت وقلت هدئ من روعك يارجل لابد ان هذا الافريقي يعرف ان يسوق الباص اكيد انه حصل على اجازة السوق من الشرطة الدنمركية والا لما كان يقود هذا الباص الان! اعتقد ان في كل واحد فينا عنصرية مخفية في مكان ما في عقله ولكن علينا ان نشخصها ونوقفها عند حدها في الوقت المناسب اي قبل ان نتسبب باذى نفسي او جسدي للاخر الغريب عنا . ولاحظ انه من السهل ان نعلق كل مشاكلنا وازماتنا على الشخص الغريب عندما لانجد لها حلولا فعندما جاء المصريون للعمل في العراق اثناء الحرب العراقية الايرانية حيث شباب العراق ورجالها كانوا الحطب ماكنة الحرب قال العراقيون حينها على اخوتهم المصريين بانهم جاءوا لاخذ اموالنا ونساءنا وكذلك قال الشعب الخليجي على كل العاملين لديهم بانهم جاءوا لاخذ اموالنا ونساءنا وربما لن تستغربوا اذا قلت بان الدنماركيين قالوا نفس الشئ عن الاتراك عندما وصلوا اول مرة للدنمارك في ستينيات القرن الماضي اما انا فاستغربت كثيرا من صديقتي الدنماركية التي تعمل في منظمة الامنستي انترناشنال الدولية اي واجبها مساعدة المحتاج ومع هذا قالت لي مرة انتم اتيتم الى الدنمارك كي تاخذوا اموالنا واعمالنا وتصبحوا عالة علينا هنا تجمد الدم في عروقي وقلت لها ارجوك كرستين لايجوز ان تجمعي كل الاجانب في سلة واحدة وخاصة انك صديقتي وتعلمين جيدا كم درست هنا في الدنمارك الى جانب شهادتي الجامعية من جامعة دمشق في الكيمياء الحيوية وكم احاول ان اجد عملا ولكن رفضت كل طلباتي رغم انني درست هنا في الدنمارك وانت تعلمين انني لااحتال ولاانصب على الدنمرك بل اعتبر الدنمرك بلدي مثل العراق فحتى العراق التي ولدت فيها طردت منها مع اسرتي وعشت في الدنمارك اكثر مما عشت في العراق ولهذا اتمنى الخير للدنمارك كما اتمنى الخير للعراق لقد قلتها سابقا واكررها الان لو كنا نسمح لانفسنا بفهم عادات وتقاليد الاخر الغريب عنا وفهمنا خلفيات المجتمع الاخر الغريب لما وجدت العنصرية والكراهية في انفسنا تجاه الاخر الغريب لانه لايصبح غريبا اذا فهمناه ففي لقاء لي مع المتحدثة باسم الاندماج من حزب المحافظين في الدنمارك واثنا سؤالها عن اسباب العنصرية للاجانب اجبتها" لو كنتم تسمحون لنا بتقديم برامج عن المسلمين والعرب غير التي تعرضونها انتم في نشرة الاخبار اليومية لتغير الامر,لانكم لاتعرضون للمواطن الدنماركيي سوى مسلم يذبح انسان وهو يكبر الله اكبر و تعرضون صور شباب عربي يحرق سيارات او يعتدي على المحلات واذكر ان التلفزيون الدنماركي قد اعطى نصف ساعة لشاب فلسطيني كان يقول " بان الفتيات الدنمركيات عاهرات يمكن اخذهن كحبيبات ولكن لانتزوجهن فعندما اقرر الزواج ساختار فتاة من وطني " هذا ماقاله الشاب الفلسطيني في التقفزيون في نصف ساعة اي ربما شاهده 5 مليون دنمر كي وفي نفس الوقت انا كنت اتوسل لمدير قناة كوبنهاكن بان يعطيني عشرين دقيقة لاقدم للشعب الدنماركي مبدعين اجانب وعرب ومسلمين من كل الجنسيات كي يتعرفوا على الوجه الاخر للمسلمين فليس كل مسلم ارهابي وخبير مفخخات وليس كل مسلم هواة اللطم والتطبير والبكاء لدينا مسلمون ابدعوا في الشعر والنحت والرسم والتمثيل والاخراج والطب والفلسفة ولكن للاسف الشديد لم اخذ هذه الفرصة لاقدم هولاء للشعب الدنماركي كانت تنظر لي بكل جدية وتكتب ملاحاظتها باهتمام شديد وقالت لي اعتقد انك محقة سيدتي لو كنا نرى امثالك في التلفزيون ,لما تصرفنا بكل عنصرية تجاهكم. فقلت لها الحقيقة ان الذنب لايقع بكامله على جهاز اعلامكم, بل يقع علينا ايضا لاننا لم نسعى بكل جهدناحتى رغم العوائع كان المفروض ان لانياس لنبين لكم اننا لسنا جميعا ارهابيون ومجرمون او نعتبر الفتاة الغربية عاهرة يمكن اغتصابها كما قال الشاب الفلسطينيني في القناة الدنمركية فلدينا المبدع والشريف مثلكم ولسنا جميعا بن لادن وفينا الطيب والخبيث كما فيكم ايضا. ان الشعوب الغربية تدرك جيدا بان الانسان يخاف من كل شئ يجهلهه ولهذا هم يحاولون اليوم معرفة كل شئ عنا وعرضه على شعبهم وهاهم اليوم يحتفلون بعيد الفطر الخاص بالمسلمين وسوف يخصصون برنامج خاص عن عيد الفطر لمدة ثلاث ساعات على مدار اسبوع في الاذاعة الدنماركية من خلال لقاء مع الجالية المسلمة في الدنمرك للحديث عن رمضان والعيد وخلفياته وهذه خطوة جديدة من الاعلام الدنماركي لتقريب الشعب الدنماركي من الاجانب والجالية المسلمة خاصة . مااستغربه اننا دوما نتحدث عن رغبتنا للوصول الى التقدم الغربي الفكري والتكنلوجي لكن في نفس الوقت نخاف من كل شئ له علاقة بالثقافة الغربية رغم اننا نستخدم يوميا التكنلوجيا الغربية كالكومبيوتر والطائرة والموبايل الهاتف الخلوي والكثير ومع هذا نخاف ان نسلك اي سلوك يعتبر سلوك عادي في المجتمع الغربي ونخاف الاقتراب منهم
اذكر عندما توفي زوج صديقتي وكان يزورها بعض الاصدقاء وقلت لها عليك ان تكوني قوية مثل الدنماركيين فالحياة مستمرة رغم وفاة زوجك فقال الصديق بان هذا البديل بديل سئ استغربت كثيرا من كلامه لماذا قال البدبل الغربي سئ لو نظرنا اي المجتمعات اليوم تعاني الدمار والقتل والفساد الاداري والنصب والنهب وقتل الناس على الهوية المجتمع الغربي الملحد ام المجتمع العربي المسلم والمسيحي المتدين الذي يؤمن بالله لكنه لايؤمن بالانسان والحياة كما يؤمن به المجتمع الغربي هذا هو الفرق بين مجتمعاتنا الدين استخدمناه في تدمير مجتمعاتنا ولم نستخدم الاخلاق الانسانية التي جاءت بهاا الاديان لبناء مجتمعاتنا كما فعل الغرب الاخلاق هي من بنت مجتمعاتهم والدين الذي جاء ليساعد الانسان على الحياة بسلام مع الاخرين هو من دمر مجتمعاتنا العربية مكارم ابراهيم
#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مبررات الخيانة الزوجية
-
المجازر البشرية وحجة الدفاع عن النفس
-
الاديان مابين الارهاب والسلام
-
التقنية الحديثة للامبريالية والاستعمار
-
لنتعلم حب الوطن
-
العمل الشريف ام الاحتيال ايهما نختار اليوم
-
لاتغضبي الهرمون هو السبب
-
سقوط ديكتاتور وولادة ديكتاتوريات
-
الاتحاد الاوروبي يخذل الربيع العربي
-
أربع سنوات اخرى لنتنيبنياهو ستكون كارثة حقيقية
-
مابعد الغيبوبة وكابوس البحث عن الذات
-
إضطهاد المرأة اليوم إضطهاد ذاتي
-
الحرب السلفية الصفوية
-
عبد السلام اديب والنضال النقابي
-
يكفي الصراخ فقد حان وقت التغيير
-
رسالة محبة الى جميع من يسال عني
-
اعزائي واحبتى شكرا لكم
-
حق تقرير المصير حقيقة وليست مؤامرة
-
ثورة المرأة والثورة المضادة
-
الماركسية والاسلام والعروة الوثقى
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|