أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - عالمُ المماحكاتِ














المزيد.....

عالمُ المماحكاتِ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تستطع التحولاتُ العربية على مدى العقود السابقة أن تشكّل نماذجَ سياسية قادرةً على تقارب الشعوب العربية، والأنظمةُ القومية الحكومية أهدرت فرصَ التحولات الديمقراطية وبناء مقاربات شعبية قومية عربية كان يمكن أن تكون ركيزةً محورية للتطور بدلاً من الفوضى الراهنة، والارتكازُ على دفع الحكومات الفوقي كوّن لنا شعوباً تعيشُ الآن حالات فوضوية مضطربة، وهي تكاد أن تقبضَ على مصيرها بيدها.

أظهر تدهورها التاريخ المديد بعدم قدراتها على إنشاء مدن تحديثية منسجمة داخلها وقائدة للمجموع الوطني المنظم، وبدلاً من ذلك امتلأت بالمُقتلعين الريفيين والفاقدين لقوى إنتاجهم وحرفهم، وتنامى الفساد في الأجهزة الحكومية، وغدت البيروقراطيات المتعالية هي الأقوى.

تعالت مشكلات التضخم وارتفاع الأسعار وتدني الأجور وتصاعد العجز ولم تستطع الثوراتُ أن تقدم البديل لحد الآن، ولا يبدو أن الاتجاهات العربية السياسية السائدة العائشة على الحطام الشعبي الواسع قادرةً على أن تكون موضوعية وتقدم رؤى ناضجة للشعوب.

فقد اصطفت التياراتُ الطائفية السياسية باعتبارها التيارات الأقوى، ومتقاربة مع الحكومات القديمة أو الجديدة ذات البرامج الضحلة العفوية، ووجود هذه التيارات وتضخمها هو أكبر دليل على تدهور الوعي السياسي الاجتماعي عند هذه الطبقات الوسطى الصغيرة السائدة الطافحة على فيض أشلاء الأحداث والأفكار ونتف الشعارات.

فالجثوم عند الأنظمة التقليدية المذهبية وعدم اختراق منظوراتها المحدودة والدفاع والسجال المستمر الغبي عنها، يعبر عن هذه المستويات الرديئة من التفكير التي تراكمت خلال عقود.

الجثوم عند المذهبية السياسية ورشق الآخرين المخالفين بشكلٍ مكرر على مدى سنوات يعبر عن طابع المنولوج والاجترار، ويشبه صراعات الأحياء الشعبية القديمة على الماء وعراك الأطفال، وقد صار هذا الجثوم بشكل قومي مذهبي تناحرى.

القضايا تُوضع بلا جذور تاريخية أو طبقية، وتؤخذ وقائع جزئية، فالنظامُ الذي يمثلُ الطائفة المدافع عنها لا يُقرأ كيف تشكل وماذا إذا كان يدافعُ عن الشعب أو عن الطائفة الناجيةِ وهي في وهمه الأيديولوجي تجسيد البركة الإلهية في حين أنها نتاج ضعف قوى الإنتاج، وبالتالي لا يمكن أن يدرك القوى الاجتماعية التي تربعت على عرشه وكيف تستولي على الفوائض النقدية وكيف توزعها. ولماذا تتطابق سياسة الاستغلال الداخلية وعدم توزيع الفوائض بأشكال ديمقراطية، مع السياسة الخارجية الصدامية الخالقة للمعسكرات المتعادية؟

العقلية المفرِّغة للقضايا من جذورها الاجتماعية تغدو ذات سمات انتهازية عدوانية، فنظراً لعدم قدرتها على التحليل الموضوعي ونقد كافة الأطراف الاجتماعية المحلية والعربية والإسلامية، تصبح هناك عسكرة محاصرة لـ (العدو)، والعقلية الدينية العتيقة عقلية الاصطفاف بين الإله أو الشيطان تغدو سيدةَ الدعاية السياسية، فليس ثمة سوى خندقين، وهناك الأحجار التي تُلقى على خندق الكفار.

ويغدو الكفار اليهود أو الغرب أو الطائفة الأخرى وليس الظروف الاقتصادية والاجتماعية المختلفة وعدم الإدارة الديمقراطية للاقتصاديات في هذه الدول هم الأعداء.

وخلال العقود السابقة لم تشكل القوى السياسية المختلفة ثقافةَ تراكم موضوعية تحلل التاريخي الاجتماعي في تطوره خلال الأنظمة العربية الإسلامية.

كانت الثقافة (التقدمية) ذاتها هي ثقافة الأسطورة، فإما الإله وإما الشيطان، إما القوة الناجية وإما القوة الهالكة الملعونة، ولهذا حين تتردى الثقافات العربية السياسية السجالية لا تنفذ لأي شيء إيجابي عند الخصم، فالشعب الطائفي الآخر لا تتواصل معه النخب لاكتشاف إجسام فكرية وسياسية مختلفة مقربة، مشكلة جسوراً لبناء يتجاوز المطلقات وعالم الطوائف التناحري.

لا يمكن للشعوب العربية والإسلامية أن تتطور من دون تطوير الاقتصاد وليس لعرقلة تطور الاقتصاد ومداومة الصراعات.

وقد بدأت ذلك ثقافةُ الذاتِ المحوريةِ الكلية تلميذةِ السماء الوحيدة والتي حولتْ ذاتَها لعالم مناطقي مسيج بالتعصب، ثم بالسلاح، ثم بالحرب.

وحتى هذه يمكن رؤية الاختلافات والمستويات المختلفة والتناقضات فيها وتصويبها وتطويرها، والجهل الشعبي الواسع غيرُ المُدرك لجذوره ومشكلاته الذي لا يُناقش ولا توجه له ثقافة مختلفة يمكن أن يُفكك ويطور، عبر ثقافة الشعوب الواحدة الديمقراطية في نضالها المشترك ضد الحروب والشموليات والعداءات القومية والدينية المختلفة.

المركز (الرسالي) المقدس المتصلب يقود نفسه إلى حطام، ومركز الدولة الكلية الملتفة على ذاتها المسلحة بكل أسلحة القوة والبطش، تؤدي لخلخلة الأطراف وانتفاضات الهامشيين حتى يغدو المركز محاصراً مُحترقاً!

وإذا كانت حتى الأنظمة الشمولية السابقة قد كانت أقل عنفاً فإن ما يجري الآن لأنظمة تهدمُ كلَ شيء على رأسها ورؤوس أعدائها لهو تحذير شديد للآخرين المداومين على إعلام المماحكات والصراعات الطائفية السياسية بإن هذا المسار الكارثي سيكون على الجميع والذي سوف يحرقُ المنطقةَ على اتساعها!

على مدى عقود كان إعلام التراشق والصراع تقوم به غالباً الفئات الصغيرة العائشة على فضلاته، فيما كانت الشعوب بحاجة لثقافة التوحيد والديمقراطية وكشف تواريخ الأمم الإسلامية ومشكلاتها ونواقصها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاسمُ المستعمراتِ الإسلامية
- التنظيمات والبالونات
- تناقضات المنطقة
- مساعدةُ الثورةِ السورية واجبٌ قومي إنساني
- الديمقراطيةُ الشموليةُ
- العودةُ الحادةُ للوراء
- حركةُ النهضةِ التونسية.. الأيديولوجيا والحراكُ السياسي ( ...
- نماذج فرديةٌ للخيال الاجتماعي
- مأساةُ الشعبِ السوري بين القوميات
- تحديدُ (عصرنا)
- الثورة السورية.. تفتيتُ صخرةِ الجيش
- الإخوانُ المصريون من الأيديولوجيا إلى الحكم (٢-٢ ...
- الإخوانُ المصريون من الآيديولوجيا للحكم (١-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي (٢-٢)
- تراجعُ الخيالِ الاشتراكي(١-٢)
- الثنائيةُ الحادةُ
- تحديثٌ عربيٌّ جديدٌ
- نقدُ المغامرةِ التاريخية(٢-٢)
- نقدُ المغامرةِ التاريخية (١-٢)
- بدأَ بالصراخ وانتهى بالصمت


المزيد.....




- -فريق تقييم الحوادث- يفنّد 3 تقارير تتهم -التحالف- بقيادة ال ...
- ترامب: إيران تقف وراء اختراق حملتي الانتخابية لأنها -لم تكن ...
- في ليلة مبابي.. الريال ينتزع كأس السوبر على حساب أتلانتا
- وسائل إعلام: الهجوم الأوكراني على كورسك أحرج إدارة بايدن
- طالبان تنظم عرضا عسكريا ضخما للغنائم الأمريكية في قاعدة باغر ...
- عبد الفتاح السيسي يستقبل رئيس جمهورية الصومال
- إعلام: قد تهاجم القوات الموالية لإيران البنية التحتية الإسرا ...
- السجن لمغني راب تونسي سعى للترشح لانتخابات الرئاسة
- الأخبار الزائفة تهدد الجميع.. كيف ننتصر عليها؟
- هل تنجح الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل؟


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - عالمُ المماحكاتِ