أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - مغرب التخوفات














المزيد.....

مغرب التخوفات


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 19:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائما هناك ما يتهدد هذا البلد,ما يزعج فاعليه,الملاحظ أن أغلبهم لا يوجدون داخل الحكومة بل خارجها,فهل معنى هذا أن هذه التخوفات مرتبطة بالمعارضة وحدها؟
1تخوفات الحكومة
الحكومات والأحزاب الممثلة بها,تدرك بعض عوائق الحكم,من متاعب اجتماعية واقتصادية,وسكنية وغيرها من انشغالات,مؤرقة للأغلبية,وتبحث لها عن حلول عاجلة,وعندما تعجز,تحاول توضيح صعوبات الحلول المقترحة,فتعدلها,أو تلغيها,وتشتد المنافسة مع الخصوم في المعارضة,التي يفترض ان تطور المقترحات أو تستبدلها بما يناسب الوضح والحالات,لكن الوضع حاليا مختلف عن كل الحالات السابقة,بفعل وجود حكومة,تقودها حركة دينية سياسية ممثلة في حزب العدالة والتنمية,المتحالف مع حزب يساري,هو حزب التقدم والإشتراكية,إضافة إلى حزب الإستقلال,الذي فرط في الكتلة الديمقراطية,ولبى نداء الحكومة حفظا لتوازناته الداخلية,التي تفرض عليه الوجود في الحكومة,حفظا لوحدته,كما أنه حزب محافظ في صلبه,ولا توجد اختلافات جوهرية مع حزب العدالة والتنمية.أما حزب التقدم والإشتراكية,فإن اشتراكيته تقلصت لصالح اختيارات من الصعب تصنيفها لا يساريا ولا حتى يمينيا,حيث يحاول الحفاظ على علاقاته باليسار,خصوصا الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية,وفي الوقت نفسه استكمال رهاناته على رجال الأعمال لتقوية فريقه البرلماني الذي نجح أخيرا في تشكيله بعد عقود من التواجد بالبرلمان المغربي,هنا تكون تخوفات الحكومة,رهينة باستمرارية وجودها المشروط بالتوفر على الأغلبية التي تؤهلها للإستمرار في قيادة الحكومة,وهذه التخوفات عادية,لأن الأحزاب المشكلة للحكومة,ليست لديها القدرة على استحضار الأزمات الإستراتيجية,فقد اعتادت الحديث عنها عندما كانت في المعارضة,بحيث أنها ترى خلف كل تخوف,مبالغة في تضخيم المشاكل,والمعيقات كما كانت تفعل هي نفسها عندما كانت في المعارضة,فلا شئ يخيفها على المغرب واختياراته الإقتصادية وحتى الحضارية العامة.
2تخوفات المعارضة
أدركت خصوصية اللحظة التي يعيشها المغرب سياسيا,ويمكن تقسيم هذه التخوفات إلى قسمين.أولها الفاعلون السياسيون,الذين يعبرون عن اختيارات أحزابهم في المعارضة,وهم ينبهون إلى أن اختيارات الحكومة,محكومة بشعارات كبيرة,فرضتها ضراوة المنافسة,وحركية الشارع المغربي السياسية,وأن رئيس الحكومة لازال يعتبر نفسه في أوج الحملة الإنتخابية ولم يستيقظ بعد منها ,فخطابات التبشير لا يمكنها أن تستمر لسنوات,والمجتمع كبرت انتظاراته,وبقدر تضخمها تزداد نسبة غضبه ,ليس على بن كيران وحده,بل الحكومة بأكملها,لذلك يسعى قائد الفريق,إلى التذكير بالعوائق التي تعترض فريقه,باحثا عن مبررات تأخر النتائج التي بشر بها ولا زال يوزعها شمالا وجنوبا,وكأنه يحمل حلولا سحرية,وهذا ما نبهت له المعارضة السياسية,واعتبرته نتاجا لغياب التجربة والحنكة السياسية,محاولة سلوك أسلوب التنبيه وعد رفع وتيرة الصراعات ضد الحكومة,بتركها تهاجم وحدها لتنشغل بالصراعات الصغيرة,قصد الإنهاك وعدم تحمل مسؤولية فشلها,الذي لا نتمناه طبعا لها,احتراما على الأقل لاختيارات المغاربة.
أما تخوفات الفريق الثاني,فهي تمتح في أغلبها من انشغالات رجال الفكر ومعهم فاعلون سياسيون لم يوافقوا على اختيارات المعارضة,وفضلوا الكشف عن تخوفاتهم,التي تعني أن المغرب اختار مسارا غير واضح الإتجاهات,مضطرب,فالحكومة تبدو غير قادرة على تدبير شؤونها في التسيير خصوصا الإقتصادية منها,ويظهر ذلك جليا في لجوئها للقروض,التي تعرف مسبقا أنها سوف تقيدها وتفرض عليها اختيارات صعبة,تمس ما هو اجتماعي بالضرورة,أي ما يشكل هاجس كل الحكومات السابقة,بل هو عصب المجتمع والدولة معا,فكيف تفرط فيما يضمن حرية تحركها وتقترض من صندوق النقد الدولي,أو أية مؤسسة دولية أخرى,والحكومة تعرف نتائج التقويم الهيكلي الكارثية,والتي لزال المغرب والمغاربة يدفعون ثمنها من قوت يومهم وامتداد الكدح لأغلب فئاتهم الإجتماعية,بما فيها الطبقات الوسطى نفسها ,فكيف تكون حلول الأمس الكارثية مقبولة حاليا,في ظل أزمات عالمية وعربية؟؟
3تخوفات الدولة
لاتبدي الدولة بشكل واضح تخوفاتها,بل تكتفي باعتبارها سلطة دستورية عليا بالتنبيه للإختلالات,والمبادئ العامة,التي على كل حكومة التمسك بها والدفاع عنها,كمشترك ثقافي وحضاري,مع الإهتمام برعاية المشاريع الكبرى,وكأنها تؤكد على ضرورة انتظار نتائج اختيارات الحكومة وما سوف تسفر عنه,خصوصا في ظل دستور جديد,يتطلب تنزيله مجهودات تشريعية وتنظيمية,من قبيل الجهوية,وقانونها,وترسيمات حدودها,إضافة إلى الإنتخابات المحلية,لكن ما يمكن ملاحظته,أن رهان الدولة مختلف,فهي تنتظر هي الأخرى انتهاء ملابسات التحولات التي يعرفها العالم,والمنطقة العربية,التي تفرض التحرك بحذر,بولغ في الكثير من خطواته,خصوصا تلك التي تخص الحركية الوطنية والدينامية الداخلية,التي ينبغي أن تتحرك حتى لا تصدأ آليات الحركة,وميكانيزماتها,.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغرب التوقفات
- متاهات مغربيبة
- الحركة النسائية في المغرب
- يسارية المثقف
- بؤس اليسار المغربي
- الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة
- الإسلاميون في المغرب
- تأثيرية بن كيران
- الإسلام والقبيلة
- تدينات الإسلام
- الإسلام,دين سلطة أم مجتمع؟
- جنون بقرة
- قوة العدالة والتنمية
- ثرثرة في القطار
- الصرصار المنقلب
- كلام عابر
- مرشح قبل الأوان
- بيت الوالد
- هي التي دعتني
- من أجل زوجي


المزيد.....




- بايدن لشبكة إيه بي سي نيوز: -إذا خرج الرب وقال لي أن انسحب م ...
- فوز الإصلاحي مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية ...
- فوز بزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية
- -مشرع غير ذائع الصيت-.. من هو الرئيس الإيراني الجديد مسعود ب ...
- إيران.. مسعود بزشكيان يفوز بانتخابات الرئاسة
- بيان إسرائيلي عن زيارة رئيس الموساد إلى قطر بشأن مفاوضات وقف ...
- توقعات بفوز بزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية
- شهيد و4 جرحى في اقتحام الاحتلال لقرية غرب رام الله
- حزب الله يعلن إطلاق وابل من الصواريخ.. وإسرائيل ترد بقصف مدف ...
- بايدن يتحدث عن -المناظرة الكارثية- ويؤكد أنه الشخص الأنسب


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - مغرب التخوفات