|
شهداء مجزرة موصل في سطور
زوهات كوباني
الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 11:11
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
استشهد خمسة رفاق في مجزرة وحشية بالقرب من موصل، ويعتبر ذلك استشهاد غير عادي وغير طبيعي وفقاً للمكان والزمان اللذين تمتا فيهما الجريمة. إذ أنه هناك حوادث متعددة للشهادة إن كان في الحروب والمعارك وهذا أحد قوانين الحروب اما ان تَقتل اوتُقتل. ولكن قطع الطريق على عابري السبيل الى سورية وانزالهم عنوة بقوة السلاح من السيارة التي كانت تقلهم واخذهم الى أحد أحياء المدينة في الموصل الواقعة تحت سيطرة بعض الجماعات الاسلامية وهناك بعد التاكد من هويتهم وقتلهم عمدا برمي الطلقات على راسهم وقلبهم ومن ثم عدم تبني الجريمة من قبل اي تنظيم يذكر والتنكر لذلك، يثير في الانسان الكثير من التساؤلات والشكوك حولة حقيقة وطبيعة وهوية هؤلاء المجرمين، هل هم من البشر؟؟؟ ام انهم وحوش كاسرة تقنعوا بزي البشر؟؟؟. نعم قاموا بفعلتهم الشنيعة تلك ولم يعترفوا بجريمتهم وان دل هذا على شيء إنما يدل على أن هذه الجماعة عديمة المبدأ والايمان وكذلك الجراة لعدم تبنيهم فعلتهم، وهذا ما يجعلنا نفكر هل هم يمثلون احدى الاتجاهات السياسية ؟؟؟ ام انهم قتلة وتجار دماء؟؟؟ ربما اظهرهؤلاء القتلة برقيات التانيب والتعزية وغيرها بعد ارتكابهم لجريمتهم الشنيعة، وتظاهروا بذرف دموع التماسيح، وطبقوا المثل القائل " يقتلون القتيل ويمشون بجنازته ". عندما يفقد الانسان مشاعره واحاسيسه يتخذ من فلسفة"الغاية تبررالوسيلة"اساسا له، ويرى كل شيء مباح من اجل اهدافه الخبيثة والدنيئة، لذلك قاوموا بارتكاب الجرائم والقتل دون ان يرف لهم جفن. قتلوا فتاة كردية، بريئة، انضمت الى صفوف النضال من اجل الحرية منذ ان كانت في ربيع عمرها، لم تنعم بالحياة في بيتها وافدت كل ذلك من اجل قضية الحرية رغم انه كان يلزمها البقاء في كنف ابويها لانها كانت في الخامسة عشرة من عمرها، كل همها كان القيام بشيء من اجل الانسانية ومن اجل المراة والوطن والوطنية. قتلوها ظنا منهم انهم جريئين تجاه فتاة كردية، قتلوها لانها قالت :" نعم للحرية والشرف والكرامة الحقيقية، ولا للعبودية والذل والهوان والخنوع"، قتلوها لانها قالت :" اريد ان احيا حياة حرة وكريمة وان اكون انسانة ذات شخصية، اريد ان اكون امرأة كردية أحافظ على هويتي وجنسيتي"، قتلوها لانها قالت :" كفى للخيانة والعبودية". لقد فجر القتلة جام حقدهم وغضبهم في فتاة وهبت اكثر من نصف عمرها في خدمة القضية، عاشت خمسة عشر عاماً في كنف ابويها وثمانية عشر عاماً في حضن الثورة والرفاقية، لم تهاب صعوبات الطبيعة ولا الهجمات الشرسة للاعداء رغم كل تقنياتها الحديثة. لم تكن تعرف برد الشتاء القارس ولا حرارة الصيف الحارق، لم يفد الاعداء كل عمليات التمشيطات ولم يستطيعوا الحد من ارادتها، بل اخفقوا تجاهها، ولكن اخيرا سقطت في كمين الغدر والخيانة. قتلوها لانها أرادت ان تكون زهرة شيلان في ربيع كردستان. لقد أراد القتلة ان يظهروا بهذه الفعلة الشنيعة حقيقتهم التي اخفوها عبر التاريخ ردحاً من الزمن عن الشعب والانسانية وأزالوا الستار عن وجوههم القبيحة. قتلوا فؤاد لانه ضحى بالكثير من اجل شعبه، فقد قدم ما لديه في سبيل القضية ولم يقف ويكتف بذلك، بل قال لا بد من المزيد من التضحية والفداء، وكان يهرع من هنا الى هناك ويقدم المزيد من اجل القيام بشيء للوطن والشعب، قتلوه لانه قال :" كفى للتقسيم والتجزئة، نعم للوحدة والحرية". قتلوه لانه لبى نداء الجنوب الغربي من كردستان بهدف الدفاع عن الانسانية، وصرخ في وجه الاعداء عاليا، "ها نحن قادمون من الشمال من اجل القضية، فهي واحدة ولا خلاف من حيث الهوية فالكردي هو الكردي والالام والمعاناة واحدة وبالتالي الهدف واحد وهو الحرية والديمقراطية". قتلوه لانه لبى نداء الكرد في الجنوب الغربي من كردستان وقال لهم:" مثلما ناضلتم في الشمال فنحن قادمون لنناضل في الجنوب، ونوفي بديننا تجاهكم ونؤدي مهامنا التي تقع على عاتقنا، فمثلما سقطتم شهداء في الشمال ورويتم بدماءكم ترابها فها نحن قادمون وان كان ثمن ذلك الشهادة. لنروي نحن ايضا تراب الجنوب بدمائنا ولنمزج الدماء في التراب لتنبت زهور جميع انحاء كردستان". قتلوه وهو في طريقه الى اداء المهام والواجبات وتحقق نبؤته وسقط شهيدا في الطريق الى اداء العهد والوعد. قتلوا زكريا لانه كان شاب يافع مليء بالعنفوان والروح الثورية، تعلم التضحية ونكران الذات في الفدائية خافوا من ان ينقل هذا الى الجماهيرويجعلها ملكهم، قتلوه لانه كان سيمثل رمز الشخصية الفدائية بين الشعب، وكان سيغرس معه اخلاق الفدائية والتضحية والارادة الحرة الى الجيل الجديد. خافوا من ان ينشىء الجيل الجديدة على هذه الخصال الحميدة، نعم قتلوه لانه كان شاب في ذروة الهيجان والحماس لم يكن يعرف العراقيل، ارادته كانت قوية كقوة جبال كردستان المعرفة بشهامتها وعظمتها في التاريخ، نعم قتلوه لانه كان ابن الجبل الذي لا يعرف سوى الحرية ولا يحني رأسه ويقبل الذل مهما كلفه التضحيات، لذلك أراد المجرمون قتل الجمال والانسانية في شخص زكريا. قتلوا جميل لانه رغم تقدم سنه لم يضعف عزيمته، لانه أراد ان يثبت ان النضال مهما تقدم في السن لن يحرفه عن النضال بل جعله يتطور باحتراف وتجربة اكبر، قتلوه لانه اصر في الحياة النضالية وقال كلمته المشهورة " ما اجمل ان يناضل الانسان طيلة كل حياته في سبيل القضية ولا معنى للحياة دون النضال والتضحية في سبيلها". نعم، قتلوه وهو يحمل رسالته هذه الى الشعب وفي وجهه بشائر النصر والابوة، وكأنه يقول:" ها نحن ابناءكم قادمون لاحتضانكم في قلوبنا كما احتضنتمونا في احضانكم، بعد فراق طويل، لنجدد ونبني الحياة الحرة معا". نعم، قتلوه لكي لا يلتقي الابن بابيه وامه، باخيه واخته، باصدقاء الطفولة وخلانه، ليحولوا فرحتهم المنتظرة الى مأتم وليجعلوا احلام امهاتهم غصة في حلقهم. قتلوا جوان لانه كان جميلا ًفي قلبه وروحه، خافوا من ان يزرع أرض كردستان جمالا ويعطيها رونقا ويجعلها كالشمس، فجوان كان رمز الصدق والوفاء والاخلاص، رغم مرضه العضال لم يجعل ذلك عائقاً امام النضال، وكان يتجول من قرية الى اخرى ومن خيمة الى اخرى ومن شخص الى اخر في السهول والجبال، من اجل ان ينقل لهم فكرة الوطن والحرية. ناضل في الشمال والجنوب والشرق لم يترك جزء من كردستان الا وناضل فيه واصبح ابن الشعب وتمرس في التجارب كثيرا، لم يكن يعرف الصعوبات كان منفتحاً في علاقاته مع الجماهير، كان يقول دائما: "لا يمكن لشيء ان يقف في وجه الارادة القوية وسنتغلب بارادتنا على كل الصعوبات والعراقيل وسننتصر". نعم، قتلوه لانهم خافوا من ان ينقل هذه الارادة والعزيمة والتجربة الى الجماهير، وكان في طريقه الى اكمال مشواره النضالي بعد الشمال والجنوب والشرق الى جنوب غربي كردستان، قتلوه لانه كان يريد ان ينقل مشاعر وعواطف شعبنا في الاجزاء الاخرى الى شعبنا في سوريا وليقول لهم:"الشعب واحد والجرح واحد والمعالجة واحدة والدواء واحد وهو الحرية والديمقراطية". نعم لقد كانت الثورة عبارة عن مدرسة غنية لا بل اكاديمية علمت الرفاق الصدق والتضحية ، الفداء والاباء ، الشجاعة والمروءة ، الكرم والاخلاص ، المعرفة والعلم، السياسة والتنظيم. ونجحوا في مدرستهم هذه واستطاعوا ان يجعلوا من انفسهم موضع ثقة الشعب والانسانية بفضل ما حملوه وجسدوه في شخصياتهم من الصفات والخصال الحميدة. كانوا يقتنعون بان اله الخير سيتغلب على اله الشر. ولذلك لم يكن يابهون بغدر قوى الشر والطغيان. اذاً ماذا هدف المجرمون من قتل اولاد الشعب الطاهرين، هؤلاء الخمسة الذين لم يرغبوا بان ينعموا بحياتهم بشيء الا ووضعوها في سبيل القضية. ارادو بقتلهم قتل الكرامة والشرف، قتل الصداقة والاخوة، قتل امال النصر والحرية. لقد قالوا الصدق ولكن ردوا عليهم بالفتن والكذب، هم قالوا الوفاء للوطن والانسانية ولكن ردوا عليهم طعن الخنجر في الظهر، هم قالوا الحرية ولكن ردوا عليهم بالعبودية. انه صراع الخير والشر، صراع الصدق مع النفاق، صراع المحبة مع الحقد. أرادو قتل اهورا مزدا على يد اهريمان، نعم قال المجرمون لا للزردشتية لانها تدعي للخير، قالوا لا للمسيحية لانها تدعي للمحبة والاخاء، قالوا لا للاسلام لانه يدعوا الى الاخوة والمساواة ، وبهذا ضربوا جميع الاديان العالمية عرض الحائط ، ارادوا ان يفرضوا الباطل على الحق والطالح على الصالح. اعلنوا للعالم قاطبة لا تحلموا بالجمال والخير طالما نحن اهل الشر والنفاق والقبح متواجدون. رفيقتي شيلان. رفاقي، فؤاد، زكريا، جميل وجوان كنتم تفكرون وتحلمون بالجمال، لكن نسيتم ان هناك اشرار زرعوا الاشواك في طريقكم، من اجل جرح اقدامكم وعدم مقدرتكم على المسير، ولكنهم بفعلتهم هذه جرحوا الوجدان والضمير الكردي، ولن يعفيهم الشعب عن فعلتهم هذه لانكم اصبحتم جزءاً لا يتجزء من الضمير والوجدان الكردي وتحولتم الى مرتبة الحواريين والصحابة من اجل الجمال والخير والحرية والعدالة والمحبة تجاه الشر والباطل والظلم والعبودية في العصر الجديد. نعم كنتم عائدون الى الاهل والشعب الى الاباء والابناء الى الخلان والاصدقاء. ولم تصلوا ولكن بقيتم تحدقون في الحدود والاهل وتنشدون انشودة الوطن والحرية في وجه الظلم والعبودية وطبقتم الاغنية القائلة: اعود وسوف اعود ان قطعوا الرجلين فان لي يدين، مجدفاً اعود ان قطعوا اليدين، فان لي صدرا وزاحفاً اعود ان مزقوا الصدر فان لي عينين، محدقا اعود نعم وانتم تحدقون في العودة رفاقي ورفيقتي، ولكن لتعلموا ان الشعب والرفاق الذين وثقتم بهم سيكونون عند حسن ظنكم بالانتقام من كل قبح وشر. لينشروا في الارض الجمال والخيروتحقيق امالكم في بناء وطن ومجتمع يسوده العدالة والمساواة، الخير والسلام، الاخلاص والوفاء، المحبة والجمال. 14122004 رفيق الدرب زوهات
#زوهات_كوباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -3
-
العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -2
-
العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -1
-
مكانة عملية المضربين عن الطعام (مروان ورفاقه الذين انضموا ال
...
-
حوار نثري مع شيلان
-
قراءة في لوحة شيلان
-
العلاقة الجدلية بين العمل التنظيمي والعمل الفردي في الواقع ا
...
-
العلاقة الجدلية بين العمل التنظيمي والعمل الفردي في الواقع ا
...
-
شيلان ،عرس في مغمور ،قنديل وحلب
-
مجزرة الموصل العبر والدروس، المهام والوظائف
-
رسالة الى شيلان تخاطبها وتذكرها بحقيقتها رغم فراقها الابدي
-
ضرورة تجاوز الاحكام المسبقة في العقلية العربية والكردية
-
الاحزاب في جنوب غربي كردستان ومتطلبات المرحلة
-
الكارثة الموجودة في النظام العالمي والتطورات المحتملة
-
ماذا يحمل قمة شرم الشيخ للاكراد
-
الاخوة العربية- الكردية ام الاقتتال الداخلي
المزيد.....
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|