هادي حسين الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 20:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
14تموز 1958م
كانت بغداد نصف نائمة والصباح تسللت شمسه مشارف السطوح ... هناك نسمات تموزية باردة اغرت الكثير البقاء في فراشهم على سطوح منازلهم .... فيما كان راديو بغداد يغرد (البلبل ) اشارة منه لبدء البث الصباحي ... صدح صوت المقريء البغدادي يتلو من كتاب الله ... وكانت المفاجأة .... حيث انقطع صوت القاريء ... وهدر صوت لم يعهده اهل بغداد وابناء العراق ... وكانت لغته حادة ... اعلن ذلك الصوت قيام ثورة ضد الطغاة وإسقاط النظام الملكي ... لم يعتاد احد من العراقيين سماع شيء غريب ... لم يكن احد يتصور ان النظام يمكن ان يسقط .... انتفض الناس تفترسهم الحيرة ... لكن الشباب نزلوا الى الشوارع بشكل عفوي ... بالمقابل طوق الجيش قصري الزهور والرحاب حيث يسكن الملك وعائلته ... وانهال الرصاص يصب حمما على رؤوس افراد الاسرة المذعورين ... وتمكن المهاجمون من قتل الملك الشاب واسرته بما فيهم الوصي على العرش (عبد الاله) في مكان اخر بكرادة مريم احاط الجيش ببيت نوري السعيد واشبعوه قذائفا ورصاصا ....... لكن الباشا استطاع الافلات من المهاجمين وهرب من الى نهر دجلة حيث صعد بـــ (بلم الصيد ) العائد الى احد ابناء الكرادة .......... في هذه الاثناء استلم المتظاهرون جثة عبد الاله وسحلوها في شوارع بغداد ... وعلقوا اجزاء منها على جسر الاحرار الذي كان اسمه جسر مود وهو القائد البريطاني الذي دخل بجيوشه العراق واحتلاله 1914- وما بعدها...
عاشت بغداد ومدن العراق بنشوة الحدث ....
15تموز : قتل الباشا اثناء هروبه متنكرا بملابس امراة ...
بعد هذا التاريخ بدأ الحراك السياسي : يساريون من تنظيمات شيوعية وانصار السلام ... وووو.... والقوميون : انصار جمال عبد الناصر وكل الداعين للوحدة العربية ...
الطرف الاول ينادي بوحدة العراق عربا واكرادا واقليات ... الطرف الثاني ينادي بالاندماج بوحدة فورية مع مصر وسوريه .....
وكان الشرخ الاهم هو اختلاف عبد الكريم قاسم مع شريكه عبد السلام عارف ...
ولم تمض فترة طويلة حتى تزعزع الحكم في العراق ... وبدت في الافق سحب التغيير...........
#هادي_حسين_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟