أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منار عزالدين - مشهد العلاقات الاميركية_الروسية















المزيد.....


مشهد العلاقات الاميركية_الروسية


منار عزالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف تأريخيا أن روسيا والولايات المتحدة الاميركية لم تتحاربا فيما بينهما ابدا. بل على العكس ، كانتا تدعمان بعضهما البعض على الدوام تقريبا في اللحظات الحرجة من التاريخ. هكذا الحال اثناء حرب مستعمرات اميركا الشمالية في سبيل الإستقلال، وهكذا كان ابان الحربين العالميتين الأولى والثانية.
نستطيعُ أنّ نقول إنّ الفترة الوحيدة التي تأزمت فيها العلاقات بين البلدين هي عندما انقسم العالم الى معسكرين متناحرين خلال الحرب الباردة. ولكن حتى عندما كانت الدولتان تهددان بعضهما البعض بالصواريخ النووية البالستية، فإن التبادل التجاري ظل قائماً بينهما بهذه الصورة او تلك. الا أن شكل الحرب لم يكن حرب مواجهة وانما مايصطلح على تسميته بحرب النيابة (اي قيام الدول الصغيرة بالعداء فيما بينها بدعم وإسناد من الدول الكبرى ..). وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك الدول الاشتراكية وتحول النظام الدولي من ثنائي القطبية الى احادي القطبية بزعامة وهيمنة الولايات المتحدة الاميركية. انكفأت روسيا على نفسها محاولة ايجاد حل لازماتها الداخلية , الا ان متغيراً جديداً ظهر في سياستها منذ ان تسلم (فلادمير بوتين) رئاسة الدولة الروسية بالتالي اخذت روسيا تتحرك تحركاً واسعاً وكبيراً من غير المعروف مدى خطورته الى الآن ، وهل سيكون نذير بنشوب حرب باردة من جديد ام لا...؟ ، فروسيا اليوم هي مختلفة عن روسيا التي كانت تعيش في فترة التسعينيات ، نستطيعُ القول بأنها هي الان مستقرة داخليا وبدأت تستعيد نشاطها متجاوزة بذلك حدودها الإقليمية بعد أن كانتْ متمسكةً بسياجها الاقليمي مبتعدة عن مشاكل العالم. والسؤال هنا: بعد أن حقق بوتين نجاحاً جديداً ليُنتخب مرة اخرى رئيساً لروسيا ماذا ستكون طبيعة العلاقات الاميركية - الروسية ؟ وهل سيؤثر بقاء اوباما بالسلطة على طبيعة العلاقات؟ وكيف سيكون شكل العلاقات في حال فوز الحزب الجمهوري؟ وهل مايحدث بالعالم العربي قد يشكل بوابة لتصعيد العلاقات مع اميركا خصوصا بعد الموقف الروسي الاخير من الازمة السورية؟.
تبدي روسيا في الآونة الأخيرة اهتماماً متزايداً بمنطقة الشرق الأوسط، وبرز هذا الإهتمام بوضوح منذ أن بدأت موجة الاحتجاجات في عدد من دوله أدت إلى تغيير أنظمة الحكم هناك بدعم غربي سياسي ومادي وعسكري. وكانت روسيا قد دخلت على خط تلك المستجدات في الدول العربية إلا أنها حاولت أن يكون دخولها ضمن مفهوم الشراكة مع القوى الكبرى في إطار الشرعية الدولية، لا لتجاوزه، سعياً لإيجاد حلول للأزمات التي تشهدها دول المنطقة. وانطلقت روسيا في تعاونها مع القوى الغربية في بعض الملفات الشرق أوسطية من قاعدة مساعيها لبناء نظام عالمي جديد، لا مكان فيه لهيمنة قطب واحد على السياسة الدولية وتحكّمه بمجريات الأحداث في المناطق التي تشهد نزاعات، أو خلقه لنزاعات في مناطق من العالم تمليها عليه مصالحه. إلا أن مساعي روسيا ارتطمت بصخرة التعنت الأمريكي ورفض البيت الأبيض لفكرة الشراكة بديلاً من عقلية (أحادية القطب)
ومنذ أن بدأت روسيا تنفض الغبار عن نفسها مع أول ظهور لبوتين رئيساً لها عام ،2000 توجهت دفة الدبلوماسية الروسية نحو تصحيح أخطاء ارتكبتها في عهد سلفه بوريس يلتسين أثرت سلباً على العلاقات الروسية العربية، كما على علاقات روسيا مع دول محورية في منطقة الشرق الأوسط عموماً مثل إيران وتركيا. منذ ذلك الحين انخرطت روسيا في مساعي تسوية النزاع العربي-الإسرائيلي وأصبحت عضواً فاعلاً في اللجنة الرباعية للتسوية. وبغض النظر عن قدرة هذه اللجنة على تحقيق أي تقدم في مسار التسوية، إلا أن روسيا سجلت عبرها حضوراً فعلياً في واحد من أكثر الملفات الشائكة عالمياً، وبذلت في غضون ذلك مساعي مستقلة تهدف إلى تحريك التسوية. إلا أن الموقف الأمريكي حال دون نجاح المساعي الروسية. ومثال على ذلك المؤتمر الذي دعت روسيا لعقده في موسكو بعد مؤتمر أنابوليس، فحالت السياسات الأمريكية والإسرائيلية دون عقد ذلك المؤتمر خشية منح روسيا الدور الذي تسعى إلى لعبه في المنطقة، إذ إن السماح لروسيا بلعب مثل هذا الدور سيعني بالنتيجة انحسار التأثير الأمريكي مقابل تقدم التأثير القائم على أساس المرجعية الشرعية الدولية، وفي هذا ما يلغي فكرة (الهيمنة الأمريكية الأحادية) على السياسة الدولية.
ولا يعود الاهتمام الروسي بقضايا الشرق الأوسط إلى المصالح الاقتصادية لروسيا في المنطقة فقط، بل هناك أسباب أهم من الاقتصاد تجعل روسيا معنية بكل ما يحدث في هذه المنطقة. فكما ذُكر أكثر من مرة يشكل الوطن العربي، ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، المدى الجغرافي الذي تنفتح روسيا عليه ومن خلاله نحو الجنوب، وكل ما يجري فيه يؤثر على نحو أو آخر على الأمن الاستراتيجي الروسي، كما على الأمن الاقتصادي. اليوم تدرك روسيا أن ابتعادها عن هذه المنطقة، وفسح المجال للغرب كي يفرض نفوذه المطلق عليها، سيعني محاصرتها جنوباً، بعد أن شيّدت الولايات المتحدة طوقاً حول روسيا من جهة الغرب حين سمحت بتوسيع الناتو وبنشر منظومة الدرع الصاروخية في أوربا.
ولما كانت هذه الخطط الأمريكية تندرج ضمن استراتيجية أطلسية عامة تهدف إلى كبح جماح روسيا والتقليل من نفوذها كي تحقق واشنطن فكرة (عالم أحادي القطب) تكون السيادة فيه لها وحدها دون منازع، مع ما سيترتب على ذلك من خلل كبير في عمل هيئة الأمم، وربما إلغاء لها كمرجعية دولية، فإن النشاط الذي تبديه روسيا مؤخراً حيال المستجدات في العالم العربي تهدف بالدرجة الأولى إلى عرقلة المشاريع الأمريكية ومواجهتها في سياق رفض روسيا ومواجهتها لعقلية الهيمنة العالمية عموماً، وتأكيدها أهمية العمل من أجل بناء عالم متعدد الأقطاب، عادل ومستقر يقوم على الشراكة وتُتخذ القرارات فيه على أساس القانون الدولي، لا على أساس مصالح الدول الكبرى، وبهدف تحقيقها.
والمعركة الدائرة بين روسيا والغرب في منطقة الشرق الأوسط، إن صح التعبير، إنما هي معركة حول طبيعة النظام العالمي ومن أجل العدالة الدولية. والمواقف التي تتبناها روسيا حيال ما يجري في المنطقة لا تهدف إلى دعم طرف دون آخر، أو التدخل بشؤون الغير، بل مواقف يُراد منها تثبيت الشرعية الدولية مرجعية وحيدة في حل النزاعات، وأن تكون هذه المرجعية نزيهة وحيادية في اتخاذ القرارات. مثال على ذلك الموقف الروسي من الأزمة السورية، إذ أكدت روسيا أكثر من مرة أنها لا تدعم طرفاً ضد آخر من أطراف الأزمة، بل ترفض الخروج على القانون الدولي الذي يتجسد في محاولات التدخل الخارجي بما يجري في سورية. كما أنها ترفض انحياز القرار الدولي، تحت تأثير أمريكي، لصالح طرف ضد آخر، ولا تقبل بأن تكون القرارات التي تصدر بهدف حل الأزمة السورية بعيدة عن الحيادية والعدل في التعاطي مع الحدث. هذا ما أكدته الدبلوماسية الروسية أكثر من مرة.وفي آخر التصريحات على أعلى المستويات في روسيا، قال الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين، في لقاء له مع صحفيين أجانب عشية الانتخابات إن روسيا (لا تعمل محامياً لأحد) في سورية، إذ لا يمكن تحقيق المصالحة بدعم أحد طرفي النزاع، ونفى أن تكون المصالح الاقتصادية الروسية مع سورية دافعاً في تبني موسكو لهذا الموقف، وقال (ليست لنا علاقات ذات خصوصية متميزة مع سورية، ومع ذلك لنا موقف مبدئي تجاه حل النزاعات من هذا النوع. ولا ندافع عن أي طرف هناك). وتوقف عند استخدام بلاده لحق الفيتو ضد مشروع القرار حول سورية ليوضح معنى أنه (لنا موقف مبدئي تجاه النزاعات من هذا النوع)، فأشار إلى أن مشروع القرار غير متوازن لأنه يدعو إلى إخراج القوات الحكومية دون أية إشارة إلى ضرورة أن تُخرِج المعارضة قواتها أيضاً. القضية إذاً ليست قضية دعم روسيا لهذا الطرف أو ذاك أو لنظام حكم معين، بل هي قضية عدالة دولية تطالب بها روسيا، ورفض معلن للسياسات الأحادية الجانب، وعليه فإن روسيا تخوض معركة مصيرية في الشرق الأوسط ستحدد نتائجها طبيعة النظام العالمي مستقبلاً، لذلك هي تدرك أنه لا يجوز أن تخسر المعركة هذه المرة. ويجب أن يعاد الاستقرار إلى هذه المنطقة المتوترة والمنهكة بالاحتلالات والتدخلات الخارجية.

السيناريو الاول: وهو مانصطلح على تسميته بالسيناريو الامتدادي ففيه اذا ما استمر باراك اوباما في الحكم لدورة ثانية فأن طبيعة العلاقات الاميركية الروسية ستبقى على نفس هذا المستوى وهو (هيمنة _مشاركة) بالتالي فان الدور الروسي سيبقى على نفس هذا المستوى من التقدم ومن الممكن ان تقدم اميركا بعض التنازلات لروسيا, (خصوصا ما لاحظناه بعد التنازلات التي قدمتها اميركا لروسيا لالغاء مشروع الدرع الصاروخي الذي انشأته اميركا لتطويق روسيا ).
أما السيناريو الثاني : فمن الممكن حصول تغير في الادارة الاميركية لصالح الحزب الجمهوري وهذا ماتشير اليه الانتخابات التمهيدية. بالتالي فكما نعلم ان الحزب الجمهوري سياسته الخارجية ازاء العالم مبنية على اساس (هيمنة - تفرد) وهذا مالا يروق لسياسة بوتين بالتالي سيدخل الاثنان حرباً باردة جديدة.



#منار_عزالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا الى اين ...؟
- نظرة في المستقبل السياسي المصري


المزيد.....




- رحل جيمي كارتر.. فما هي أهم تصريحاته التي بقيت عالقة في الأذ ...
- تبون يهاجم الكاتب المعتقل بوعلام صنصال خلال خطاب الأمة أمام ...
- سوريا: الإدارة الجديدة تسمي -جهاديين أجانب- ضباطا بالجيش
- الكويت توضح دلالات زيارة وزير خارجيتها مع أمين عام مجلس التع ...
- سوريا.. العثور على مقبرة جماعية تضم مئات الجثث في مدينة حلب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال غزة وإصابة 3 آ ...
- لافروف: الناتو متورط في ضرب روسيا
- بغداد: استقرار سوريا يخدم السلم بالمنطقة
- سياسي تركي بارز يقترح خريطة طريق لإعادة هيكلة سوريا بعد رحيل ...
- ظهور جمال مبارك وأبنائه في مول شهير يثير جدلا واسعا في مصر


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منار عزالدين - مشهد العلاقات الاميركية_الروسية