|
رياض حجاب: مجنون يحكي وعاقل يسمع
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 22:53
المحور:
كتابات ساخرة
نطق رئيس وزرائنا الفار رياض حجاب أخيراً، ويالبته ما نطق، وكعادة المسؤوليين التقليديين النمطيين في سوريا، بداً ضحلاً هزيلاً مهلهلاً متجهماً عبوساً قرفاناً من الجماهير الشعبية، و"ضاربهم بمنية" لأنه شبع بطراً وعبثاً ولهواً ودونجوانية وغطرسة وفوقية ومافيوزية في مزرعة البعث، وكان يقرأ بياناً مكتوباً قصيراً "مضبضب" وعلى "قد" الحال لكنه لم ينس أن "يدحش" فيه عشرات العثرات النحوية، إذ يبدو أنه لا يجيد أو يخاف الارتجال، لكن ما يثير الانتباه حقاً هو الكم الهائل من المغالطات اللوجستية واللامنطقية والأكاذيب الفاقعة التي حفل بها البيان الذي لم يترك عليه أي ستر وحجاب. ولعل المغالطة الكبرى والأبرز في تصريحات الفار رياض، التي سنتوقف عندها، هي زعمه أن النظام لا يسيطر سوى على 30% من الأراضي السورية، وهذه أزعومة وفبروكة ثورية يرددها كثيرون، بما فيهم قنوات الدجل الشامل التي امتهنت الكذب والفبركة والافتراء والرياء، في عملية إلقاء الكلام على عواهنه والتجرد من أية مصداقية وموضوعية حين تناول الحدث السوري، ويستقوي القوم بذلك لعدم وجود منظومة إعلامية رادعة ترد عليهم بمنهجية ومهنية، (يا فرعون من فرعنك؟) ومستندين على دعم غربي-أطلسي-خليجي في تسويق ما يصرحون به على أنه حقائق لا يأتيها الباطل لا من الخلف ولا من الأمام.
وسننجر مع أزعومة رئيس وزرائنا الفار، ونقول، فعلاً، بأن النظام لا يسيطر إلا على 30% من سوريا. ولكن هنا ثمة اسئلة منطقية مع هذا الزعم الباهت والهش الذي لا يستطيع أن يصمد أمامها طويلاً وربما لثوان. والسؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن، لماذا، وكما تسرب من أوساط الحجاب ذاته، كان يفكر بالفرار منذ أكثر من شهرين، وقبيل ترؤسه للوزارة، دون التجرؤ على إعلان ذلك، وأن تكاليف هروبه قد بلغت عشرة ملايين يورو، حسب ما نقل، فهل تكلف عملية الهروب كل هذا الجهد والمبالغ الخرافية إذا كان النظام منهاراً و لا يسيطر على الأوضاع؟ فإذا كان النظام قد انهار ولا يسيطر إلا على 30% من الأرض السورية فلماذا يهرب حجاب من سوريا ولا يبقى فيها متحدياً النظام المنهار ويكون تحت عهدة وحماية العصابات المسماة بالجيش الحر؟
وإذا كان النظام لا يسيطر إلا على 30% من الأرض السورية، وهو بحكم المنهار، لماذا لا يتفضل ويشرّف حجاب، ويتكرم ومعه، و"على البيعة"، رموز المعارضة التي تدعي ذلك أيضاً، ويعقد مؤتمره/م الصحفي المتلفز على الأراضي "المحررة" التي تسيطر عليها الميليشيات الأطلسية الأردوغانية الخليجية الوهابية، حسب زعمه/م، ويعفي نفسه من الهرب والتخفي تحت جنح النظام ويكلـّف "الثورة" عشرة ملايين يورو ثمناً لفراره المخجل والمشين؟ ولماذا يفرّ فقط اليوم وتحت إغراء البترودولار إلى دول الجوار وهو الذي لم يكتشف ديكتاتورية، وفساد، وقهر، وظلم النظام، إلا بعد أن وصل لأعلى منصب إداري في دولة البعث متنقلاً بين أمين فرع بعثي، ومحافظ، ووزير، ومن ثم الوزير الأول؟ هل كان، ولا سمح الله والشر برى وبعيد، مصاباً بالعمى والخبل والعته والمنغولية السياسية، وهل كان ثمة غشاوة على عينه؟ ولماذا لا زال "الثوّار" حتى اليوم يرتجفون رعباً ويتخوفون من الكشف عن وجوههم والظهور طالما أن النظام قد انهار وأن الجيش قد تصدع وثوار الناتو يسيطرون على الـ70% وعلى العكس ما زالوا يفرون ويتخفون ويهربون أمام سطوة الأمن والجيش السوري الذي ما زال يتصرف كالسيد الأول والأخير الذي لا ينازع على التراب الوطني ويطهرّه تطهيراً من رجس الميليشيات الوهابية الظلامية الأطلسية-الخليجية- الأردوغانية، بعمليات نوعية أدهشت الاستراتيجيين، وأذهلت المراقبين، وصدمت الأشرار المعتدين.
ولماذا لا يعود بعض من اللاجئين السوريين(1) المشردين في دول الجوار حسب الإعلام إياه، ويشعرون بالامن والأمان في السبعين بالمائة المحررة؟ ولماذا لا تعود كل تلك الكرازايات والقيادات الثورية ذات لخمس نجوم من ثرثاري و"جعارية" الفضائيات إلى سوريا الـ70% بدل الإقامة والتشرد، ويا حرام، في العواصم الأوروبية المخملية حيث تمطر عليهم الريالات البترودولارية السعودية القطرية؟ وتحضرني في هذا الصدد الحركة المسرحية "البايخة" والفيلم السينمائي الرديء والمبتذل الذي لا يختلف كثيراً عن فيلم حجاب، حين دلف غليون، ما غيره، خلسة، وبسرعة خاطفة، إلى منطقة "محررة"، يعتقد أنها في شمال الأردن، أو على الحدود التركية، وأخذ الصور التذكارية مع مجموعة من المسلحين، ومن ثم طبـّق، وكل الحمد والشكر لله، خطة "اللي بيحب النبي يخلي" بنجاح منقطع النظير. (رجاء ممنوع الضحك).
واستدراكاً، فقد يكون لكلام حجاب مصداقية في حالة واحدة، وهو أن النظام سينهار والجيش سيتصدع، فقط، عندما يكون في سوريا الأبية الوفية أمثال هذا الرياض في قمم القرار، والواجهات السلطوية. لكن بالمقابل، ولا شك، ستصبح سوريا أكثر قوة ومناعة مع تطهيرها وسقوط وتقهقر وتخاذل هذا الفاشل وأمثاله، وحقاً وصدقاً، إن انشقاقه وهروبه وانكشافه وتخاذله المهين سيعزز ويدعم كثيراً من فرص وبقاء النظام.
(1)- لا يخفى على أحد أن بعضاً ممن يسمون باللاجئين هم من ذات العصابات المسلحة التي ترتكب جرائم مروعة في سوريا، أو عائلاتهم، الهاربين من شناعة الموبقات التي ارتكبوها على الأرض السورية
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلب: سحق بالجملة للميليشيات الأطلسية- الأردوغانية-الخليجية
-
فقاعة رياض حجاب
-
عن أية دولة علوية يتحدثون؟
-
انشقاق رياض حجاب: متى سيسقط النظام السوري؟
-
جرائم آل سعود من ناصر السعيد إلى محمد السعيد
-
دموع التماسيح الأطلسية
-
العرب والغباء الاستراتيجي
-
الإعجاز العسكري الكبير ومحرقة القاعدة في سوريا
-
مناف طلاس قادم إليكم
-
خيار وفقوس: أبناء الجارية وأبناء الست
-
سوريا: متى يضغط الروس على الزر الأحمر؟
-
آصف شوكت: فارس من هذا الزمان
-
سوريا: هل يفلح سلاح الانشقاق؟
-
المثقف والجنرال: فن تصنيع الأعداء
-
كوفي عنان لا أهلا ولا سهلاً
-
سوريا: انشقاق فتى النظام المدلل
-
الأسد يصفع أردوغان
-
العرب كصدفة تاريخية
-
من الذي أسقط الطائرة التركية؟
-
متاهات إعلامية سورية
المزيد.....
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|