عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 16:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إلى العقلانيين السلميين ...لو أنا سمعنا شدة استنكاركم لذبح الأطفال ، واستحياء نساء وطنكم من قبل الشبيحة الأسديين،بذات الدرجة التي تعبرون فيها عن استنكاركم (العقلاني النقدي الكاريكاتوري) الشديد لبعض التجاوزات من قبل بعض أفراد المجموعات الثورية الشعبية المثكولة كردات فعل عاطفية غضبية لشعب لم يتعرض شعب في الع
الم مثله لمحنته في الذبح والاستباحة والدمار..رغم أن هذه الفجيعة الاستثنائية تم تطويقها السريع ببيان إعلان المباديء المدنية للجيش الحر الذي عبر فيها عن حترامه للشرعية الدولية لقوانين حقوق الأسير ،حيث كان هذا البيان بمثابة رد غير مباشر على بعض التجاوزات الفردية الغضبية ...
لكن أخوتنا السلميين والعقلانيين جدا ، يبدو أنهم لا يحرك ضمائرهم سوى الدفاع عن حياة الشبيحة ومصائرهم الإنسانية الفاجعة التي تمزق نياط القلوب ، وتحطم بطانات الوجدان ...
غير أننا نقول لهم (للصادقين والمنافقين الساذجين منهم ،والتشبيحيين الطائفيين الأسديين)، بأننا سنجعل من قضية ذبح أطفالنا واغتصاب صبايانا قضية إخلاقية وطنية وإنسانية من ثوابت القيم الوطنية لسوريا المستقبل ...لا تقل فظاعة جرائمية عالمية وإنسانية عن عمليات (الجينوسيد ) الإبادة ( العنصرية والطائفية ) ... ولن نسمح لضمائرنا أن ترتاح أو تنام عن ملاحقتهم إلى الأبد كما كانوا يفكرون أنهم سيحكمونا أسديا للأبد ..
كما ولن نسمح لضمائرنا أن نقبل باسم أي ادعاء وطني أو انساني أو تصالحي ،لأحد أن يطبّع مشاعرنا مع العفو والتسامح في ذبح الأطفال واغتصاب النساء ، فكل من يتداول هذا الخطاب باسم السلم الوطني أو المصالحة ، سنحاكمه قضائيا وأخلاقيا كعنصري طائفي حاقد وخارج على الحدود الدنيا للبداهات الوطنية الأولى لمجتمع الحرية والعدالة والكرامة والقانون الذي تنشده ثورتنا ..وإلا فإننا لا نستحق حريتنا ولا نستحق دماء شهدائنا ،ولسنا أهلا للدفاع عن دماء براءة طفولتنا و دماء شرف كرامة بكارة حرائرنا ... ولن يكون اليهود والأرمن أكثر أصالة ونبلا وطنيا منا في تبنيهم لقضية المذابح التي تعرضت لها شعوبهم وتمكنوا بأن يفرضوها على العالم كخطوط حمر ... دم أطفالنا خط وطني أحمر لا مساومة عليه ...باسم أية قضية كانت .. فهو قضية القضايا ..وإلافقدنا الحس الأخلاقي لوطنيتنا ومعنى جدارتنا واستحقاقنا أن يكون لنا وطن حر وكريم .
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟