أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - لنكشف المستور عن مجتمعنا















المزيد.....

لنكشف المستور عن مجتمعنا


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 16:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة اليوم هي نتاج قمع المجتمع لها والعنوان الذي يكشف ثقافته ويفضح أمراضه وتشوهاته وهي الدليل على مدى تخلفه من النواحي النفسية والعقلية والجسدية .
لا يزال هناك من يطالب بأن تكون مجتمعاتنا العربية ذكورية , فيطالب المرأة بالحجاب والمكوث في البيت احيانا لمنع اختلاطها بالمجتمع بقصد منع التحرش بها وأن حصل هذا فستقوم القيامة معتبرين هذا الفعل عار عليهم ومساسا بشرفهم , وهذا بدوره يجعل الأنثى تخجل وتخاف أكثر وتتحمل أيضا ذنب الرجل وهي صامتة ومستكينة له , والبعض منهن تتصور بأن مكوثها في البيت فرضا عليها وحرصا وحبا من الرجل , هذه المفاهيم التي تتلقاها الأنثى في مجتمعاتنا ترسخ في داخلها بأنها الجنس الأدنى من الرجل فلا يحق لها الكثير من الحقوق التي تحق للرجل وبأن مكانها هو المنزل ورعايته فقط , فلا يحق لها أن تكتسب قدراتها وان توظفها بالشكل السليم أي لا يحق لها التمتع بفكرها وبحياتها .
البعض منهم وهم الأغلبية بدأ يتفنن بمحاولاته لحصرها من خلال ما يتشدق به من شعارات لا تمت لتصرفاته بأي صلة ومن كلمات رنانة عن الشرف والفضيلة وتحريمه للكثبر من الأعمال التي تحد من تصرفاتها ومن ضمنها مثلا دخولها الأنترنيت والأشتراك بالمنتديات الثقافية أوالتحدث الى اشخاص مجهولين عنها معتبرين هذا الفعل حرية مقترنة بالفوضى ومجلبة للفساد ووصموها ايضا بجسدها الذي هو مقدس لهم , وفي نفس الوقت تكون هذه الأغلبية في حالة معاناة وحرمان وحتى انها تلجأ الى اسلوب الترهيب الديني لأجل أن تكون المرأة بلا فاعلية في مجتمعاتنا العربية ولا يهم لو كذبت او عملت الفاحشة طالما هي بالخفية وطالما تحفظ شكل زوجها امام الناس ويبقى متظاهرا بالهيمنة والتسلط الأجوف , حيث كلما ازدادت مجتمعاتنا تخلفا كلما ازدادوا من رغباتهم واحتياجهم للغرائز محاولين ان يملئوا بها نقصهم .

هذه التناقضات من اهتمام في القضايا الجنسية من فتاوي الى قنوات مرئية الى اغاني وأفلام تمجد الحب وهي أصلا بعيدة عن الحب الأنساني بل لها علاقة بالجنس فقط , ومن اهتمام مبالغ به من قبل الرجل بجسد المرأة حيث جعل جسدها هو محور اهتمامه دون ان يهتم بفكرها , تجعلنا ننتهك ابسط حقوق المرأة من خلال هذه النظرة , وهي كفيلة بعوق توظيف الفكر النسوي مما يعوق تنميتنا الأنسانية .
فما يجري اليوم من فتاوي يشيب لها الرأس من البعض كنصيحة الدكتور محمد العريفي مثلا عبر برنامج بُث على قناة دبي الفضائية حين نصح احد المستمعات بأن لا يجوز للبنت أن تخلو مع ابيها بدون وجود الأم او احد افراد عائلتها !!! هذه الفتاوي نراها في تزايد اليوم وهي تكشف عن ما توصلت له مجتمعاتنا , وكذلك تحريم الأنثى من الجلوس على نفس الكرسي الذي سبقها اليه الرجل خوفا من ان أثارة غريزتها !!!!!
البعض يريد للمرأة أن تلغي حياتها وأن تصب اهتمامها لأرضاء زوجها فقط من حيث اغرائه بالشكل الذي يجعله لا يذهب لغيرها باعتباره يخرج الى الشارع ويتعرض للعديد من الاغرائات فعليها ان تكون واعية لذلك فقط , فالزوج يمثل لها الحياة بأكملها وعليها ان تقدم التنازلات تلو الأخرى أرضاءا له حتى يحق له نكاحها بعد مماتها !!!! من هذه الناحية يريدون لها الوعي تماما وأن تكون ذكية وأن تعرف اين تكمن مواطن ضعف زوجها وولي نعمتها لأجل ان تستغلها وتسلب لبه , فالرجل يجذبه موضوع الجنس ويعشق التنوع فكل ليلة عليها ان تكون بغير شكل وحلية فتحاول ان تنوع بملابسها وبشكلها وتسريحات شعرها لأجل ان تستحوذ على ذهنه , وحتى اصبحت بعض النساء تنتقد تلك النساء التي تهمل شكلها وتحرضها على ان تعتني بنفسها ليس لأجلها وانما لأجله فقط فهي لا شيء امامه , فيحاولون بذلك الحجْر على الآنثى فى تصرفاتها وسلوكها وأن يلغون دور بعض النساء الريادى الذى أحتلته نتيجة كفاح سنوات طويلة , والنتيجة ستكون مجتمعات يسيطر عليها موضوع الجنس ويهدد ثقافته واخلاقه ايضا ,بالتالي تستهويه هذه الكلمة واينما تكون سيكون كما هو اليوم , فكثيرا ما نسمع عن حوادث يشيب لها الرأس من اغتصابات الى زنا المحارم لكنها تحاط بجدار من السرية والصمت المطبق عليها .
نحن مجتمعات تعاني من ارتفاع في نسبة الخواء الفكري لا تهتم الا بالشكليات والكبت والحجب وقمع الأنسان وعبوديته , فالنظرة الغالبة في مجتمعنا على الأنفتاح هي سقوط الجسد حيث قلب المعنى لدينا فبدلا من الانفتاح المعرفي جعلوه انفتاح جسدي وانحلال اخلاقي .
فإذا نادينا بحجب وتقوقع المرأة وعزلها عن مجتمعها بحجة أن جسدها عورة فمن الأولى أن نجعل الرجل مرادفا للمرأة فيما نطلبه حتى يكون هناك عدلا أجتماعيا وبالتالي خرابا اجتماعيا , ولزاما علينا بمساواة الرجل بالمرأة من حيث المبدأ فالعدل يبدأ بنظرتنا من هنا .

لماذا تطالب المجتمعات العربية بحجاب المرأة ؟ فأنا شخصيا أطالب بحجاب الرجل أيضا لتكتمل بذلك الحلقة المفرغة التي تدور بها مجتمعاتنا , بالطبع سوف يقابل كلامى هذا بسخرية واستهزاء , لكني أقول هذا الكلام على اعتبار أننا مجتمعات تقدس الجسد وأرى بأن جسد الرجل عورة من منظور الكثير من النساء , فالمرأة ايضا لها روح وشعور وغريزة والقسم منهن تغلب عليها غريزتها كما هو حال البعض من الرجال , بمعنى أوضح أن هناك سيدات يفتنن بجسد الرجل أو بجمال وجهه أن كان يهمها الشكل أو بشعره أو بشاربه أو بعضلاته وكل امرأة واهتمامها , فلماذا إذن نفرض الحجاب على الأنثى فقط ؟ وبمقابل هذا أيضا توجد نساء لا يمتلكن للجمال الذي يجعل الرجل يفتتن بها , فلماذا حجابها أذن وهو أصلا لأجل ابعاد فتنة الرجل عنها ؟؟
هذه التناقضات هي التي تدفعنا الى استحالة نهضتنا العربية ما لم نزيل مؤثرات ومخلفات أفكارنا وعاداتنا لأجل ان تتمتع المرأة بحقوقها الأنسانية لتسهم بتنمية هذه المجتمعات للوصول الى مجتمع سوي ومتكامل من خلال القضاء على جميع انواع التمييز ضد المرأة ولكل مجتمع وظرفه ,.
يأتي تحرر المجتمع بأزالة المعوقات أمام نهوض المرأة وفي ظل مجتمع متحرر طبقيا يسوده مبدأ العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين الزوجات والأزواج وللجميع ولكل حسب جهده , تحرر المجتمع بأكمله اولا وما علينا سوى صعود السلم تدريجيا , بمعنى الأهتمام والبحث عن جذور المشكلة التي استشرت في مجتمعاتنا فهي مشكلة مجتمع كامل وليس مشكلة المرأة بمعزل عنه , فلا نستطيع اليوم ان نطالب بالحرية الكاملة للمرأة من دون توعية المجتمع كاملا بقضيتها أولا من خلال القضاء على أرث تخلفه الذي تبلور منذ القدم ثم وعي المرأة بحقوقها من خلال تعميق المستوى الثقافي لها وبقضاياها .


أبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~






#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعز ما تملكه المرأة
- مجتمعنا والجنس
- لا لحجاب الصغيرات (أنهم يشوهون أطفالنا)
- لنرفع القناع عن الحضارة الذكورية ومفهوم الشرف فيها
- تنهدات ( صرخة امرأة بعد صمت طويل )
- حرمان المرأة من حقها في الحياة هي أكبر جريمة
- تنهدات أمرأة من خاضعة لقوانين مجتمع فاسد
- تنهدات امرأه (3) وصحوتها
- تأملات امرأه (2) حوار مع الرجل
- تنهدات أمرأه (1)
- ليكن تحرر الرجل من أفكاره هدية للمرأه في عيدها
- قصه قصيره
- استلاب حقوق المرأه وأمتهانها
- المسلم وحقيقته المزيفه


المزيد.....




- بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية ع ...
- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - لنكشف المستور عن مجتمعنا