محمد الفيصل
الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 19:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المسؤولية عبء كبير تقع على عاتق من يحملها ، لأنها أمانة لا تحتمل الوجهين ، فإما أن تصان وإما أن تخان ، وعلى المسؤول أن يتذكر دائما انه ارتقى الى منصبه ومسؤولياته بأصوات المواطنين الذين حملوه على أكتافهم ليرفعوه ، بانتظار ان يرفعهم معه لا ان يجعلهم تحت قدميه او خلف ظهره ، فالكبير كبير بمن يحبه ويحترمه ، اما ان نعطي وعودا للوصول الى غاياتنا ثم نتنصل عن هذه الوعود فهذا هو النفاق بعينه ، اننا لا نستطيع ان نحس بالآم الآخرين إذا لم نتألم ، ولا نستطيع ان نحس بجوع الفقراء اذا كانت بطوننا متخمة ، ولن نستطيع ان نحس بمعنى النوم على الأرض الصلبة ونحن ننعم بالنوم على ريش النعام ، فالرسول الأعظم ( ص ) كان ينام على حصيرة من قصب حتى تترك آثارها على ظهره مع عظيم شأنه ورفيع منزلته ، ولكم في رسول الله أسوة حسنة . وان ما يؤلم المواطن العراقي ان يرى أشخاصا انتخبهم ليخدموه ، فإذا بهم يبتعدون عنه تاركيه وراء ظهورهم ، ليسكنوا في برج عاجي ، فلا هم ينزلون إليه ، ولا هو يستطيع الصعود إليهم ، وهذا هو سبب بقائنا في نقطة الصفر منذ أكثر من تسعة أعوام دون ان نتحرك خطوة واحدة نحو الأمام .
ان التغير من سمات الحياة ، فلا كرسي يدوم ولا منصب ولا سلطة ، فهذه كلها تزول ولكن الشعب باقي ، فمن أراد البقاء عليه ان يحفر اسمه في قلوب أبناء الشعب ، لا ان يحفرها على كرسي ليس بملكه ، او سلطة كانت بيد غيره وستؤول حتما الى آخرين غيره ، فلو أدرك المسؤولون هذه الحقيقة لأصبحوا أكثر تواضعا في تعاملهم مع أبناء الشعب ، ولرأينا منهم اهتماما حقيقيا باحتياجاتهم وطموحاتهم ولكانت الأمور تجري بانسيابية الماء الزلال ، ولما رأينا التقاذف بالاتهامات بين السياسيين كل يحاول ان يبرأ ساحته ويظهر قفازين نظيفين أمام الإعلام دون ان يدرك ان الزمن سيخلعهما عنه لتظهر يداه الحقيقيتان وهما ملطختان بالفساد والدم .
#محمد_الفيصل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟