امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 15:00
المحور:
كتابات ساخرة
بعض ما يجري في الواقع :
ذهبَ المسؤول المُهم ، الى منزل رجل الدين الكبير .. وسألهُ : مولانا اُريد ان أستشيرك في أمرٍ شرعي : .. وقعتُ قبل أيام عقداً مع إحدى الشركات الأجنبية .. ودفعوا لي عمولة عشرة ملايين دولار .. وكما تعرف انا مؤمنٌ ولا اُحّبِذ الخروج عن الشريعة .. فإذا دفعتُ لسماحتِكَ الخُمس .. هل ان بقية المبلغ حلالٌ علي ؟ .. أجاب سماحته فوراً وبدون تَرّدُد : طبعاً انه حلالٌ عليك ! . تصافحَ الرجُلان وجلسا يُدردشان ..ثم قاما لأداء صلاة العشاء بِكُل خشوع .
...........................................
إجتمعَ الزعيم ، مع مُستشاريهِ ، للإستعانة بآراءهم بخصوص القضايا الساخنة على الساحة . وكانتْ إحدى المسائل المطروحة .. هي القلاقل التي يتبناها بعض الصحفيين والإعلاميين .. الذين يحدثون ضجيجاً حول ما يسمونه " حرية التعبير " و " حرية الحصول على المعلومات " .. وما يثيرونه من صخبٍ عن الفساد وهشاشة الوضع الأمني . قال أحد المُستشارين : سيدي .. ان رأس الحربة في هذه القلاقل ، هو " س " ، وطالما تهّجَم على سيادتكم وتجاوز الحدود .. إقترحُ ان نؤدبه بصورةٍ جيدة ! . قال المُستشار الآخر : ان ما تُسميهِ " تأديباً " لاينفع مع أمثال هؤلاء الحقراء .. فقبل شهرٍ فقط تعرض الى محاولة إغتيال .. لكنه لم يرعوي .. الأفضل ياسيدي .. ان نجعله يصمت الى الأبد ! . لم يَقُل الزعيم شيئاً .. بل سكتَ ببساطة . والمُستشارون تعودوا منذ مُدة .. : ان السكوت علامة الرضا !!.
...........................................
السكرتير الشخصي قال : سيدي .. ان عضو اللجنة " ص " .. جاء الى المكتب للمرة الثانية .. ويريد معلومات مُفّصَلة عن العقود وأوجه صرف الموارد للسنتَين الماضيتَين . ولقد أخبرته بأن هذه المعلومات ليست جاهزة .. ونحتاج الى أسبوعين على الأقل ، لتحضيرها .. فخرجَ من المكتب ممتعضاً ، وقال انه سوف يعود بعد إسبوعَين . ماذا نفعل يا سيدي ؟ يبدو ان هذا الرجل لن يتوقف !. قال الكبير : اريد تفاصيل التفاصيل عن حياة هذا الكلب .. وبأقصى سُرعة .. علاقاته .. أقاربه .. وضعه الجنسي .. حبه للمال .. رّتبوا كاميرات في منزله ومكان عمله .. راقبوا تلفوناته .. لّفقوا له تُهماً كبيرة وبالشهود .. وليكُن ملفهُ على منضدتي خلال عشرة أيام ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟