أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - ترشيد البشر لتوفير الكهرباء















المزيد.....

ترشيد البشر لتوفير الكهرباء


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 02:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءتنى فكرة ترشيد البشر بدلاً من ترشيد أستهلاك الكهرباء، بعد أن تعددت البيانات والتصريحات والتغريدات وما أكثر العصافير والبلابل فى مصر السياسية بعد الثورة الذين يحبون الكلام بدلاً من العمل الحقيقى، وقد أخترت نموذجين يمثلان ما يقال ويصدر من نصائح وبيانات وتغريدات والتى تزامنت مع الإنقطاع المستمر للكهرباء، لأنها أصبحت الشغل الشاغل لكل مواطن مصرى ووسط هذا الجو الصيفى الثورى الحار، بدأت الإبداعات المصرية المغردة تخرج وسط ظلام ليل المصريين الأسود.
وأبدأ بالنموذج الأول وهو كلام رئيس الوزراء" المصرى" هشام قنديل الذى نصح وطالب المواطنين المصريين " بإرتداء الملابس القطنية وتخفيض عدد التكييفات والتجمع فى غرفة واحدة لترشيد إستهلاك الكهرباء، وأن هناك من المصريين من يملكون أكثر من ستة تكييفات فى منازلهم"، هذا الكلام جاء فى مؤتمر صحفى بمقر مجلس الوزراء المصرى وليس السودانى أو الباكستانى!!
نحاول معاً أن نستوضح كلام رئيس الوزراء عندما طالب المواطنين بإرتداء الملابس القطنية، وهو مطلب صادر على لسان المسئول الأول فى الحكومة المصرية المفترض فيه العلم والثقافة وأنه لا يخفى عليه أن أسعار الملابس القطنية أعلى من أسعار الملابس غير القطنية والتى يتم أستيرادها من بلاد على رأسها الصين وغيرها من البلاد لا داعى لذكرها هنا، لكن المعروف شعبياً أن المواطن المصرى يعانى من البطالة ومن يعمل لا يمتلك ثمن الملابس القطنية وإن وجد أسعارها المناسبة فليس هذا هو الحل المؤقت لترشيد أستهلاك الكهرباء، خاصة وأن القطن المصرى لا يكفى للسوق المحلى أو للتصنيع المصرى، فكيف يطالب بما لا وجود له على أرض الواقع؟
لا أريد الدخول فى تفاصيل وأرقام وإحصاءات تبين عبثية تلك الفكرة من الأساس، لكنى أنتقل إلى الجزء الثانى من كلام رئيس الوزراءعن تخفيض التكييفات وأظهر أنه عالم بأمور المصريين فقال أن هناك من يمتلك أكثر من ستة أو سبعة تكييفات فى منزله، وهو كلام جميل يا دكتور هشام قنديل لكن هل لديك إحصائيات أو مجرد أفكار واقعية عن عدد المصريين الذين يملكون هذا العدد من التكييفات أو مجرد جهاز تكييف واحد فى منزله؟
أعتقد أنه لا يعلم لكن كلامه واضح أنه مجرد كلام للأستهلاك الإعلامى وتضليل شعب مصر عن جوهر المشكلة الحقيقية، لأن المعروف أن هناك أقلية مصرية وهى الغنية والثرية من رجال الأعمال أو من الموظفين الميسورى الحال الذين يمتلكون المال لشراء ما يريدون للترفيه عن أنفسهم، وليس من حقنا أن نطالبهم بالأستغناء عن ذلك، لكن المعروف أن أغلبية شعب مصر من الموظفين المطحونين أو الفقراء العاطلين عن العمل، فكان عليه أن يتوجه إلى تلك الفئة الغنية من الشعب ويقول: أن الترفيه والتكييف له ثمن يجب أن يدفعوه وليس من العدل أن المواطن الفقير يدفع ثمن فاتورة الكهرباء الكبيرة للأغنياء!!
وأدخل إلى الجزء الثالث من كلام رئيس الوزراء عندما قال " والتجمع فى غرفة واحدة لترشيد الأستهلاك"، أقول الحقيقة أن تلك العبارة ألهمتنى فكرة ترشيد البشر، حيث أن الشعب المصرى وصل إلى خمسة وثمانين مليون من السكان، يعنى هذا أن هناك زيادة كبيرة فى السكان لا يقابلها زيادة فى الإنتاج أو فى الموارد لتغطية هذه الزيادة التى تأتى على الأخضر واليابس فى أرض مصر وميزانيتها السنوية، ترشيد البشر إذن وكما قال الدكتور قنديل تتلخص فى تجميع المصريين فى غرفة واحدة بمعنى أن يقوم كل حى من أحياء مصر أو كل قرية ومدينة بتخصيص غرف كبيرة تستوعب أعداد كبيرة من البشر ليتم تجميع وتكديس أعداد المصريين ليشعروا معاً بدفء الملابس القطنية وسنسون أنفسهم وينسون حرارة الجو وسترتفع النكت والضحكات، وهنا الفكرة العبقرية التى أهديها إلى رئيس الوزراء حيث أن هناك الكثيرون من المصريين الذين يهيمون على وجوههم فى الشوارع وفى كل الجرائم والحوادث الإرهابية نسميهم بالمجهولون، هناك ستجدهم حاضرون وسيلقون بقنابلهم الحارقة لتفجر هؤلاء البشر الذين يشكلون زيادة سكانية تشكل عبئاً على الأقتصاد المصرى، وسيساعد هؤلاء المجهولون بعملهم هذا خطة المائة يوم للنهضة بمصر لتنتهى مشكلة الكهرباء بترشيد البشر بدلاً من ترشيد أستهلاك الكهرباء.
النموذج الثنى هو الناشط السياسى وائل غنيم الذى قال إن « فكرة ترشيد إستهلاك الكهرباء فكرة مهمة، لأن الحلول السريعة لمشاكل الكهرباء مش موجودة .. وأضاف: «ترشيد إستهلاك الكهرباء بييجي بفايدة على الناس، لأن الفاتورة هتكون أقل» . واختتم بقوله: «مش لازم يا سيدي تلبس قطن لو بيضايقك الموضوع ده، فيه ناس بتعتبر النصائح دي تافهة ومش بتأثر،.
يعنى إيه أن فكرة ترشيد إستهلاك الكهرباء فكرة مهمة؟ ومن قال غير ذلك وهل أصبحت فكرة مهمة لأن المسئولين ليست لديهم حلول حقيقية وواقعية فأصبح المواطن هو من تقع على عاتقه كل المسئولية وأخطاء المسئولين والوزراء والحكومة؟
أم أنه يعتقد أن المصريين أغبياء إلى هذه الدرجة الذين ينتظرون فيها سيادته لتقديم نصائحه الذهبية الغالية؟
وأضاف معلومة "مهمة جداً" للمواطن المصرى والتى يمكن أن تغيب عن باله وهى "أن ترشيد أستهلاك الكهرباء بييجى بفايدة على الناس لأن الفاتورة هتكون أقل".
بالفعل معلومات ونصائح لم يكن فى إمكان المواطن بسيط الذكاء أن يصل إليها لولا الأستاذ وائل غنيم، ويبدو أنه أكتشف بنفسه أن كلامه كان من الأفضل عدم النطق به عندما قال" فيه ناس بتعتبر النصائح دى تافهة ومش بتأثر.." . يعنى فهمها لوحده!!
نشكر العقل الذى هداه إلى فهم ما يقول ويردده مثله مثل الفهلويةالسياسيين المسيطرين على ساحة السياسة المصرية المريضة.
لقد أصبح كل من له علاقة بالنشاط السياسى رجل حكيم ونبى زمانه يهدى الناس بالنصائح والأرشادات التى لم نسمع عنها فى أى من دول العالم المتحضر والمتقدم، وهشام قنديل رئيس الوزراء ووائل غنيم الناشط السياسى هم مجرد عينة ونموذج للجهل العلمى للحديث عن مشاكل تحتاج إلى خبراء فى مجال الكهرباء للحديث عن أسبابها والحلول المتاحة على الأمد القريب أو البعيد، بدلاً من لعبة التضليل الإعلامى المشهورة التى تغطى على الفشل الحكومى والتى يتناسى فيها المواطن همومه وأسباب مشاكله وطرق علاجها الواقعية لينتظر الله لعلاج مشاكله.

إذن دون التطرق للكثير من عقم ذلك الكلام السياسى المخدر، أعتقد أن القارئ النبيه أدرك أنه كلام يجب ترشيد الأستهلاك منه والبدء بالعمل الجاد لخدمة مصر وشعبها، وتفعيل القانون الغائب الذى هو سبب أنتشار الفساد وتكاثر اللصوص.
هل سيترك السياسيين الخبراء الحقيقيين للعمل على علاج مشاكل الشعب المصرى وترشيد أستهلاك الكلام الذى لا طائل منه، أم ترشيد البشر والتخلص منهم بتجميعهم فى غرفة واحدة كما قال سيادة الخبير رئيس الوزراء لتوفير الكهرباء!!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظلام الديموقراطية الجديدة
- دولة مصر ودولة الإخوان
- علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية
- تحية واجبة إلى شعب مصر
- نوال السعداوى وجائزة العقل
- المواطنة والثورة الجريحة
- العمال والجهل بالثورات
- جمعة تخريب المصير
- إهانة العقل فريضة
- كل ثورة وأنت طيب
- حقائق مؤلمة يا أهل العراق
- من الذى فشل فى إدارة مصر
- سوريا وحاجز الصمت
- شريعة الوجود الديناصورى
- المرأة ضحية العقلية البدوية
- المرأة والثورات العربية فى المجتمع الذكورى
- العامرية وغياب القانون
- خواطر فى ذكرى 25 يناير
- سنة أولى ديموقراطية
- مصر الجديدة بنت القديمة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - ترشيد البشر لتوفير الكهرباء