أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - بؤس اليسار المغربي














المزيد.....

بؤس اليسار المغربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 03:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بؤس اليسار المغربي,ليس نابعا من فقر برامجه السياسية أو محدودية فكر وإيديولوجيته الإشتراكية,أو حتى تاكيتيكاته السياسية, ولا ترهل تنظيماته ونظم الحسم في القرارات السياسية التي تتخذها الأحزاب اليسارية في المغرب,اليسار المغربي تاريخ,امتداد من التضحيات,والإبداعات الفكرية والفنية,التي زخر بها,طيلة تاريخه,الذي يزخر بالتضحيات العظام,المقدمة من طرف مناضليه و شرفائه,من عرف منهم ومن لم يتم التعرف عليه بعد,بسبب الإختطافات والتصفيات الجسدية,التي عاشها المغاربة,وهو ينتمون ويدافعون عن انتماءاتهم السياسية,ويخرجون للشوارع محتجين ورافضين,هم بذلك علموا المغاربة طرق الرفض,وكرهوا لهم الخنوع,والقبول بالمكتوب والقدر الغالب والمنتصر على كل الإرادات,هنا تبدو روعة اليسار,كفكرة وإيديولوجية,تأطرت بها كتابات الكتاب,والمبدعين والفنانين,هنا روعة اليسار المغربي,في تفانيه وصموده,فكيف يوصف بالبؤس من كانت هذه صفاته ومزاياه؟؟
1بؤس اللاتطور
بقي اليسار المغربي أسير الحنين لماضيه,وصور الخالدين ممن التحقوا بتنظيماته,سواء كانوا رجالات فكر أو مبدعين أو مناضلين أثبتوا موهبتهم في التنظيم والفعالية النضالية,فبدوا وكأنهم غير قابلين للتكرار كالمعجزات,والحقيقة أن منطق اللااعتراف هو ما يحكم البحث عن التميز,خوفا من اشتداد التنافس بين المناضلين وحتى المتعاطفين في صفوف الأحزاب اليسارية,مما أوقف التطور الخلاق,وفرض تكرار المواقف التي سبق للزعماء أن عبروا عنها,فبدا اليسار المغربي أكثر محافظة من السلفيين,وأكثر انغلاقا على أفكاره منهم,فنفر منه المثقفون والمبدعون والفنانون,وبقيت مقراتهم مغلقة في وجوه الكل,شبابا وكهولا,شبيهة بأحزاب الإدارة,هذا إن استطاع الحزب اليساري أصلا الحفاظ على مقراته.
2بؤس الرفض
اليساريون في المغرب,دائموا البحث عن الرفض وموجباته من المواقف والأفكار,يبحثون عما يحرك غريزة التحامل,بصيغ التحريض على رفض كل شيء,إلا ما يحقق مصلحة المتنفذين منهم,فهؤلاء يعرفون كيف يحولون المواقف,من رفض الإنتخابات إلى ضرورة المشاركة فيها كخيار استراتيجي و حتمي,ومن عدم التحالف مع الأعداء الطبقيين,إلى ضرورة الإستعانة بهم لضرب الأعداء الأساسيين,ومن رفض التعامل مع الحركات الدينية,إلى القبول ببعضها لأنها متنورة ويمكن فرض الديمقراطية عليها وتوريطها في خوض الصراعات الحاسمة إلى جانب اليسار.
بؤس المبادرات 3
لم تعد مبادرات اليسار المغربي,تثير ضجة كما كان يحدث من قبل أو كما يقع في الكثير من الدول الشبيهة سياستها بسياسة المغرب,بل إن مبادرات اليسار المغربي,حبيسة الرد على الحكومات,أو نظام الحكم حسب درجة راديكالية اليسار,فهو رهين بردود فعل غير من الفاعلين,ينتظر إلى أن يجر إلى المعارك لكي يخوضها,وربما بسلاح غير سلاحه اليساري المعروف إيديولوجيا,فلا هو خاض معترك العلمانية ولا الحداثة ولا الحرية الإبداعية ولا الحقوق الشخصية والفردية,له تصوره الخاص للمعركة التي يريد خوضها,معركة مؤتمراته ولقاءاته واختيار كتابه العامون والمقربون منهم أسريا واقتصاديا وإيديولوجيا إن لزم الأمر.
4بؤس الخيبات
الخيبات خسارات سياسية,وكل معترك له أرباحه وخساراته,وفي السياسة بما هي فن,فإن إحدى أدوارها هي تحويل الخسارة إلى ربح,بالإستفادة منه وحسن استغلاله,من خلال إعادة تقييم التجارب بصراحة المجربين,والمنصتين لغيرهم بدون تشنجات القادة والتابعين لهم من المزمرين والمصفقين الباحثين عن نيل رضى القادة,ولذلك تكون خيبات اليسار طابوها لا ينبغي التذكير به,وإلا غضبوا وربما انسحبو من معترك الصراعات,التي يتصورونها بطريقتهم الخاصة.
5بؤس الثقافات
صارت في اليسار المغربي منذ سنوات سياسة ثقافية خاصة به,يمكن تلخيصها,في ضرورة اعتبار الحزب وسيلة لحفظ التوازنات العامة وتحقيق الحدود الدنيا من المصالح لصالح المنخرطين فيه,فلهم الحق لتحسسين وضعهم,فقد خاطروا بحياتهم,ومن حقهم الإستراحة قليلا,وهنا تصير المصالح حافزا على استمرارية التنظيم,مع التعامل مع آخرين بطريقة مغايرة,أي ذوي ثقافة التفاني بدون مقابل,لخدمة الصالح العام,حتى إذا ما تحققت بعض المصالح تكون لفائدة كل المواطنين أو للطبقات التي ينتمي إليها هؤلاء السياسيون.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة
- الإسلاميون في المغرب
- تأثيرية بن كيران
- الإسلام والقبيلة
- تدينات الإسلام
- الإسلام,دين سلطة أم مجتمع؟
- جنون بقرة
- قوة العدالة والتنمية
- ثرثرة في القطار
- الصرصار المنقلب
- كلام عابر
- مرشح قبل الأوان
- بيت الوالد
- هي التي دعتني
- من أجل زوجي
- الرأسمال اللا تنموي
- الدين الإسلامي في المغرب
- الخلافة والسلطة
- العالم العربي,ثورات وتراجعات
- الكاتب في العالم العربي


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - بؤس اليسار المغربي