عبد اللطيف بن مناف
الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 14:33
المحور:
الادب والفن
إلى الشاعر الراحل الأخ عبد العزيز حجاج
الحمام هاجر
ونحن فتشنا عن عرائسنا
ولم نجد غير وجوه
تستعير كل الأسماء ..
يا كل نباتات الظل
و يا كل الأغراس
التي تتكيف مع السياج ،
الآن ، تعري الشمس صدرها
للرمح ،
و تصد عاشقيها ..
يا عمرو
يا هذا النجم العائم
يا حلما غامضا
مثل عنقاء في الرماد
تسيد على جراحات
ألبتها الدروب ..
كن فينا صلاة العشاء الأخير
أبعد الليل أنثاه والأحلام
ثم استوحى
من ذبح الحمام رقصة
و بعض الدجل
لكن القلب حطام أوثان ،
هل يتواطأ القمر ؟ ..
إل أين تمضي ، يا عمرو ؟ ..
الوقت كرمة يابسة
و الضحكة امرأة شوهاء
تأكل أبناءها
إذا جاعت ،
وتتعرى إلى الأبد ..
استدار عمرو
أشار إلى صفصافة ماجنة
مد سجادته
ثم دعانا جميعا
للصلاة ..
لكنه ، تلا سهوا آية كافرة
صدقنا ، صدقنا يا عمرو
إنا آتيناك القرابين
و الدوالي الطالعة من دمعنا ..
إنا آتيناك براءة العذارى
و طوق الحمام الزاهي
في دمه ..
يا عمرو ، اخرج
من حياض خطاياك
و اعلن فينا مد الأعناق
لحلمك الشارد
و جنون البلاد الجميل ..
لنا في الخيمة الأولى
شاعر شرح قلبه ..
لنا في الخيمة الثانية
عازف سلخ جلده
و لنا في الخيمة الثالثة
حمام مل الأبراج
و الأحصنة ..
صار عمرو أكثر حرصا
على شعائر الموت المعطر
بماء الورد و الحنوط
فأعد من أوراق دالية مجاورة
سروجا للثلث المتأهب
للأسر
للحب
أو للفداء ..
البحر مدانا الأول
و النخيل هيام صاغته الرمال
أين أسراكم ؟ ..
ذهبوا
لمضاجعة سحابة ناهدة
و ما عادوا
أما النساء ، فقد علقن الأجنة
على ظل مزنة جارية ..
و لما دنا النصر منا
عمرو مال
لامرأة من وصل الشهادة
و خط إمارته من بخار
لونه دمنا
لم يسع الزغاريد
إلا أن تنتصر في دمعنا
و تختار قطرة دم
على زهرة برية ...
#عبد_اللطيف_بن_مناف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟