أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميح مسعود - في ذكرى ناجي العلي ثانية














المزيد.....

في ذكرى ناجي العلي ثانية


سميح مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


يهتم الصالون الثقافي الأندلسي في مونتريال باستحضار نماذج مختارة لرموز عربية فاعلة في مختلف المجالات الثقافية …يتسع اهتمامه بهم فيشمل الكشف عن بصمات كثيرة لهم تستوطن ثنايا الذاكرة الجمعية العربية ، يقدمها في اطار فعالياته الشهرية المتعاقبة ، على اتساع فضاءات مسكونة بأحداث ونصوص وكلمات وتجارب متعددة الوجوه والحقائق .

لناجي العلي وحنظلة خصص الصالون أمسيته الأولى للعام 2012-2013 … حددها بالأول من سبتمبر / ايلول القادم ، بمناسبة مرور 25 عاما على رحيل ناجي وتركه "حنظلة شاهداً علينا “ .

برر الروائي "محمد الاطرش" منسق الصالون هذا الاختيار بكثير من الدقة : " لأن ناجي رحل تاركا قامته منصوبة كالرمح ولا تتعب ، ولأنه حدد طريقه منذ ولادة قلم الفحم بين أصابعه بالإنحياز لمن هم "تحت" ، ولأن الإصدار السابع للصالون من الكتب يحمل اسم "ناجي العلي" يتضمن عشرات المقالات لكتاب وشعراء ارادوا في ذكرى رحيله أن يقفوا الى جانبه كالرماح " .

بعد الاعلان عن الامسية في الصحافة العربية الاغترابية في مونتريال ، وفي وسائل التواصل الاجتماعي ، اخبرني الفنان التشكيلي المصري المعروف " شمس السلاب " ، الذي يعيش منذ عدة سنوات في كندا ، بأنه يكن تقديرا كبيرا لناجي ، وانه كان يتابع رسوماته بشغف زائد ، ويخلق نوعا من الحوار الصامت معه حول اعماله الابداعية …

ثم قال :

" أرجع كثيرا الى معين فن ناجي الثري ، الذي كون منه بشكل تلقائي لغة خاصة به تطفح بالجمال والمحبة الانسانية ، وبرموز لونية نضالية وخطوط وطنية ممزوجة بأفاق واسعة من الألم والقهر والاغتراب والأمل بمستقبل افضل لشعبه ، وممزوجة بدلالات ألفاظ منتقاة نفاذة متأججة أجاد فيها تعرية كل من يتاجر بقضيته الوطنية باسلوب لا يتقنه إلا ذلك الفنان الكبير … "

وأضاف في حديثه لي ، انه بحث دوما عن الأسلوب الملائم للتعبير فيه عن إعجابه بناجي … وبطبيعة الحال فان التعبير الفني أقرب اليه من أي تعبير أخر ، لا يستطيع بغير الرسم إشباع رغبته في التعبير … وهكذا وعد أن يقدم في أمسية الصالون المخصصة لناجي وحنظلة ، لوحة لهما من رسمه نابعة من مشاعره وأحاسيسه المباشرة … لوحة لذاكرة متجددة ، تتلائم مع ميراث ناجي وانجازاته الإبداعية .

بعد اسبوع واحد من وعده ، حول " شمس السلاب " ذاكرته السمعية عن ناجي الى دهشة بصرية … لوحة رائعة من القياس الكبير … خلال ايام قليلة أنجز عملا تشكيلياً عبر فيه عن قدرة فنية عالية مشحونة بالاثارة … رسم لوحته بلغة أبجدية اسمها لغة الوفاء للمناضلين … لوحة جميلة تتناغم فيها الألوان والخطوط والظلال ، تعطيها خصوصية مميزة … سحر يستدرج النظر ويمنح الناظر مسرة لونية لا حدود لها .

في نفس الوقت الذي أنجز فيه الفنان " شمس السلاب " لوحته ، أخبرني " جورج عزارة " أحد مؤسسي الصالون الثقافي الاندلسي أن ابنه " بن بيلا " يقتني مئات الرسوم من رسوم ناجي الاصلية ، خاصة الرسوم التي كانت تظهر على اتساع الصفحة الاخيرة من صحيفة القبس الكويتية ، جمعها قبل هجرته الى كندا وما زال يحتفظ بها حتى الان .

قدم " بن بيلا " مقتنياته من الرسوم للصالون لعرضها للجمهور في الامسية المخصصة لناجي وحنظلة ، كنماذج عن تراث فني عريق ... رسوم كثيرة موشومة بخطوط ناجي المعروفة و بمواقفه وفكره وأصداء نصوصه وشطحات خياله الابداعي ، التي صاغها وجسدها بطريقة مغايرة لما تفعلة خطوط الرسوم الاخرى ، لم يوارب برأيه فيها مهما كلفه الأمر ، وتجاوز فيها كل الخطوط الحمراء ، ألتي لم يقدرها أصلا طيلة حياته .

ألقيت نظرة على مقتنيات " بن بيلا " الثمينة ، تصفحتها ، وجدتها بؤراً لاقطة تعكس بخطوطها وألوانها المتشابكة كل ما حفظته الذاكرة الفلسطينية الجمعية من أحداث ومستجدات على امتداد سنوات طويلة ، سجلت بنبرة وطنية عالية ، تشكل جزأ مهما من إرث ناجي الفني المتراكم عبر مسيرته الفنية .

تنبض رسوم ناجي بتفاعلات وقائع وأحداث كثيرة فلسطينية وعربية ، وانفعالات مواقف سياسية مفصلية يلامس فيها البواطن الدفينة لاهل السياسة ، ويبين بجرأة نادرة ونقد لاذع رأيه بهم وبأفعالهم … يجمع خطوطه في بؤر ايقاعات تختلط فيها الفكرة بالوجدان ، وتتحد مع حنظلة في اصالة وعمق ...كل رسمة من رسومه مراّة صادقة تعكس حال الشتات الفلسطيني بمشاكله وتعقيدات جوانبه السياسية والاجتماعية والمعيشية وقضاياه المتشعبة مع القتلة والطغاة ومع المنحرفين الخارجين عن الخط الوطني …انها تعكس شقاء شعبة وطموحاته وسعادته المسروقة ، وتطلعاته الى مستقبل افضل .

أثبت ناجي قدرة فائقة على التعبير عن مواضيع رسومه بأبسط الأشكال والخطوط ، إستل مواضيعه من باطن الانقاض ، من عمق الماساة التي حلت بشعبه ، بين فيها من غير زخارف ومبالغات عواطفه الوطنية الصادقة ، قدمها بنصوص وصيغ فنية معبرة بكل صدق ووضوح ، يظهر فيها حنظلة على التحام دائم بالارض ، وباحساس حقيقي دافء بالناس رحيبا .

أعدت تصفح رسوم ناجي التي قدمت للصالون عدة مرات ، وجدتها تعبر عما نحن فيه الان من أحوال ، فلسطينيا وعربيا ، كأن ناجي ما زال بيننا ، يوجه ريشته لنقد مظاهر الانقسام والتراجع والتردي في القضية الفلسطينية والاوضاع العربية ، يدافع عن حقوق شعبه وقضيته الوطنية بجرأته المعهودة .

يا له من فنان مناضل عظيم



#سميح_مسعود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى ناجي العلي
- العرب لا يقرأون
- كتاب - الإسلام وأصول الحكم - للشيخ علي عبد الرازق
- رواية - الحاسة صفر - لأحمد أبو سليم
- رواية فريدة للروائي نعيم قطان
- حول ابداعات القاص عدي مدانات
- حول التقشف والانضباط المالي في أوروبا
- التنمية العربية في ظل الربيع العربي
- عن فنِّ التصوير عند العرب ويحيى بن محمود الواسطي
- هذه الارض لنا ...أنا وانت
- رواية أيام قرية المُحسنة
- مريم ذاكرة وطن
- دينُ الحب
- بنت عمي فاطمة
- هيلين توماس
- مآّذننا وأبراج كنائسهم


المزيد.....




- أجمل عبارات تهنئة عيد الفطر مكتوبة 2025 في الوطن العربي “بال ...
- عبارات تهنئة عيد الفطر بالانجليزي مترجمة للعربية 2025 “أرسله ...
- رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟
- وفاة -شرير- فيلم جيمس بوند -الماس للأبد-
- الفنان -الصغير- إنزو يحسم -ديربي مدريد- بلمسة سحرية على طريق ...
- بعد انتقادات من الأعضاء.. الأكاديمية تعتذر للمخرج الفلسطيني ...
- “الحلم في بطن الحوت -جديد الوزير المغربي السابق سعد العلمي
- المدرسة النحوية مؤسسة أوقفها أمير مملوكي لتدريس علوم اللغة ا ...
- بعد تقليده بإتقان.. عصام الشوالي يرد على الممثل السوري تيم ح ...
- رواية -نجوم ورفاقها- لصالح أبو أصبع.. الذاكرة المستعادة والب ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميح مسعود - في ذكرى ناجي العلي ثانية