تأثيرية بن كيران

حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3813 - 2012 / 8 / 8 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العدالة والتنمية,انتصر من خلال فوزه الساحق في الإنتخابات الأخيرة,ونال أمينه العام إعجاب أكثرية المصوتين,بل حتى من غير المصوتين,ممن عبروا عن غضبهم على العملية الإنتخابية برمتها,فما هي الأساليب التي اعتمدها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية؟
1دينية الخطاب
اعتمد بن كيران على رصيد ثقافي ةلغوي ديني,يمتح فيه من المشترك العقدي,ليبدو مدافعا عن الأخلاق العامة,الإسلامية,ومحققا لنصر ديني,أريد له أن يبدو إرادة ربانية,أو حتى انتصارا للربيع العربي,على الطريقة المغربية,التي أثبتت في نظره,صحة فكرة ما سمي بالصحوة الإسلامية,الممتدة على طول العالم العربي,.رغم أن موقف العدالة والتنمية من الحراك الشعبي الشبابي المغربي كان فيه الكثير من التناقضات,استطاع بن كيران أن يظهر بصورة المنقذ,الخلاص الرباني الديني,كآخر فرصة لإنقاذ البلد,وهي الصيغة نفسها التي بدت بها حكومة التناوب التوافقي,التي قادها اليوسفي,ولكن بخطاب سياسي واقعي,كان فيه الكثير من التعالي عن المجتمع,بينما بن كيران دافع بدارجته الواضحة,وسخريته ممن حاولوا القضاء على حزب العدالة والتنمية.
2كارزمية التحرك
بدا بن كيران,مفاجئا في تحركاته,فقد أحسن ارتداء اللباس السياسي,بهجومية غير متوقعة,فلم يكترث بمنطق التحفظات,التي يلجأ لها القادة التقليديون,بتعاليهم المبالغ فيه,وكأنهم زعامات تاريخية,فقط عليهم الكلام ليصدق الكل,فلا يتكلمون إلا نادرا,وكأنهم يخافون الكلمات,أو يتجنبون الخوض في أسرار الدولة والحزب الذي يمثلونه,مما كان يصيب المنصت بالكثير من الملل,وحتى البؤس ,وهو ينظر لزعيم شاخ ولم يعد يقو على التحرك إلا لماما,عرف بن كيران كيف يتحرك,أمام الكاميرات بخفة مثيرة,وبدون أي مركب نقص من الصحافيين,الذين وجدوا أنفسهم أمام وزير,يورط ولا ينتظر هجوماتهم وتصنيفاتهم المسبقة.
3علنية الأسرار
لم يكن بن كيران يبدو مدافعا عن أسرار,سواء كانت حزبية أو حتى سياسية,بل وصل به الأمر إلى التهديد بانسحابه من الوزارة الأولى,إن رأى ما يوجب ذلك,فكانت كل الأسرار مهددة بالفضح مع كل تصريح للوزير الأول,وفي كل لقاء صحفي,لدرجة أن الكل أدرك,أن الوزير الأول لايمكنه أن يخفي شيئا عمن ائتمنوه بأصواتهم,وبوؤوه وحزبه الرتبة الأولى,فبدا جديرا بثقة المصوتين,وثقة الناس,لأنه ملزم بالتعبير عن همومهم,ومصالحهم,وحتى طموحاتهم,
4معارضة المعارضة
لم يكن بن كيران,يدافع عن اختيارات الحكومة فقط,بل صار يعارض المعارضة,ويفرض عليها أسلوبا معينا لممارسة حقها السياسي,فقد نجح في استقطاب بعض مكوناتها,ولجم تحركاتها النقابية,بأن أوجد لنفسه معارضة له,تدعمه بمعارضتها للمعارضة النقابية واليسارية بالخصوص,فبدا و كأنه ينصت للمعارضة قبل أن تتكلم,مما خلط أوراقها من جديد,تجاه بعضها وتجاه الحكومة:

#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات