يحيى ذياب
الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 23:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هنيئا لهم صمتنا وخنوعنا
الكل ينادي الى الحكم العادل والرشيد ويعدد المناقب ويدعوا الى حكم ديمقراطي ..
ولكن السؤال الذي اود ان اضعه بين ايديكم ، هل نحن شعب حقيقي ؟ هل اصبحنا شعب يستطيع ان يحكم نفسه بنفسه وان يمارس حريته الحقيقية وديمقراطيتة ؟ ام اننا شعب صامت خانع يمكن ان ينفرط العقد به في اي لحظة ويهوي في ما لا تحمد عقباه ؟ .
قبل شهور حدثت أزمة أطلقوا عليها " سياسية " وقبل ايام تفاقمت تلك الازمة وامسى هذا يجعجع والآخر يلعلع ولم يصلوا هؤلاء المجعجعين والملعلعين الى نتيجة تذكر ، وكالعادة في العراق الجديد يبقى " الوضع على ماهو عليه " .
ربما يعزو البعض ذلك الى هشاشة تجربتنا وفكرنا الديمقراطي ، ليس على المستوى السياسي والقيادات التي ربما يطلق عليهم جزافا " القيادات السياسية " انما على مستوى القاعدة الجماهيرية التي لم تستوعب الفكرة تماما ، وبقدرة قادر أجتمعت تلك القيادات فجأة واقروا قانون أطلقوا عليه قانون انتخابات المحافظات ، وبعد اقرار القانون سوف لن تكون الانتخابات القادمة سوى فتنة وستؤدي الى المزيد من الصراعات والتصدعات فهم يعشقون الخلافات ويتقنون فن خلق الازمات .
كل هذا ونحن صامتون .. وحين يوجه بعضنا النقد للسياسيين فانهم سرعان ما يتحسسون ويشخصنون النقد فتضيق صدورهم فاما ان تدور في فلكهم واما ان يسلقوك بألسنتهم فالناقد في نظرهم ( حاقد ، حاسد ، عدو النجاح ، متذمر ) وحتى ان اتيت لهم بالبراهين الساطعة والادلة الدامغة فكلماتك في نظرهم حق يراد به باطل ، وللاسف بعض الناس سمحوا لأنفسهم ان يكونوا أمعات لغيرهم بعد ان تم خصيهم فكريا فلا شخصية لهم ابدا سوى انهم ظل لغيرهم .
كلنا يعلم ان النقد ظاهرة صحية وبدونها لا تستقيم اي مؤسسة ، ولكننا في ارض الرافدين فاقدين ومنذ زمن طويل لتلك الظاهرة ، فهنيئا لحكومتنا ونوابنا صمت شعبهم وخنوعه بعد ان تعرض لتسمم فكري واصبح الخروج على الظالم ظلم ونقد المسؤول تذمر ، وعلى رأي الشاعر ..
ياقوم لا تتكلمُ
كثر الكلام محرمُ
ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز الا النومُ ..
#يحيى_ذياب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟