غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 15:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وعن الانـشـقـاق...والـمـنـشـقـيـن
رســالة إلى صديق متسائل
بعد خمسين سنة من هذا الحكم الذي لم تــر له سوريا مثيلا خلال قرون من تاريخها..هل تستغرب من هذه الرياضة القومية العجيبة الغريبة التي يسميها العالم المتحضر خــيــانــة؟؟؟... وماذا تـنـتـظـر أن تفرخ هذه الجينات التي ترعرعت على عفن الدولار والمصلحية والفساد وبيع الوطن بنكلة, غير ما يصيبنا من هذا البغاء المحلي الذي أصبح عادة سورية, نستغرب عكسها واعتدنا عليها... من الطبيعي أن ينشق هؤلاء الذين لم يعرفوا سوى ســرطان الفساد... لينشقوا...لينشقوا واحد تلو الآخر...هكذا قد تعود لهذا البلد الطيب نظافة الهواء... ويعود لـه قليل من الأوكسيجين النقي!!!...
أنظر إلى تاريخ هذا البلد الحزين خلال الخمسين سنة الماضية. ألا ترى أن غالب من طبلوا وزمروا لهذا النظام ورقصوا وهللوا وهتفوا بأعراسه.. وخاصة انتفخوا من فتات بقايا موائده (بالملايين والمليارات)..هم الذين غادروا السفينة حاملين أعلام القرصنة والانشقاق, قبل صغار البحارة الذين عانوا أياما وأياما من الجوع والحرمان والعطش... كل هذا يذكرني دائما بقول البطل الثوري الفريد الوحيد تشي غيفارا حين يقول : من يسرق بيت والده ليعطي لـلـص.. فلا والده يسامحه ولا اللص يكافئه!!!.........
كل ما يحدث في بلد مولدي اليوم, شــعـرت بـه وتحضرت لـه... حتى أن تسمية متشائم إيجابي كانت ترافق كل كتاباتي. مما دعا العديد من أصدقائي للتساؤل عن هذه التسمية والاعتراض عليها. لأنها تثبط العزائم, حسب تحليلاتهم. ولكنني شددت على تشاؤمي الإيجابي في الرؤيا والتحليل عما يجري ويحدث في البلد... وهذا ما حدث ويحدث على أرض الواقع...خـراب ومـوت..وموت وخراب كل يوم.. كل يوم!!!
وكل رابح خـاســـر... حيث أن سوريا تتفتت وتتهدم...والذئاب الهائجة من حولها تحوم وتحوم وتشحذ أنيابها... وشــر البلايا القادمة تنتظرنا...وآلاف القتلة المحترفين يصولون ويجولون على أراضيها عناتر الجهاد تنتظرهم حوريات الجنة الموعودة... هل تتصورون أن يصل هؤلاء إلى السلطة في هذا البلد الذي علم الأبجدية للعالم كله, ونشر آثاره وتاريخه في أسس حضارات الدنيا, والذي قال عنه اسكندر المقدوني : لكل رجل حـر في العالم وطنان.. البلد الذي ولد فيه وســـوريــا!!!...
إلى قارئات وقراء هذا الموقع أصدق تحية مهذبة.. حـزيـنـة,
غـسـان صـابـور ـ لـيون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟