خالد قنوت
الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 12:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت خدمتي في مطار عسكري قريب من حمص و كان يحوي المطار فقط طائرات ميغ 21 و هي طائرات خارج الخدمة السوفيتية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية و لكنها استخدمت في عدة حروب منها حرب تشرين 1973 كانت معقولة الأداء أمام طائرات الفانتوم الاسرائيلية و لكنها كانت عديمة الفائدة في حرب لبنان 1982 أمام طائرات إف 15 حيث إضافة لخسارة منصات الصواريخ سام المكشوفة أمام التكنولوجيا الأمريكية الاسرائيلية خسر سلاح الجو السوري أكثر من 80 طائرة ميغ 21. قال لي أحد الطيارين الشجعان أنهم كانوا يتساقطون دون أن يروا الطيران المعادي و كانت التشويش الالكتروني يصيبهم بالغثيان خلال الطلعات الجوية حتى أن بعضهم كانت إذناه تنزفان عندما عاد للمطار و مع ذلك لم نجد جواباً لإصرار حافظ الأسد على نقل سلاح مكشوف و قديم إلى ساحة معركة خاسرة يتمتع بها العدو بكل أسباب الانتصار و تدمير الحالة النفسية للمقاتل السوري سليل حرب تشرين آنذاك. ليس الموضوع هنا, فقد كانت تعجبي و حيرتي من الاحتفاظ بكل هذه الطائرات المتخلفة فنياً و تكنولوجياً طراز ميغ 21 و الاحتفاظ بكوادر و طياريين و تكاليف صيانة و تدريب يومي غير ذات فعالية في أي حرب من المفترض قادمة لتحرير الأراضي السورية و الدفاع عن تراب الوطن من الطامعين. سألت العديد من الأصدقاء الطيارين الذين أفتخر بشجاعتهم و بوطنيتهم لم أحصل على جواب شافِ فهم لا يعرفون الجواب و ربما لا يستطيعون أن يسألوا مثل هذا السؤال. لكني عندما سمعت بأن طائرات ميغ 21 تضرب بعض المناطق الثائرة و بالأخض في حلب عرفت الجواب بعد ثلاثين عاماُ على خدمتي العسكرية. فلقد كان من الواجب الحفاظ على مثل هذه الطائرات للدفاع عن النظام أمام ثورة الشعب و ليس لحماية الوطن و الشعب من الأعداء الذين يحلقون بطائراتهم فوق القصور الجمهورية بكل أمان و راحة.
#خالد_قنوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟