أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حتى لا يأتي -الربيع العربي- بمزيدٍ من التجزئة والانقسام!














المزيد.....

حتى لا يأتي -الربيع العربي- بمزيدٍ من التجزئة والانقسام!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
"حقُّ الأُمم (والشعوب) في تقرير مصيرها" هو أمْرٌ لا ريب في شرعيته الدولية؛ وكان رئيس الولايات المتحدة ويلسون هو الذي ابتدع هذا المصطلح بعد الحرب العالمية الأولى؛ وقد اتُّخِذَ هذا المبدأ أساس (من أُسُس) معاهدة فرساي التي وقَّعتها الدولة المتقاتلة في تلك الحرب.
والمعنى التاريخي لهذا الحق، أو المبدأ، هو "الانفصال (الاستقلال)"؛ فكل أُمَّة مستعمَرة أُقِرَّ (دولياً) بحقِّها في الانفصال (الاستقلال) عن الدولة المستعمِرة، وفي أنْ تؤسِّس لها، من ثمَّ، دولتها القومية.
وأطْلَقَ الأخذ بهذا المبدأ جدلاً واسعاً، مداره تعريف "الأُمَّة"؛ وما زِلْنا نَذْكُر الجدل بين الستالينيين العرب في شأن "هل العرب جماعة يمكن أنْ يشملها تعريف الأُمَّة" الذي أبدعه ستالين، والذي لتهافُت المنطق فيه استنتج الستالينيون العرب، أو قرَّروا، أنَّ العرب ليسوا (من "الوجهة العلمية") بـ "أُمَّة"، وأنَّهم، في أحسن الأحوال، يمكن أنْ يكونوا "أُمَّة قيد التكوين".
ولقد فَضَّلْتُ، في هذا الجدل، "مثالية" كاوتسكي على "ميتافيزيقية" ستالين؛ وكان كاوتسكي قد غرس وجود "الأُمَّة" في "الشعور"، قائلاً إنَّ الأُمَّة هي كل جماعة تَتَّحِد لغوياً وثقافياً، ولها تاريخ واحد، وتراث واحد، ويشعر أبناؤها بالانتماء إلى أُمَّة واحدة، وإنْ لم يتهيأ لها بعد "الأساس الاقتصادي" لوحدتها في دولة قومية واحدة.
أمَّا ما ذَكَّرني بها الجدل، وحَمَلَني على التذكير به الآن، فهو تعاظُم مخاطِر الانقسام والتجزئة التي تُحْدِق بكثيرٍ من الدول العربية، وفي مناخ "الربيع العربي"، الذي هو في جوهره وأساسه ثورة للشعوب العربية من أجل نَيْل "الدولة المدنية الديمقراطية".
قبل "الربيع العربي"، تأكَّد لنا، وثَبُت، أنَّ الدَّعوة إلى "الدولة العربية القومية الواحدة (ولو في شكلها الفدرالي)" قد أصبحت أثراً بعد عين، وبدا المستمسكون بها طوباويين حالمين مثاليين، وبدا، أيضاً، أنَّ قَدَر "الأُمَّة الواحدة" أنْ تظلَّ مجزَّأة، وأنْ تظلَّ كل "شظية" منها على هيئة "دولة".
ومع حلول "الربيع العربي"، بدا لنا أنَّ كل "شظية" هي الواحد الذي شرع يتعدَّد، أو يمكن أنْ يتعدَّد؛ وكأنَّ "حق تقرير المصير" يشمل، أو يوشك أنْ يشمل، الجماعات دون القومية، كـ "الطوائف الدينية".
وإنِّي لأتَّهِم كل نظام حكم عربي دكتاتوري شمولي (فردي، عائلي، فئوي) بارتكاب هذه "الجريمة" في حقِّ شعبه ومجتمعه، وفي حقِّ أُمَّته؛ فهو لم يفعل إلاَّ كل ما وسَّع وعمَّق تجزئة الأُمَّة الواحدة؛ أمَّا "دولته" فلم تَعْرِف من طرائق وأساليب الحكم إلاَّ ما جَعَل المجتمع على هيئة قبائل متناحرة، وإنْ ظلَّ تناحرها زمناً طويلاً كجمرٍ تحت الرماد.
لقد تكاثرت الانتماءات والهويات الصغيرة الضيِّقة؛ ولم يكن ممكناً غير ذلك في دولٍ لم تَعْرِف شيئاً من الحياة الديمقراطية بأوجهها كافة، وأظهرت عجزاً متزايداً عن التنمية الاقتصادية والصناعية بما يسمح باندماج الجماعات دون القومية، كالطوائف الدينية والقبائل.
إنَّ التحدِّي الأعظم الذي تُواجهه شعوبنا ومجتمعاتنا في ربيعها الثوري الديمقراطي هو التأسيس لدولة مدنية ديمقراطية، يتضاءل فيها وزن الدافع لدى كل مواطِن إلى الاحتماء بعصبية ما، وإلى أنْ يعي وجوده ومصالحه وحقوقه بالطائفة الدينية، وبأشباهها من الانتماءات والهويات الصغيرة الضيِّقة، وتُوجَّه فيها التنمية الاقتصادية والصناعية بما يسمح بمزيدٍ من الاندماج بين الجماعات الدينية والقبلية، وبتغليب كفَّة الاتِّحاد على كفَّة الانفصال، وكفَّة العيش المشترَك على كفَّة الاقتتال.
ولن يحرز "الربيع العربي" نصره النهائي والعظيم إلاَّ بالوحدة الديمقراطية لكل دولة عربية، وبجعل هذه الوحدة طريقاً إلى الوحدة القومية العربية؛ فإطاحة كل نظام حكم عربي دكتاتوري شمولي يجب أنْ تكون المَدْخَل إلى هذا الإنجاز وذاك.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لتركيا مصلحة الآن في لعب -الورقة الكردية-؟
- -الثقب الأسود- في تفسير آخر!
- متى نشفى من -تَدْيين- صراعنا الواقعي؟!
- حتى لا نَحْفُر بأيدينا قَبْراً ل -الربيع العربي-!
- رؤية صالحي!
- عندما يَشْتَغِل -القطاع الخاص- بالصحافة!
- لن يَشْمَلَ إسرائيل ب -شمشونيته-!
- والَّذين هُمْ باللَّغْوِ مُشْتَغِلون!
- نظام الحُكْم الكيميائي!
- هذا الخلل في -طريقة التفكير-!
- كيف نفهم الموقف السعودي من الثورة السورية؟
- -الولاء اليساري- للحُكْم السوري!
- قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!
- حديث -المؤامرة-!
- في -البيروقراطية-!
- .. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!
- -وابشَّاراه-!
- مصر.. أهي -ولاية الفقيه الدستوري-؟!
- بشار الذي يحبه شعبه!
- نتحاوَر وكأنَّ الرُّعونة حوار!


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حتى لا يأتي -الربيع العربي- بمزيدٍ من التجزئة والانقسام!