حميد المصباحي
الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 22:18
المحور:
الادب والفن
كان ممددا على مقاعد القطار,يتفحص الجريدة بنظرات الباحث,المتمعن في الوقائع والعبارات,توقف القطار,فإذا بامرة في عقدها الرابع,تحرجه بالوقوف أمامه,ليجلس معتدلا ويترك لها المقعد لتجلس,كانت غاضبة,حانقة,لم تقو على تذويب دموعها في مقلتيها فانسابت على الخدين,حزنا وحسرة,لم يتمالك نفسه فسألها بفضول المثقفين.
_مابك سيدتي,هل أستطيع المساعدة؟
_لا..إنها متاعب الحياة ,فزوجي,لم يعد يكتفي بشتمي,بل صار يهددني بقبضته,وكاد اليومي يلطمني,فهربت وتركت له البيت
_إنها ذهنية العنف,والإعتقاد بدونية المرأة,هذا موروث قديم,لم يستطع الإنسان العربي التغلب عليه,رغم كل مجهودات المثقفين والإعلام,كأننا في عالمنا معزولون عن الحضارة الإنسانية,التي كنا نحن من وضع صرحها الأول,لكننا لم نعرف كيف نحافظ عليها,فالموقف من المرأة تعبير عن تخلف مجتمعاتنا وربما حتى ثقافتنا.
سيدي...أريد فقط.... قاطعها معتذرا
...._اسمحي لي بكلمة أخيرة,أنا لا ألوم الرجل العربي وحده,بل حتى المرأة العربية تتحمل المسؤولية في صمتها على ما تتعرض له,كان عليها أن تحسن الإختيار,أو على الأقل لاتقبل الإهانة وتطلب الطلاق والإنفصال وتوقف زوجها أمام المحاكم.
توقف القطار أو كاد,وقفت السيدة,اعتذرت وقبل أن تنسحب قالت
_سيدي,كنت أريد أن أقول لك أن زوجي فرنسي,وأنا أقيم معه في باريس.
#حميد_المصباحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟