الملف الايراني مرة اخرى

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 21:16
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

باختصار شديد :شددت امريكا قبضتها على الملف الايراني ,وأقرت حزمة اخرى من الاجراءات العقابية على ايران تطال كل شيء بما يمس عيش الانسان وقدرته على البقاء .دون اكتراث بما يعرف بحقوق الانسان.
فهي قد حاصرت الدولة بحيث تفقد القدرة على تسيير شؤون حياة المواطنين وتأمين سبل العيش لهم ,وبما يقيد كثيرا عمليتي الانتاج والتوزيع الضروريتان جدا لسير الحياة للمواطن الايراني ,الانسان الايراني .
وقد طالت الاجراءات:
تصدير النفط ,بل كل ما من شأنه ان يؤمن انتاج وتصدير النفط ومشتقاته .
التواصل المالي مع دول العالم,بما يحرم ايران من 80 في المئة من مواردها من العملة الصعبة
,بما يصعب عمليتي الاستيراد والتصدير .
وبما يصعب تأمين المواد الضرورية لحياة السكان .
" أن التشريع عند إضافته إلي العقوبات الأمريكية الحالية "يمثل أقوى مجموعة من العقوبات لعزل أي دولة في العالم في زمن السلم."
فقد طالت العقوبات كل من يتعامل مع ايران في الشؤون التي اقرها الكونجرس وابرمها الرئيس اوباما ,بما في ذلك الشحن والتحميل والتنزيل والتأمين على الشحنات المنقولة ,والبنوك والمصارف التي يمكن ان تتعامل مع المؤسسات الايرانية .وكل تعامل اقتصادي ,بالاضافة الى كل تعامل يتعلق بتخصيب اليورانيوم ومجال الذرة .
ان القرارات الامريكية وقد اتخذتها في مؤسستها السيادية الخاصة ,تصبح نافذة المفعول من قبل اصطفاف الدول الغربية ,والدول الاتباع للغرب الاستعماري .
ان المؤسسة الامريكية التي تتخذ القرار ,انما تتخذه كما لو كان نيابة عن كل حلفها واصطفافها في المحافل الدولية .كما لو كانت قرارات مؤسسة دولية او نيابة عنها .
ان تعميق عملية الخنق لايران ,هي ارتباطا بمشروع ايران النووي ,وهي كذلك ارتباطا بما يجري في سوريا وتهديدا لكليهما معا .
واذا كانت امريكا وحلفائها يقامرون بالوقت وما تفعله الاجراءات عبر الزمن في ايران فهم كذلك يستغلون الزمن لتفعل المفاعيل السورية فعلها في تجويف وتدمير سوريا من الداخل .
لقد شاهدنا الحراك الجماهيري في ايران قبل فترة حيث كان شديدا وعنيفا وقد تمت السيطرة عليه .
واظن ان امريكا سوف تراهن على مثل هذا الحراك مرة اخرى بعد ان تفعل الاجراءات فعلها وهي تفعل .
كما انها سوف تراهن على التنسيق الامني والتعاون الامني الدولي ضدها كما تعاون الشرائح والفئات الايرانية المنشقة كما حصل في العراق وليبيا وكما يحصل في سوريا اليوم
فيظل الامر مرهونا بقدرة ايران على الصمود والتماسك الداخلي حفاظا على المجتمع الايراني ومقدراته الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والامنية.
ان امريكا وحلفها يتقصدون ايرانى لتدميرها كما حصل في العراق .واظن انهم لن يقنعوا بما دون ذلك لو استطاعوا .
وستكون ايران وحيدة كما كانت العراق وحيدة ,ودفاعها عن نفسها فقط هو الذي يحميها من الدمار .
ان الصين وروسيا سيعارضان ضرب ايران كما سيعارضان ضرب سوريا ,ولكن لا يستطيع احد بالتكهن الى اية درجة سينجحان في الحيلولة دون دمار أي منهما .

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات