أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - ازاحة الفاصل - عراقيون















المزيد.....


ازاحة الفاصل - عراقيون


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 10:44
المحور: الادب والفن
    


انزوي في قاع ذاتي
اشردُ بعيداً عن ستائرَ تُحجّبُ عفّة السماء
أفيقُ ! فعقب سيكارتي يشعل أطراف اصابعي
هل سأكتب لألملم بقايا الرماد من الشوارع ؟
ام سأحتفي بالذي لايأتي واختزل الانتظار
جسدي تعبث باسراره رياح الاحاسيس-
غرائزه تراود عنفوانه عن عمق معناه
يلتصق برغباته كي ينطفي
ينثر رماده على المدى فضاء
فتستفيق النيازك تّراقص عارية
في سرير من غبش متوارٍ من شدة الصفاء
الظلال : كآبة الآفاق
الرغبة : تشابه الخيبات
اللغة : تحرر من النسيان
اذن فاللغة ظلال الرغبة
والكون افق من النسيان
وكلما تتسع دوائر الخوف
تزاحمنا في مواقعنا التي من جليد
وتزيحنا نحو لغم الاحتمال
وكلما تضيق
تعيدنا الى مركزها الدوامة
حريتنا اختناق الاقاصي
واختناقنا حرية ابعد من الاسباب
وموتنا حكاية تبدأ بالاجحاف
وتنتهي بالثناء علينا
يالعنة الجسد المتاهة -
تنحت بركانا من الغياب في جثة
وهل سيفضي لشيء ؟
هذا الوقت المحاصر معي
بين ستة جدران
وباب يتارجح سكران
في غير ان نقتسم اريكته معا
فالمساءات لم تعد مسافات
والرجال في بطون الارائك اكثر من شخوص
يجهلون الطريق الى النعاس
فيرشدون النوافذ لفضلات الضوء
المتخلفة من وليمة الاغصان
ليبقوا جائعين هناك
في بطون الارائك يمضغون الزمان
سأشعل سيكارة اخرى إذاً
لأشع متوّجاً بحريقي
او اراني شاحبا خلل الدخان
احادثُ الهواءَ عن رفاهية اليعاسيب
وسأضع نظارتي
لأرى جارتي المكتنزة
التي نفقت في ريجيم احلامها منذ عامين
تطل من النافذة وترمي لي بالفتات من ابتساماتها
فلا احلام مغرية بلا نظارات تكفي
للتضييق على الوقت ومزاحمة الامداء
حين تكون وقفا على اشياء اخرى
ليس من بينها نحن
اعني الشذّاذ الغرباء 0
فهاهنا آخر الليل كأول الصباح
كأس تنشف ودم يضلّ الطريق الى الحانات
سكارى يلملمون اطرافهم باتجاه البيوت
غرباء ينادمون اشباههم تحت مصابيح خرساء
ضياء ثقيل منجمد على الرصيف
هواء تدغدغ سكاكين وحشته الوجنات
وواقع من غباء المفارقات
لعب لاسقاط المعنى على فسحة حب قديم
لاستعادة الخطايا من مغاور الوعي
وعرضها على الهواء والكائنات
فاللاوعي يتشبث بتلابيب الكيفية
كخشبة خلاص من فلين
بينما الوعي دليل التائهين 0
ولنا اسباب لاتشمل الذوات
توقعات لتحديد الاوجاع
بلوّرة ناقصة للمقومات
ممارسات رغبة ساخنة
اشلاء الاتجاهات غير المتجهة
عفونة التغيير حين لايحصل
كينونة ينقصها الراهن
اقتراح الظاهر
اهدار جغرافية الباطن
تهميش الحال المحددة
وتحديد الهامش
ازاحة الفاصل
مغايرة الانحاء في هندسة العزلة
رأسي ليست في المركز
الاوتوبيس في النافذة
الطاولة على السرير
الهواء في عطلة
وايام الاسبوع
نفايات التمرين اليومي على الورق
عمال البلدية من تراب
والشرطة تطارد ابن عربي في شوارع ستوكهولم0
ازاحة الفاصل
يمسخ الضياء لون الطلاء
مغايرة الاشياء في هندسة العزلة
للابقاء على حدود الدهشة
حجارة تتسلق الاشجار
سحب تنقصها النظافة
علب سردين فائضة عن الحاجة
آلة طابعة على درجة كبيرة من الغباء
صديق يخطيء العنوان اكثر من مرة
اطفال علمهم الخجلٌ اللغات
لسان لايشارف الطابق الثالث
يقظة لم تنم طويلا
شمس تهجر الاشجار
وتهرول باتجاه الكراج
حذاء انيق لنزهة الوقت
بصحبة راينار ماريا ريلكه
اورفيوس ينادم الهذيان في رسائل لاتصل
التذكار في بقجة الحمام
الراشونة لسرقة الصابون
والغرباء يخافون الغربان
القميص الواسع لايناسبني
فلم تُخطهُ إبرة التجربة
والايماءة لاتفهم مغزاها الريح
الحاضر مؤقت يتمادى في الكينونة
لامتسع في قلب القرابين لهيكل آخر
العراق لايشارك احدا بكناياته
عدا جورٍ روّته الدماء
تنحى تاركاً ثقباً في جبين اللغة
بعد ان حذف نهريه من النص
باحثا عن مفردة بالاجنبية تعادل الغياب
رنكبي ...رنكبي
رنكبي اذن *
غجر في ماء الورد
افغان في مصاحف الاتهام
سريان في كراسي الاعتراف
هنود لايرفقون بغاندي
جنوبيون من اقصى سماء
كرد يقرفصون بين قدمي الله
يسألونه التوبة عن ذنوب لم يقترفوها
ويرفعون الجبال بين يديه خياما
حين يبرحون ديارهم
أرمنٌ يترصدهم أمرٌ لاينتبهون اليه
شآميون بين حين وحين أو لا حين
أفارقة من ظلامة الكون وايدز القارات
عراقيون بين احتمالين
عراقيون في مهب التوقعات
او عراقيون بلا جدوى
يعطون لقطرة الماء وقتاً
كي تسوّي جبلاً بالارض
عراقيون في البدء / عراقيون بعد فوات الاوان
موت بصوت وصورة
عواطف اقوى من زمام الكلام
هل كانوا حقا...... ؟
عراقيون لالقاء التحايا الطويلة
ومعاشرة البق في المحطات
تبغ الاغاثة من دون اسم
ولذا يمنع التدخين هنا
كما يمنع الشهيق هناك
وبعد انتصاف الليل تحتدم المعاني
فينتسبون لهامش الدخان0
ازاحة الفاصل
هواء يكيل لنا الكدمات الزرقاء
مغايرة الحالات بمثيلاتها
الثوار بحاجة الى صفاء ذهن
والبندقية تريد ان تلعلع
التلاميذ في شهية للصمت
ماذا سيفعلون باصابعهم؟
فائض في انتاج الارق
سوء في توزيع البطانيات
البرد في قشعريرة الجدار
ترقّصه نافذة مثلومة
والارق لايعني شيئا
سوى امل طويل
وفجر بالمرصاد 0
ازاحة الفاصل
في المراهنة على المتاهة
البداية واحدة فالهامش ضيق
والنهايات لاتتشابه
تتشعب الشرايين جرّاء خصوماتها
في البداية انت اشهر من ان تعرّف
وفي النهاية ظل لبركة دم0
ازاحة الفاصل
موهبة في تحنيط الوقت
رجل بساق واحدة
تقوده امرأة ثملة
حتى مسقط راسه
ادردٌ يلاسن مومساً في محلة الذهب
اعورُ يقود دراجة
اصلع يدرب الرقص على الجليد
عميان يحرسون المرمى
عراقيون بين احتمالين
كانشداد رصاصة المعنى
او التواء حبل المشنقة
وجارنا المقدام! / رئيس فرقة الاعدام / مصاب بالعجزالجنسي التام / عارٍ تحت الشمس/ بكرش كبيرة رجراجة / ومؤخرة ناصعة/ بائنُ نصفها الاعلى على الدوام / يعتني بزهور منزله كي يتباهى / بينما زوجته الصبية قابعة تحت مظلتها / تستمني بعشرها / ولا يراها)000
!ولايكف عن مراقبتنا ونعتنا بأعضاء
فهل كنا فزاعة الورد في حديقة الدماء ؟
عراقيون في انتهار الغرائز
عراقيون في بذخ اشباق الطغاة
عراقيون في عطل القلب
وفي نزيف الدماغ
عراقيون في ابتكار اللعنات
عراقيون يجمعهم شتات0
ازاحة الفاصل
الحصانة تئد الرغبات
خوف المسافة بحاجة لليل تضيؤه الطلقات
فالصبح ليل شاحب
لاتعيد عافيته اليه سوى القهوة
ومزيدا من الكونياك
ليثمل العالم من فيضاناتنا
عراقيون في البكاء عند السكر
وفي الشجار عند العتاب
عراقيون في وجع الاهواء
عراقيون في تعدد الاسماء
عراقيون في الخطو على الماء
عراقيون من نطف مخيفة
عراقيون في معصية الخليفة
عراقيون في هفوات الهواء
واشتباك روائح الفناء
في شدة التوازن فوق حدّ السيف
في انتباهة المفزوعين بغيبوبة السياط
وفي السخرية من بريق القذائف 0
عراقيون في فسيفساء الاضرحة
وفي تبتل الحانات
في الموت المبكر
واستمالة الطعنات بالطعنات
عراقيون في ذروة الحب
عراقيون عند اشتداد الكراهية
عراقيون لو حاز الهوى قِدماً....لكانوا صفوة الخلق بمملكة الهوى
قدّوا من قميص البعد اشرعةً.....وتلاقفوا نيزك الاشواق حيث هوى
يسقون بالخلجات ماشح فيهمُ ....ويبذرون الوصل إذ حصدوا النوى
عراقيون في اول الدنيا
عراقيون في آخر الاخبار
جملة اشياء تتوارى
قاعٌ يبتلع التيار
حروف شمع ٍ في متاحف الغبار
ياءٌ مشغولة بالرحيل
واوٌ جاءت عليها الممحاة
نونُ جمع ٍ خارج الحاشية
والباقي عراق 0


ســـلام صــــادق
1998

احدى ضواحي العاصمة ستوكهولم تشتهر بخليطها الاثني والثقافي من الاقليات المهاجرة 0 *



#سلام_صادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث قصائد
- رياضة يومية
- في ثقافة اليسار : الابداع والحرية الفردية
- *الاعلام بين نارين : العولمة والانظمة الشمولية
- ونحن كل هذا وذاك : خيط دم من رئة السياب يمتد على طول الشفق ، ...
- في تأبين الاديبة السويدية سارة ليدمان
- قصيدتان
- التماثيل تتجول ليلاً في حدائق المستشفيات
- أذكر ان امرأة تمردت على الوحش فتغمدها الاله بالرحمة
- ذوبانات بفعل شموس قديمة
- في سلوكية اليمين الامريكي المتطرف - سلالة بوش .. وسياسة الحر ...
- احتجاجا على مايجري أراك واضحة كامرأة ليست في مرآة


المزيد.....




- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)
- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - ازاحة الفاصل - عراقيون