حميد المصباحي
الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 23:12
المحور:
الادب والفن
بدا عبد الهادي مهموما وهو يطلب منزوجته تأخير وجبة الغداء,لم تسأله عن السبب,فنادرا ما تشارك فيما يدور بين أفراد عائلتها من أحاديث المتعلمين,أما هي,فلم تدخل المدرسة إلا أياما معدودة حين كانت لاتزال طفلة,تحلق الأبناء حول أبيهم وهمساتهم تتعالى,لتتلوها ابتسامات متبادلة,قال خليل وه أكبره لأخته
_لاشك أن الوالد يريد الزواج من امرأة ثانية,قد جمعنا ليخبرنا بذلك
_هل يمكن أن يفعل ذلك؟
_أنا أتوقع ما هو أدهى,فلطالما اشتكى من جهل أمنا التي لاتجيد إلا طهي الطعام
فجأة قال عبد الهادي مخاطبا أبناءه وكأنه في مهرجان
_اسمعوني جيدا,ابتداء من اليوم,تجنبوا الإساءة إلى الناس,احترموهم ما أمكن,لا تتأخروا خارج البيت,وأنت يا خليل ابتعد عن حانات الخمر قليلا,باختصار كونوا متخلقين,هذا كل ما أطلبه منكم
ما أن أنهى حديثه حتى وضعت الأم الأطباق على المائدة مبتهجة بنصائح زوجها الذي تدعو له في كل صلواتها بالهداية والتواب,كم انتظرت هذا اليومووتوقعت ذهابه إلى المسجد كأقرانه من الرجال.ما أن خرج حتى قالت لأبنائها
_ألم أخبركم بأن أباكم سيهديه الله,ها هو قد تاب,الحمد لله الذي استجاب لدعائي
في المساء عاد عبد الهادي إلى البيت متأخرا وهو يهتف
_اسهروا كما تشاؤون,عودو متى شئتم,لا خوف ولا خجل,تصرفوا كما تشاؤون.
استيقظ من كان نائما,اقتربت آمنة من زوجها الذي تطايرت رائحة الخمر من فيه ثم سألت باندهاش ابنها الأكبر
_ماذا حدث,أوصاكم خيرا بالنهار,وعاد مخمورا بالليل؟؟
ابتسم خليل في وجه أمه وأجاب
_لقد اعتقد أن الحزب سيرشحه في الإنتخابات,لكنهم اختاروا غيره,فعاد إلى ما كان عليه.
07_09_1996
#حميد_المصباحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟