[ القصيدة الجاهلية في مواجهة أزمة الجوع 1 : في المنهج ]

أيوب بن حكيم

الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 20:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الانقطاعُ عن تراِثنا من سبيل المُحال، لكون أنَّ هناك أجزاءً منه تعيش فينا،و التراث لا يظهر إلا بنصوص منقولة، لكن أيَّ رجوع إلى هذه النصوص ليس عودة زمنية صرفا لتلقفِ ما نظنهُ حقيقة ً تاريخية ًأحاديةَ الاِنفهام ؛ بل من أجل تصور أن القدامى اِمتلكوا لحظتهم التاريخية، و أن معاصرتـَهم لنصوصِهم و فهمَها ما هي إلا لمعة ِامتلكوها وليس بقرة ً يجب تقديسُها، مع ذلك نادت المقالة ـ بوصفها اِنوجادا جديدا للنصوص المساءلة ـ على نصوص عند "اِبن رشيق" و" الجرجاني" و"قدامة" و "ِابن سلام" و "أبي تمام" و "ِابن منظور"و "الجرجاني" من أجل تأثيل بعض المصطلحات والأفكار و شرعنتها، كما نادت المقالة على نصوص مقدسة من القرآن الكريم والتوراة و الملاحم و الأساطير الشرقية.
في نفس الآن ؛ لم يكن بالإمكان تفادي مفهوم المثاقفة بوصف تاريخ الأفكار تاريخ هجرة لا تاريخ إقامة* ، بالمناداة على نظرية الاِنزياح عند "جان كوهن" مما امتلكناه و تمثلناه من أدوات تفسيرية عند " الأسلوبيين البنيويين ".
ولكي نفتح القصيدة على محيطها التاريخي والجغرافي والاِجتماعي، وكذلك فتحها على محيطنا الزمني كان لازما علينا تمثل مفهومي "المفهوم "و "التَّكرار"عند " دولوز"، و مفهومي" المسكوت عنه" و" فضح الخطاب" عند" فوكو"، و مفاهيم" الإرجاء" و "التكرارية" و "الهامش" و "العلية"و "الإحالة " عند دريدا، و مفهومي " الوعي" و"الشعور" في الفينومينولوجيا[1] ، ومفهوم" الرأسمال الرمزي" عند" بورديو"، وكذلك مفهوم "اللاتناسب" و"الوقع" لدى " إيزر" ومفهوم" الرؤيا للعالم" عند"غولدمان" و تمثل إجراءاتِه بالتقطيع والتطابق والفهم والتفسير بتصور العلاقات الدياليكتية بين الذات والواقع الإبداعي والواقع الخارجي[2] ، فمحاولة تمثل قراءات "علي حرب" و اِستراتجياته وندائه بمفهوم القراءة المثلثة، وكذا تمثل إجراءات الجابري الثلاثة[3] .
الشعر مفخرة العرب ومنتهى بيانهم ومحتوى أيامهم، فإن كان الشعر عند اليونانيين لـ "تقييد العلوم التي يُخشى ذهابُها، فكيف ظنكَ بالعرب الذي هو فخرها العظيم وقسطاسها المستقيم"[4] ، فما الفرق الجوهري بين النثر والشعر؟ وهل يستطيع النثر تقييد المآثر في المرحلة الشفوية عند عرب ما قبل البعثة ؟ هل كان العربي القديم جوادا مؤثرا محبا للخير أم أن شعره كان حلما بـ"يوتوبيا" لم تتحقق على أرض الواقع ؟ هل كانت حياة ما قبل البعثة حياة حلول فردية أم جماعية ؟ وماهي وظيفة القصيدة العربية بوصفها تنظيما وزنيا في إنقاذ العرب عبر الحث على الفضيلة وتنظيم الحياة وتسجيل المكارم ؟ و مهما كانت الإجابة ، ما الذي سنستفيده فنيا و جماليا و تربويا ؟

ـ هوامش :

* ـ انظر في مفهوم المثاقفة "محمد لطفي اليوسفي"،فتنة المتخيل ج 1 ـ الكتابة و نداء الأقاصي ، المقدمة .
1 ـ الفينومينولوجيا أو "علم الظاهرة" أو "الظاهراتية "، فلسفة القرن العشرين بامتياز،و هي فلسفة و علم يقوم على عالم الشعور من حيث كونه مضمونا و بناءً للأشياء،كما حاولت هذه الفلسفة تحويل الصور العقلية المحضة إلى قوالب للشعور تدخل بها إلى عالم الأنطولوجيا،يوصف "إدموند هوسرل" بكونه مؤسسا لهذه الفلسفة عن طريق مجموعة من الدراسات أبرزها محاضراته الشهيرة الموسومة بـ"فكرة الفينومينولوجيا" و "الظاهراتيات و أزمة العلوم الأوربية" و "المنطق الصوري" و "بحوث منطقية"،وتأثر به جل فلاسفة القرن العشرين كسارتر و ميرلوبونتي و هيدجر و دريدا ..إلخ .
2 ـ للمزيد بإمكانكم الرجوع إلى "سوسيولوجيا الأدب"،فصل "الغولدمانية" ص 21 وما بعدها .
3 ـ أنظر إستراتجياته بتفصيل في خاتمة " هكذا أقرأ ما بعد التفكيك" ومفهوم القراءة المثلثة في مقدمة "الممنوع والممتنع"، وإجراءات الجابري هي : أ ـ المعالجة البنيوية أي المعطى كما هو، ب ـ التحليل التاريخي في انتماء النص إلى مجاله التاريخي، ج ـ الطرح الأيديولوجي أي الوظيفة التي أداها النص داخل الحقل المعرفي الذي ينتمي إليه، التراث والحداثة ص 32 ومابعدها.
4 ـ العمدة 1/ 26.طبعة 1935 .

بتطوان العامرة ...يُـتبع .

#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات