أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد الحسيني العابد - أردوغان والضربة القاضية القادمة!















المزيد.....

أردوغان والضربة القاضية القادمة!


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أردوغان والضربة القاضية القادمة!

لقد سمعنا جميعا عمّا يجري شمال العراق وشمال سورية وقد أصبح الأمر ملحّا الى الدرجة التي تجعلنا نجفّف الحبر إلاّمن هذه المواضيع الخطيرة التي تلعب بها أيدي أقلّ ما يقال عنها أنّها خبيثة تنوي الخراب لمنطقتنا لا لشيء إلّا لأجل مصالح لا مشروعة، للولايات المتحدة في المنطقة وبمعيّتها كيان (إسرائيل)!
لقد شاهدنا الفخر الذي تزاحم به قناة الجزيرة القنوات الفضائيّة الأخرى، عندما أظهرت جماعات القاعدة المجرمة وهي تحمل رايات، شاهدناها من على الشاشات التلفزيونية من قبل، في أفغانستان وفي الفلوجة وفي الصومال وفي ليبيا وفي أماكن عديدة. تتجمّع هذه الجماعات المسلحة في مناطق شمال سورية وعلى الحدود السورية التركية. والعجيب في الأمرهذا الإنجرار العربي خلف سياسة هذا الأحمق التركي الذي وضع المنطقة وتركيا في كفّ غير أمينة من داخل تركيا ومن خارجها(الناتو وعملائه!) بوضعها الأمني والعسكري ناهيك عن الوضع الإقتصادي والسياسي.
لقد تعوّد اردوغان على الفشل في التفكير وفي التصرّف بل وحتى في التصريحات الرنّانة المضحكة (حينما هدّد قبل سنة بالتدخل العسكري في سورية مع عدد من الاحتمالات التي قدّرها وكانت هواء في شباك صيده الممزّقة أصلاً!!).
لقد أوصل مستشارو أردوغان تقاريرهم عن تدفّق المسلحين وخاصة من قاعدة شمال المغرب العربي ومن البلدان التي ذكرناها آنفاً! الى تركيا لشحنهم كخرفان العيد الى مناطق يحلم اردوغان في تحويلها الى ما يسميها مناطق آمنة! شمال سورية، لتكون منطقة إنطلاق لعمليات تسمح بدخول جحافل الناتو الى سورية بحجّة أو بأخرى. هكذا يحلم بليد السياسة التركية، تلك السياسة التي لم تشهد غبيا كهذا منذ أكثر من مئتي سنة!
إنّ التجمّع هذا مع التقارير الإستخبارية الأمريكية و(الإسرائيلية) في المناطق المحيطة أوهمت اردوغان الى أنّ النظام السوري يمكن أن يجري عليه سيناريو ليبي كالذي حصل! بينما تتدفّق هذه الجماعات الى المنطقة لتحوّل كلّ الوضع والتصدي، من عدو خارج الحدود الى أعداء جدد من الداخل ليسير على هذا النهج الكثير من المطايا بحجّة الصراع الطائفيّ لتحرير طائفة ما من حكم أخرى!! وإلقاء نظرة بسيطة على أوضاع العديد من الدول العربية الممولة لهذا الصراع تريك البلادة والغباء الذي وقع فيه من وقع!
والعجيب في هذا الوضع هو البيع المباشر لقضية الكرد على أيدي قيادات كردية إدّعوا يوما ما أنّهم مع القضية الكردية وحقّ تقرير المصير لهم. وهم الآن في دائرة تمزيق اللحمة والقضية الكردية.
نلاحظ التناقض الواضح في السياسات الإستراتيجية للكثير من القيادات الكردية في المنطقة حيث نرى السلوكيات العجيبة التي تقف ضدّ تصرفات حزب العمال الكردستاني، الميدانية من جهة ومن جهة أخرى تدّعي تخليص الكورد من قبضة الحكم السوري بعمليّات إستنزاف لا مبرّر لها ولا خدمة فيها للقضية الكردية التي يدّعي حمايتها! فبات يقف مع عدو القضية الكرديّة بليد السياسة التركية أردوغان بل ويتمسّح به! بحجّة ضرب عصفورين بحجر واحد! إغاضة حكومة المركز في بغداد من جهة لموقفها المعروف من سلوكياته في تهريب النفط ومحاولة قضم الأراضي شيئاً فشيئاً(لا غرابة في السير على نهج حلفائه في قضم الأراضي الفلسطينية شيئاً فشيئاً، فقد قيل: عن المرء لا تَسَلْ وسَلْ عن قرينه فكلّ قرين بالمقارن يقتدي). ونقول رغم الكثير من الأخطاء التي ترتكب من داخل الحكومة المركزيّة فالتصدّي لمشروع هذه القيادات مهم ولابدّ منه إن إستطاعت هذه الحكومة الإستمرار في هذا النهج الى مرحلة تغييرهذا السلوك. إنّ الأمر هنا يختلف لأنّنا نشير الى كلّ خطأ في حينه ومع من يعنيهم الأمر، وقد أشرنا الى أخطاء هذه الحكومة ونشير كلّما وسع المجال.
بعيدا عن أيّ تصور أو فكرة خاطئة عمّا نقول أقول أنّ لكلّ الشعوب حق تقرير المصير. والكرد هم في العراق وفي سورية وتركيا وفي ايران هم هم لا فرق في قوميتهم بين إقليم سياسيّ هنا أو هناك! لكن أن يهدد أردوغان حين ظهور حزب العمال ليضرب على أرضه، سيدفعه للتدخل في سورية، وسكوت قيادات كردية على هذا التهديد فهذا ما يبعث على العجب من هذه القيادات والسخرية من تهديد شمشون تركيا! حيث لا حقوق للكرد في تركيا! فكيف لبليد السياسة التركية أن يطالب بحقوق للكرد في سورية وكرد تركيا مظلومون مسحوقون!
لقد بيع الكرد الترك على ايدي من يسمّون أنفسهم بحماة القضية الكردية!! لأجل عيون كيان (إسرائيل!) والمدّ الأمني والإقتصادي الأمريكي وتدفّق النفط من كردستان العراق الى الخارج وتهريب الثروة العراقية وخلق الشرخ الكبير بين حلفاء الامس ليبقى العراق ممزّقاً لا ديمقراطية تحميه ولا هم يحزنون!!
ما الذي يكسبه من باع الكرد وقضيتهم، من تسليح ثقيل ومواجهة مع الداخل وهو يعرف يقينا ما الغاية من هذا التسليح!! لا أكثر من إبقاء العراق وسياساته ضعيفة على مستوى المنطقة، فكيف تحكم دولة فيها جيشان لا علاقة بينهما ولا علم واحدا يرفع على قطعاتهما ولاقيادة مشتركة توجههما فكيف تتحرّك قطعات في بلد بات فيه جيشان وسيادتان بل قل دولتان! لتنفّذ أمراً ما يتعلّق بسيادة البلد أو غير ذلك؟!
إنّ من يدّعي الحفاظ على القضية الكردية سينفّذ بالتأكيد أي أمر يتّفق مع مصالح أمريكا وكيان(إسرائيل!) الذي باع السيد المتحالف قضيته من أجل هذه العلاقات المشبوهة! أوليس هو القائل أنّه مستعد أن يتحالف مع الشيطان من أجل قضيته؟! ها هو باع القضية وتحالف مع الشياطين، فهنيئا للشياطين بحلف جديد!!
لقد قلناها أكثر من مرّة للشعوب أن تقرّر مصيرها بنفسها ولكن لا تقرّرها لها قيادات لا تريد لهذه الشعوب السلام والطمأنينة، وتزجّ شبابها في مشاكل خارج المنطقة وبسياسات تأتي على الشعوب بالمصائب كما فعل نظام الطاغية المقبور في حروبه السابقة في الداخل(ضدّ الأخوة الكرد في عموم كردستان والتي راح ضحيتها عشرات بل مئات الآلاف من الشهداء) وفي الخارج.
إنّ المعارضة الكردية في سورية مازالت في غير الموضع الذي تريده الفصائل (المعارضة)الأخرى! وهذا طبيعيّ فالهمّ غير الهمّ والهدف غير الهدف! ولكنّهم يعرفون يقينا ما لأردوغان(ومتحالفيه الجدد!) من مخطط يكونون فيه مطايا لا أكثر، لذلك تراهم يعملون خارج الدائرة المذكورة! من أجل قضيّتهم! وهنا ينبغي القول أنهم أدركوا اللعبة وأنّهم لا يمكن لهم الحصول على أي حقوق إلا في ظلّ دولة ديمقراطية لا سلفية كما يخطط لها أردوغان الذي يريد إعادة التجربة العثمانية سيئة الصيت!لتهضم حقّ الكرد كما هضمت حقّ الآخرين عبر الأزمان الماضية.
أردوغان هذا لايعرف القراءة السياسية الصحيحة والسبب هذا هو أحد الأسباب في نزول نسبة ثقة الترك فيه إلى %45 والنسبة قابلة للهبوط الكبير بعد النصر الذي من المتوقّع أن تحرزه سورية خلال الشهر أو الشهرين القادمين على جحافل المرتزقة السلفيين الممولين من مشايخ النفط مطايا المشروع الأمريكو صهيوني في المنطقة.
إنّ الترك لا يريدون للكرد الأنفصال فكيف يجمع هذا الهدف مع ما يخطط له أردوغان عبقري السياسة العثمانية الجديدة! الذي يصرّح (أنّ الدعوات الكردية الإنفصالية لن تمر بلا ردود أفعال)! يقول أحد الصحفيين المتابعين لسياسة أردوغان المضحكة(قبل شهرين قال اردوغان أنّ التدخل في سوريا يحتاج غطاء الناتو بعد تعثر غطاء مجلس الامن وارسل طائرته للتحرش فاسقطت سوريا الطائرة وقال الناتو لن نتدخل وصمت اردوغان)!
هنا يأتي صوت سوري قوي في حلب، سنسمعه في الأسابيع القادمة ليسكت مخططات أردوغان وساسون وسام ليحسم الامر بنسبته الكبيرة، حيث تكون الضربة هذه المرّة ضربة قاضية للسيد أردوغان ولحزبه الفاشل في مجمل خططه تجاه العرب وتجاه الجيران ومنهم الأكراد! لهذا يمكن أن يكون شهر رمضان شهر طمر التآمر الكبير لتنهض من جديد سورية بحلّة جديدة وديمقراطية يقررها أهل سورية(مع الكرد) لا غيرهم! وبنفس القيادة التي سعوا ويسعون للإنقضاض عليها وخاب ظنهم!
يبقى السؤال لمن تآمر على الكرد أنفسهم ماذا سيقول لو سارت الأمور بغير ما أراد أصحابه من الصهاينة!! سنرى وترون!
د.مؤيد الحسيني العابد



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل دخلنا المرحلة الاخيرة لحسم الاوضاع في سورية؟
- (مفاعل ديمونة) والوضع الجديد في المنطقة العربية الحلقة الثا ...
- التكامل المعرفي في فكر السيد الحيدري
- (مفاعل ديمونة) والوضع الجديد في المنطقة العربية الحلقة الأول ...
- النشاط النوويّ السوريّ بين الإتّهام والواقع 2
- النشاط النوويّ السوريّ بين الإتّهام والواقع (1)
- من مضحكات زماننا
- الكواركات والكون
- الروح والفيزياء وأشياء أخرى!
- محطّة كالهون فورت الكهرونوويّة الأمريكيّة
- الزلزال ومحطة فوكوشيما الكهرونوويّة اليابانيّة الحلقة الراب ...
- الصراع القادم ودور روسيا والصين والقوى الوطنيّة في المنطقة
- المثقفون وطوفان الثورات الشبابيّة!
- البيئة الفلسطينية ما بعد النكبة!
- الزلزال ومحطة فوكوشيما الكهرونوويّة اليابانية الحلقة الثالثة
- بين حرقين لكتاب الله الكريم! ومشروع التصدّي للفتنة!
- الزلزال ومحطة فوكوشيما الكهرونووية اليابانية الحلقة الثانية
- مجزرة البحرين..وفتاوى القرضاوي!
- الزلزال ومحطة مفاعل فوكوشيما الكهرونووية اليابانية- الحلقة ا ...
- أوراق ليبيّة من ذاكرة مؤجّلة! 2


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد الحسيني العابد - أردوغان والضربة القاضية القادمة!