|
خطوطات مادية نحو تفكيك الإيمان
هشام آدم
الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 14:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة يمكن تجاوزها: هذا المقال من وحي سلسلة من النقاشات المباشرة والجادة مع شخصية مسيحية أحترمها جدًا من دولة بنين في الغرب الأفريقي. تناولت هذه النقاشات مفهوم الإيمان وإمكانية/إستحالة أن يكون الإيمان موضوعًا ذهنيًا صرفًا، ولأن هذا النقاش تم على عدة محاور فإنه كوّن بالنسبة إلي نواة أساسية ومهمة لصياغة هذا المقال بعد أسلمتها طبعًا.
يعتقد كثير من المتدينين، وبعض الفلاسفة كذلك، أنه من الصعب التحقق من مسألة الإيمان، لأن خصوصيته تكمن في كون مصدره مجهولًا، ويقول بعض الفلاسفة كديكارت مثلًا (Descartes) إن الإيمان لا يخضع لأي منطق عقلي وإلا لم يعد إيمانًا، ويريد ديكارت بذلك أن يقول: إن الإيمان لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون موضوعًا عقليًا يمكن إخضاعه للفهم والإدراك الذهني، وبمعنى آخر أيضًا فإنه يرى أن الإيمان خارج تمامًا عن مجال التفكير الذهني الصرف. وهو تقريبًا الأمر نفسه الذي يقول به المتدينون المتأخرون (مع فارق الصياغة والعمق الفلسفي طبعًا) ويبررون به علاقتهم بالإله؛ إذ يزعمون بعدم إمكانية أن يفهم أي إنسان تلك العلاقة، لأنها في أصلها قائمة على اليقين والمعرفة القلبية، والقلب هنا بالتأكيد لا يقصد به العضو العضلي الذي يملك وظيفة بيولوجية محددة وهو ضخ الدم، ولكنهم يعتقدون بوجود قلب آخر في مكان ما من جسم الإنسان هو المختص بالعمليات الروحية أو الروحانية، كالإيمان واليقين الغيبي والخشوع وما إلى ذلك، ونلاحظ هنا أن مفهوم (اليقين "أو الإيمان" القلبي) يعادل مفهوم (اليقين "أو الإيمان" الغيبي) وهو ما نجده متكرًا في القرآن (كتاب المسلمين المقدس) كما في قوله {{والذين يؤمنون بالغيب}} وهو ما يعني الإيمان أو التصديق دون الحاجة لأدلة مادية محسوسة. في هذا المقال سوف أحاول تفكيك مفهوم الإيمان القلبي بشيء من التبسيط كما درجت دائمًا، وأتمنى أن أوفق في توصيل فكرتي بالقدر المطلوب لنقد هذا المفهوم.
يختلف البعض حول المفهوم الديني للقلب حسب الحديث النبوي: "إن في الجسد مضغة إذا صلحت ... إلخ"(الحديث) وهو عند بعضهم "الضمير" وعند مجموعة أخرى هو "العقل" ومن يرى أن القلب هو الضمير يعتمد في اعتقاده ذلك على أن التدين وإثبات وجود إله هو شيء من الفطرة بمعنى أن الإنسان يولد وهو مبرمج مسبقًا للاعتراف بوجود إله، وهو ما قد يفهم من استشهادهم بالحديث النبوي: "كل إنسان يولد على الفطرة فأبواه يهودناه أو يمجسانه"(الحديث) وكذلك آية الإشهاد المشهورة {{من ظهورهم ذريتهم وأشهدتهم}}(الآية) فالفطرة هنا في اعتقادهم هي (الاعتقاد بوجود إله)، والحديث يصف القلب بأنه مضغة، والمضغة شيء مادي لا يمكن اعتباره أمرًا غير ذلك إلا إن نحن تجاوزنا عن "نص" الحديث واعتبرناه من سوء الصياغة أو زلة اللسان. ونحن لا ندري الأصل في اعتبار القلب عضوًا له وظائف غير وظيفته البيولوجية المعروفة، ولكن يبدو أن العرب (حسب ثقافتهم الروحية وفهمهم القاصر لتشريح الجسم البشري وجهلهم بعلم البيولوجيا الذي لم يكن مكتشفًا وقتها) أخطأت في فهم الوظيفة الأساسية للقلب واعتمدت في ذلك على المظاهر الفسيولوجية التي تظهر لهم صلة ما للقلب ببعض الانفعالات البشرية. وحسب هذا التفسير البسيط فإنه يمكن فهم الخطأ الواضح في الحديث النبوي السابق والذي بني أصلًا على معرفة خاطئة بوظائف القلب، وحتى وإن لم يكن المقصود في الحديث القلب المعروف (Heart) فإنه قوله "مضغة" يجعل المقصود منه شيئً ماديًا وعلينا العثور على هذا العضو الذي يهتم بمثل هذه الوظائف "ألروحانية"
أما من يرون أن القلب هو العقل، فهم بالضرورة لا يقصدون الدماغ Brain (العضو الموجود داخل جمجمة الرأس) وهم بذلك قد يستشهدون بالحديث النبوي الذي يقول: "الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" فالعقل هو معيار الخير والشر وهو مبرمج مسبقًا من قبل الإله. وهذا التأويل غير صحيح بناءً على هذا الحديث الذي يحدد مكمن العقل الضميري (الصدر) فالعقل أو الضمير (أو أي معنى آخر) ليس مكانه الصدر، لأننا عرفنا فيما سبق الوظيفة البيولوجية الواضحة والمحددة للقلب الذي في الصدر، والعضو الذي يختص بهذه المهمة هو الدماغ اعتمادًا على مقدار التجارب السابقة والمتراكمة من المعارف المستقاة من احتكاك الإنسان بمجتمعه وقدرته لاحقًا على صياغة معاييره الأخلاقية الخاصة والتي قد تخالف معايير الأخلاق في مجتمعه وبيئته.
إذا نظرنا إلى هذين المفهومين (الضمير/العقل) نجدهما للوهلة الأولى مفهومان روحانيان لا يمكن التثبت منهما بشكل معملي، ويستحسن كثير من المتدينين تشبيه الأمر بالحب الذي لا يخضع إلى مقياس أو منطق ذهني، فالحب يفقد معناه إذا استطاع أحدنا معرفة لماذا يحب شخصًا بعينه. حسنًا، الحقيقة أنني كمادي فلسفي أزعم أن هذا الكون لا يحتوي على أي شيء غير مادي على الإطلاق، وكل الأشياء في هذا الكون مادية صرفة سواء أدركنا ماديتها أم جهلنا ذلك. وبناءً على زعمي هذا أقول إن كل ما تم ذكره أعلاه لا يخرج عن نطاق العمليات الذهنية على الإطلاق، وبالتالي فكلها مفاهيم "مادية" بحتة يمكن التثبت والتحقق منها. ولكن قبل أن أشرح (كيف) فإنني أفضل الخوض قليلًا في جوهر السؤال الفلسفي المطروح منذ حقب طويلة ومازال الفلاسفة يدورون حوله مع اختلاف مذاهبهم ومدارسهم. فالخلاف الجوهري العميق والأساسي هو محاول الإجابة على سؤال واحد لا غير: "أيهما أسبق إلى الوجود: الروح أم المادة؟" هذا هو موضوع الفلسفة القديم المتجدد، ووفقًا لكيفية إجابتنا على السؤال فإننا نكون إما مثاليين أو ماديين، والمثالية والمادية في الفلسفة لهما معنى آخر غير معناهما الأخلاقي المعروف، فعندما نقول: مثالي فلسفي (Idealist) فهو لا يعني بالضرورة أنه شيء جيد حسب المعنى المعجمي لكلمة "مثالي" فالمثالي الفلسفي ببساطة شديدة هو الشخص الذي يعتقد بأسبقية الروح على المادة، وكذلك الأمر عندما نقول: مادي فلسفي (Materialist) فهو ليس أمرًا سيئًا حسب المعنى المعجمي أو الأخلاقي لكلمة "مادي" فالمادي الفلسفي ببساطة أيضًا هو الشخص الذي يعتقد بأسبقية المادة على الروح. ولكن ماذا يعني هذا السؤال؟ وكيف تكون الإجابة عليه خطيرة وحاسمة إلى هذا الحد؟
(المادة) في مجال الفلسفة (لا يختلف عن معناها في مجال العلوم) هي كل شيء خاضع لمعيار الحواس الخمس (دون أن نغفل ما أضافته نسبية أينشتاين في فهمنا للمادة وتحولاتها طبعًا) ابتداءًا من أصغر جسيم إلى الكون نفسه، كلها واقعة تحت تصنيف (مادة) دون أي استثناء، وقد يستخدم بعض الفلاسفة كلمة (طبيعة) للتعبير عن الشيء ذاته. أما بالنسبة لكلمة (الروح) فهي في مجال الفلسفة تعبير عن شيء خارج عن المفهوم المادي بالضرورة ويندرج تحته كل شيء يحمل هذه الصفة (أو يعتقد أنه يحمل هذه الصفة) كالأفكار والوعي ... إلخ. وجوهر الخلاف هنا أن المثاليين يقولون إن الروح سابقة في وجودها على المادة ويذهب بعض المثاليين إلى القول بأنها كانت العلة في وجود المادة. وعلى العكس منهم يقول الماديون بأن المادة هي السابقة للوجود ويرى الماديون استحالة وجود روح مستقلة عن المادة، وبعبارة أخرى فإنه من غير الممكن وجود روح بلا مادة فإذا كان لابد لنا أن نتكلم عن روح فلا يمكننا إلا أن نتصور حضورها بشكل غير مستقل عن المادة. وعندما أطلق ديكارت جملته المشهورة: "أنا أفكر إذًا أنا موجود" فإنه كان يعني ببساطة ميله إلى التصديق بأسبقية الروح على المادة، فهو في هذه الجملة يربط وجوده المادي وسبب وجوده بالتفكير (الروح)، ولكن ديكارت كغيره من الفلاسفة المثاليين أغفل تمامًا أن التفكير ليس سوى عملية ذهنية تتم في الدماغ، والدماغ مادة، وبالتالي حتى تتم هذه العملية فلابد من وجود المادة أولًا. فالتفكير والوعي مرتبطان عضويًا بالمادة. وحتى عندما حاولت المثيولوجيا الدينية وضع تصورات عن بداية الخلق لم يكن في إمكانها تجاوز هذه التراتبية، فنجدها على سبيل المثال عندما تتكلم عن خلق الإنسان تضع أسبقية المادة في اعتبارها (ثم نفخت فيه من روحي) فالمادة أولًا ثم الروح لاحقًا دون أن ننسى طبعًا الاختلافات الجوهرية بين الروح في المفهوم الديني والروح في المفهوم الفلسفي.
عندما نقول (كرسي) مثلًا، فهل الكرسي موجود خارج أذهاننا؟ بمعنى هل له وجود مستقل عن فكرتنا عن الكرسي أم أن فكرتنا عن الكرسي هي من أوجدت الكرسي؟ من الواضح طبعًا أن (المادة/الكرسي) لها وجود مستقل عن أذهاننا، فسواء شاهدنا الكرسي أم لم نشاهده فإنه موجود ومستقل في وجوده خارج وعينا. فكيف يقول المثاليون بأسبقية الوعي وتسببها في إحداث المادة؟ يقول بعض الفلاسفة: إن الكرسي كمادة كان في بدايته (قبل أن يصبح مادة) مجرد فكرة في ذهن صانعها، وهو ما يعني أن الوعي أسبق على المادة، ولكن هؤلاء وقعوا في الخطأ ذاته الذي وقع فيه ديكارت حيث نسوا أن فكرة الكرسي تمت معالجتها في الدماغ المادي. ويمكن تطبيق الأمر ذاته على أي نموذج آخر، فلا يمكن تصديق وجود (روح/وعي/فكر/تفكير) بشكل مستقل عن المادة.
حسنًا، ماذا يعني هذا الاختلاف؟ المذهب المثالي في الفلسفة يميل غالبًا إلى الزعم بوجود قوى فوقية (Supernatural) هي علة العلل وبالتالي فإن احتمالية وجود إله عند المثاليين أكبر بكثير، بحيث يعتبر الإله (أو القوى العليا كما يطلق عليه بعض الفلاسفة المثاليين) هو عبارة عن قوى تمتلك الوعي بما تفعله وهي بالتالي خارجة عن حدود الإدراك المادي، لأنها في الأصل ليست مادة، بمعنى أنه لا يمكن إدراك هذه القوى العليا الواعية بالحواس الخمس وإنما بإحدى الطرائق غير المادية (الضمير/العقل) كما تقدم. بينما في المذهب المادي الفلسفي فإن المادة هي الأسبق وبالتالي فإن الروح (التفكير/الوعي) مرتبطان تمامًا بوجود المادة، وإذا كان لمادي فلسفي أن يصدق بوجود قوى عليا أو إله فإنه لن يتمكن من التصديق بأنه سيكون مستقل تمامًا عن المادة كما تقدم، وهنا جوهر المشكلة الحقيقية.
بناءً على هذه النبذة المختصرة لجوهر الصراع الفلسفي بين المادية Idealism والمثالية Materialism فإننا نقول: إن الضمير والعقل والإيمان وحتى الحب مفاهيم مادية بحتة، لأنها لا تتم خارج المادة أو مستقلة عنها بأي حال من الأحوال، فهل هنالك حب بدون مادة؟ أقصد أن يكون الحب شيئًا مستقلًا بذاته كفكرة الروح مثلًا؟ يجب أن يكون هنالك كائن مادي حتى يتمكن الحب من الوجود والحضور، إذًا فالحب كقيمة روحية يتطلب وجود مادة كشرط أساسي لوجوده ولا معنى للحب بدون المادة (وهي هنا الكائن الحي)، وكذلك الإيمان وكذلك التفكير وكذلك كل معنى أو قيمة يُعتقد بأنها غير مادية أو غير مرتبطة به، فليس هنالك أي معنى لهذه المعاني والمفاهيم خارج المادة إطلاقًا، ولهذا فإن أغلب الماديين يرفضون فكرة الروح (حسب الفهم الديني) وكذلك كل الكائنات القابعة وراء المادة قلبًا وقالبًا: (آلهات/ملائكة/شياطين/عفاريت/جن) وطالما أن هذه المفاهيم مرتبطة بالمادة فإنها تكتسب صفة المادية وبالتالي أيضًا فإنها يجب أن تكون قابلة للتثبت والقياس. فهل هذا ممكن فعلًا؟ وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض هذه الكائنات اللطيفة (الملائكة/الشياطين) حسب المفهوم الديني تم تخليقها من مادة (الملائكة=نور) و (الشيطان=النار) ورغم ذلك فهي محتجة عن الرؤية وغير قابلة للقياس والتجريب والمشاهدة كأي شيء مادي آخر (!!)
الضمير: نسمع كثيرًا بعض الأشخاص وهم يصفون أشخاصًا آخرين بقولهم: "هذا الشخص ضميره ميت." أو "هذا الشخص متيقظ الضمير." فماذا يعني ذلك؟ لا أعتقد أن أحدًا يتكلم عن "الضمير" قد يقصد شيئًا آخر غير الأخلاق (Ethics) فالشخص صاحب الضمير المتيقظ هو شخص لديه أخلاق (بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا على أخلاقية أخلاقه) ومعياره للأخلاق هو ما يجعله يسلك سلوكًا محددًا، ولا يسلك سلوكًا آخر، وحتى عندما يخطئ فإنه يظل مستشعرًا بأنه تجاوز معياره الأخلاقي فيعدل عن فعلته، وهو ما ندعوه بتأنيب الضمير، والواعز الأخلاقي أو المعيار الأخلاقي يتم اكتسابه من المجتمع، فهو لا ينشأ مع الإنسان منذ ولادته، أعني أن الإنسان لا يولد وهو يعرف ما هو الخير وما هو الشر، ولكنه يخرج إلى العالم ليتعلم من مجتمعه ومن بيئته أن هذا الفعل شر وأن هذا الفعل خير، وحتى المعيار الأخلاقي ليس موحدًا، فما هو خير في مجتمع ما ليس بالضرورة أن يكون كذلك في مجتمع آخر. فمفهوم الشرف والعفة المرتبطان بغشاء البكارة عند بعض المجتمعات ليس مرتبطًا به في مجتمعات أخرى، فإذا كان المجتمع A يخضع الفتاة مهتوكة غشاء البكارة (خارج إطار الزوجية) لمعياره الأخلاقي ليحكم عليها في الآخر بأنها غير عفيفة فإن المجتمع B لا يتبع نفس المعيار لذات الغرض، وفي النهاية فإن كلا المجتمعين A و B لديهما أخلاق ومعيار أخلاقي. إذًا فالضمير هو شيء مكتسب، ومكتسب هذه لوحدها تجعله ماديًا لأن ما يكتسبه الإنسان من بيئته يخضعه مباشرة لعقله (دماغه) وليس العكس. (ملاحظة: ليس بالإمكان إخضاع ظاهرة في المجتمع A لمعيار الأخلاق في مجتمع B ولكن يمكن القول إن هذه الظاهرة الأخلاقية المحددة في المجتمع A تعتبر غير أخلاقية في المجتمع B وهو أمر طبيعي، ولكن اعتبار المجتمع B لهذه الظاهرة بأنها لا أخلاقية "بالنسبة إليه" لا يجعلها بالضرورة لاأخلاقية بالنسبة إلى المجتمع A)
الحب: يقول البعض إن الحب ليس له تعريف محدد، وهذا لوحده كاف للإقرار بأنه شيء روحي صرف لا يخضع لمنطق عقلي أو ذهني أبدًا. فهل هذا صحيح؟ الحقيقة أننا نعتقد أن هذا صحيح. ولكن فقط إذا حاولنا سؤال شخص ما (هل بإمكانك أن تحب فتاة مبتورة اليدين أو الساقين؟) أو (هل بإمكانك أن تحب فتاة مشوهة) أو (هل بإمكانك أن تحب فتاة متخلفة عقليًا؟) أو (هل بإمكانك أن تحب فتاة لم ترها على الإطلاق؟) إن الإجابة الصادقة على هذه الأسئلة (وهي بطبيعة الحال "لا" بقليل من التجرد والتصالح مع النفس طبعًا وليس المكابرة) سوف يجعلنا نطرح السؤال التالي: "لماذا؟" والإجابة على لماذا ببساطة يكمن في أننا نخضع الشريك لمعيارنا الشخصي أو الذاتي وبالتالي فإننا نتبع فيه عمليات ذهنية صرفة: تصورات عن السمات العامة والسمات الخاصة والمظهر والتصرفات والخلفية الثقافية والأكاديمية والجمالية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وووووو إلخ، صحيح أننا لا نلتزم دائمًا بهذه المعايير، ولكننا حتى عندما لا نلتزم بها، فإننا ببساطة نكون قد استبدلنا هذه المعايير الذاتية بمعايير ذاتية أخرى، فلا يمكن لشخص أن يحب شخصًا دون أن يحبه(!!) أعني دون أن يدرك بأنه يحبه أو دون أن يرغب في أن يحبه (كأن يستيقظ أحدنا صباحًا ليجد نفسه غارقًا في محبة شخص آخر فجأة)، فالحب في الأساس عاطفة أنانية أو ذاتية حتى لا أكون متجنيًا، وعندما نتكلم عن (الذاتية) فإنه يصعب عندها التصديق بإمكانية أن يكون الشيء ذاتيًا وخارجًا عن الإطار الذهني الصرف، حتى وإن لم نستشعر ذلك فعليًا، فعملية التفكير والتذكر مثلًا هي عمليات مادية لأنها تتم في الدماغ عبر سلسلة من العمليات الكهروعصبية، دون أن ننسى أننا عندما نتكلم عن الذهن (الدماغ) فإننا نتكلم عن مستويين من الدماغ أو العمليات الدماغية (شكرًا جزيلًا سيجموند فرويد): الوعي/الشعور (Conscious) واللاوعي/اللاشعور (Subconscious) وللمفارقة الطريفة فإن إحدى المعاني المعجمية لكلمة (Conscious) هي الضمير(!!) فسواء تم اختيار الشريك أو الحبيب عن طريق الشعور أو اللاشعور فإن الأمر سيان، فكلاهما يتمان في المكان ذاته (الدماغ)، دون أن نغفل كذلك استخدامنا العفوي لكلمة (الاختيار - Selection) وهو ما يؤكد على أن الحب ليس سوى عملية عقلية مع قليل من الزخرف الانفعالي، والذي هو (أيضًا) مجموعة من العمليات الفسيولوجية التي ترتبط في الدماغ مع حدوث أو عدم حدوث شيء معين. الحب في أساسه قائم على قاعدة صلبة من المعطيات المادية المحسوسة. قد يقول أحدهم: "أنا أحب فلانًا من الناس ولا أعرف سببًا لمحبتي له." وقد يستخدم البعض مثل هذا النموذج حجة على لامادية الحب. أقول إنه من الممكن ألا ندرك بوعينا الحاضر سبب محبتنا لشخص ما بعينه أو عدة أشخاص أو حتى مجتمع بأكمله، ولكن هل يعني ذلك أن هذه المحبة تمت دون إرادتنا؟ إن من يعتقد بروحانية الحب ولاماديته إنما يحاول دون أن يشعر أن يجرد الإنسان من إرادته الحرة، والإرادة ليست سوى واحدة من التمظهرات المادية للدماغ البشري وعملياته الذهنية. (ملاحظة: عندما تكلمت عن الإنسان المشوه أو العاجز فإنني لم أقصد نفي التعاطف الإنساني، ولكنني هنا أتكلم عن الحب، فلا أحد يضع في معاييره للشريك أن يكون مشوهًا أو عاجزًا، ولكن قبول هذه الفئات أمر آخر لا أتكلم عنه.)
الإيمان: حسنًا، الآن نأتي للإيمان ومفهومه عند الفلاسفة أو المتدينين، فهل مازالوا يعتقدون أنه كالحب؟ أو الضمير؟ إن كان كذلك فإنه بإمكاننا مناقشتهم بكل سهولة حول الأمر لنبيّن لهم (حسب ما تم إيراده أعلاه) أنهم واهمون تمامًا إما في فهمهم للإيمان أو لفهمهم للحب أو الضمير. وإلا فإننا سنجد أنفسنا مضطرين إلى مناقشة فكرة الإيمان بمعزل عن فكرتي الحب والضمير اللتان رأينا سابقًا ماديتهما. حسنًا دعونا نبدأ من هذا المدخل الأكثر سهولة (ماذا يعني الإيمان؟) أي ماذا نقصد بالتحديد عندما نقول إننا نؤمن بشيء بعينه؟ عندما يقول أستاذ: "أنا أؤمن بطلابي." فإنه بلاشك يعني أنه "يثق" بقدراتهم العقلية والأكاديمية، وهذه "الثقة" بالتأكيد ليست خارقة أو ماورائية أو حتى اعتباطية، ولكنها ناجمة عن "تجربة" و "معرفة" مسبقة. فهل إيمان المؤمنين هو كإيمان الأستاذ بتلميذه؟ إذا كانت الإجابة بـ(نعم) فإننا سوف نتساءل مباشرة عن "التجربة" و "المعرفة" التي أدت إلى تولد هذا الإيمان. وإن كانت الإجابة بـ(لا) فإن السؤال سيظل قائمًا: "ماذا يعني الإيمان؟" والحقيقة أن على المؤمنين أنفسهم أن يجيبوا على هذا السؤال، لأنهم هم الذين يؤمنون، فعليهم أن يخبرونا ما الذي يقصدونه بإيمانهم بإله أو بشيء آخر. ولكن حتى لا نضعهم في حرج كبير فإننا سوف نلجأ إلى الإجابة نيابة عنهم: الإيمان الديني ببساطة يعني: التصديق بالوجود والقدرة والفضل. ماذا يعني هذا الكلام؟ إنه يعني ببساطة التصديق بثلاثة أشياء أساسية: 1) وجود الإله كمرحلة أولى (بكل ما يستدعيه التصديق بالوجود) 2) إثبات القدرة المطلقة لهذا الإله (بكل ما يستدعيه التصديق بالقدرة) 3) الاعتراف بفضله وتفضله في كل شيء (بكل ما يستدعيه التصديق بالفضل)
لا أحد يمكنه إنكار هذا التعريف دفعة واحدة، وإن كان البعض سوف يحاول الإضافة عليه أو ربما إعادة صياغته بشكل أو بآخر، ولكنه التعريف الأشمل حسب زعمي بكل بساطة ومباشرة نحتاجهما هنا لفهم الإيمان. حسنًا، الإيمان إذًا درجة أعلى من اليقين. فنحن لا نؤمن بشيء إن لم نكن متيقنين منه. واليقين نفسه درجة أعلى من المعرفة. فمن الاستحالة أن نوقن بشيء لا نعرفه؟ ولكي نعرف الشيء يجب أن ندركه أولًا. المعرفة والإدراك عمليتان ذهنيتان؛ فكيف لا يمكن فهم الإيمان إذًا؟ لا يمكن أن تتم المعرفة دون استخدام إحدى الحواس الخمس؛ وإلا فلن يحصل الإدراك وبالتالي فلن نصبح قادرين على الوصول إلى درجة اليقين، وإذا كان من الصعب أن نصل إلى اليقين فإنه من المستحيل أن نصل إلى الإيمان! هذا له معنى واحد فقط: الإيمان صناعة ذهنية صرفة، ولكن كيف يتكون بلا أدلة محسوسة؟ إذا أخذنا انفعال كإنفعال الخوف مثلًا، فهل من الممكن أن يخاف المرء من شيء غير موجود أصلًا؟ كأن يخاف من كائن كالبعبع أو البَعَّاتِي (= كائن خرافي في الثقافة السودانية الشعبية)؟ هل من الممكن أن يحب الإنسان حورية البحر التي لا وجود لها أصلًا مثلًا؟ فإذا لم يكن بالإمكان أن نخاف أو نحب أشياء غير موجودة فكيف نصل إلى مرحلة يقين بها، وبالتالي إلى مرحلة إيمان بها؟ بعض المؤمنين يقولون إنهم يعتمدون في معرفتهم هذه على أقوال الأنبياء وهم لديهم أهل للثقة، وهو ما يُمكن تسميته بالإيمان بالوكالة، وإني لأتساءل عن إمكانية حصول معرفة يقينية عن طريق الوكالة(!)
ولتوضيح طرافة الفكرة وسذاجتها يمكننا أن نعطي مثالًا: عمرو يحكي لزيد عن سيارة من طراز مارلبورو يقول بأن سرعتها تصل إلى سرعة الصوت. عمرو يثق بزيد ثقة "عمياء" فيوقن أن هنالك سيارة من طراز مارلبورو تصل سرعتها إلى سرعة الصوت هذه السيارة التي رآها بعيون زيد (لا أقول أعجب بها بل تيقن بكل ما لليقين من معاني). ولكن زيد نفسه لم يجرب السيارة ولم يرها حتى؛ بل قابل أحمد الذي حكى له عن هذه السيارة وعن صفاتها. زيد لا يعرف أحمد (ولا يمكن أن يصل إليه ليسمع منه مباشرة) ولكنه يثق في زيد الذي يقول إنه رأى أحمد الذي يقول إنه رأى السيارة. النتيجة النهائية أن زيد يحلف لصديق آخر بأيمان مغلظة على وجود سيارة من طراز مارلبورو تصل سرعتها سرعة الصوت تلك التي رآها أحمد الذي لم يره(!!)
الإيمان والحب الإيمان كما عرفنا صناعة ذهنية صرفة فهو لا يمكن أن يقوم خارج إطار المعرفة الذهنية لأن هذه المعرفة مطلوبة للوصول إلى درجة اليقين المطلوبة للوصول إلى درجة الإيمان، وعلى هذا فإن الإيمان يمكن أن يكون أحد أمرين: إما أنه أمر ذهني صرف أو أنه أمر ذاتي صرف كالحب، فمن المستحيل أن نسأل شخصًا عن سر محبته لشخص ما حتى وإن توافر عدد كبير من المعترضين، لأن الأمر في النهاية مسألة شخصية أو ذاتية بحتة، ولكن مهلًا، ألم نقل إن الذاتية أمر ذهني أيضًا؟ إذًا فلم يتبق أمامنًا سوى اختيار وحيد (الإيمان مسألة ذهنية صرفة) إذًا أين تكمن المشكلة؟ تكمن المشكلة في أن المتدينين يعرفون جيدًا أن إيمانهم لا يقوم على حجة عقلية قوية، ولهذا فهم منذ الأزل يحاولون جرجتنا إلى حقل الروحانيات والماورائيات حيث يمكنهم السباحة جيدًا، ولا يمكننا نحن. (رغم أنه لا وجود لهذه العوالم إلا عبر المادية التي يرفضونها!) هي إنما محاولة لتبرير لامنطقية إيمانهم بكل بساطة ولا شيء أكثر من ذلك. أما عن الروحانيات والماورائيات فلقد عرفنا من خلال النبذة الفلسفية المختصرة والبسيطة التي سردناها آنفًا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال التصديق بوجود روح/وعي/فكر خارج المادة وبشكل مستقل عنها، وحتى هذا الإله الذي يؤمنون به دون علم إن كان موجودًا فليس أمامه إلا أن يكون داخل هذا القانون وليس خارجًا عنه، لأنه إن بقي خارجه فإنه سوف لن يكون قادرًا على الالتزام بكامل أسمائه وصفاته؛ لاسيما تلك التي تتلطب فعلًا ماديًا، وعلى هذا فما يتحدث عنه المتديون ليس سوى (إحساس) لا يرقى لمستوى الإيمان إطلاقًا حسب فهمنا عن الإيمان والذي عرضنا له آنفًا. فهم مأسورون لإحساس قوي بوجود إله، أو إحساس قوي بضرورة وجوده. فمن الممكن أن يقول أحدنا: "أنا أحس أن وراء هذا الجدار كائن ما." دون أن يعرف بالتحديد مصدرًا محددًا لإحساسه، وهو أمر طبيعي للغاية ومفهوم، ولكن للغرابة فإن هذا الإحساس (الذي يعني عادة أن هنالك نسبة من الخطأ توازي نسبة الصحة) يدفعهم إلى التصديق بأنه شيء حقيقي، ومثل هذا الأمر في علم النفس يُعرف على أنه مرض، فعندما يحس الإنسان بأن ثمة كائن وراء الجدار، فإن الأمر يظل ضمن إطاره الطبيعي، ولكن عندما يصاب بالذعر والخوف من كائن (يحس) أنه وراء الجدار دون أن يتأكد من ذلك، فعندها يتعدى الأمر حدود الطبيعي ويدخل مباشرة إلى الحالة المرضية.
الإيمان والفطرة هل الإيمان فعلًا أمر فطري؟ أعني هل يولد كل شخص وهو مبرمج مسبقًا على الإيمان بوجود الإله؟ لأن نص الحديث النبوي يدل على أن التوحيد أمر فطري (= الإيمان بإله واحد) ولا أدري إن كان كلامه صحيحًا، فلماذا أصبح بالإمكان أن يلحد البعض وأن يعبد البعض أشياء أخرى غير هذا الإله المُبَرمِج the Programmer؟ هل هنالك خطأ ما في البرمجة Software؟ أعني إذا كان الإنسان مبرمجًا على الإيمان بوجود إله، فإنه من الاستحالة التصديق بوجود ملحدين، لأن الإلحاد عندها سيكون غير واردًا على الإطلاق. يمكن أن يقول البعض إنني أخطأت أو أسأت فهم الحديث النبوي، فالفطرة هي الاعتراف بوجود إله على العموم وليس إله بعينه، فإن كان هذا صحيحًا فلماذا نحتاج إلى أنبياء؟ إذا كانت الفطرة هي مجرد الإيمان بوجود إله ما، فإن الدين (أو على الأقل دينًا ما بعينه) سوف يصبح ضد الفطرة، فما معنى الإيمان بإله مسيحي أو إسلامي أو يهودي أو غيره طالما أن الفطرة لم توضح ذلك؟ ولماذا لم يقم المبرمج the Programmer ببرمجة الإنسان بشيء أكثر وضوحًا من هذه البرمجة الهلامية التي احتاج معها شخص مثل إبراهيم Abraham أن يبحث عن الإله؟ إن الأمر الواضح الذي لا يمكن لأي شخص سليم "الفطرة" أن ينكره هو أن الإنسان يولد بلا أخلاق وبلا إيمان على الإطلاق، لأن هذه الأشياء بالتحديد هي مما يكتسبها الإنسان من بيئته ومجتمعه فلا نتوقع أن يولد الشخص متدينًا دون أن يختلط بمجتمع بشري متدين، أو أن يكون أخلاقيًا (حسب تعريف وفهم كل منا للأخلاق) دون أن يخالط مجموعة بشرية لها معايرها الأخلاقي المحدد. مظاهر هذه الفطرة تظهر مع تساؤلات الأطفال عن الله ومكانه وبعض من قدراته الخارقة عندما يبدأ تلقينهم بالمفهوم الديني، فلو لم يخضعوا لمثل هذا الشحن الذهني لكانوا على الأرجح ملحدين بالفطرة، ولهذا يحلو لي دائمًا الزعم بأن الإلحاد هو الفطرة والأبوان والمجتمع هم من يديّن الإنسان أي يطبعه بالطابع الديني. (هنا يمكن الرجوع لمقالي بعنوان "الإلحاد دين الفطرة" في موقع الحوار المتمدن باسمي المستعار جلال حبش) عندها سنعود إلى السؤال البدائي الأولي: من أين جاءت فكرة الدين والإله إذًا؟ يبدو هذا السؤال لمن لم يقرأ كثيرًا عن علم الإناسة أو علم الأجناس البشرية (Anthropology) سؤالًا يمكن أن يضع حدًا لهذا النقاش برمته، لأن الفكرة المطروحة في الأذهان هي تلك الفكرة التي طرحتها الأديان نفسها عن أسطورة آدم وحواء وإبراهيم وهلمجرا. ولكن المسألة ببساطة شديدة أن منابع فكرة الإله والدين الأولى كانت خوف الإنسان الأول وجهله، وهو ما يبدو واضحًا دون الخوض في المزيد من التفاصيل فعندما يرى الإنسان الأول (الخالي تمامًا من أي نوع من المعرفة العلمية) ظاهرة كظاهرة البرق أو الرعد أو الصواعق فبإمكاننا ببساطة أن نتخيّل كيف نظر إنسان تلك الحقبة إلى مثل هذه الظواهر، لأنه إذا كان تصور شخص مثل محمد العربي (نبي الإسلام) في عهود متقدمة جدًا بالنسبة إلى عصر الإنسان البدائي يصور الرعد على أنه صوت الملائكة التي تسوق السحب كالأغنام أمامها، وأن البرق هو لمعان سوط هذه الملائكة، فكيف يمكن لذلك الإنسان أن تكون تصوراته عن مثل هذه الظاهرة؟ الخوف من الظواهر الطبيعية والجهل بكنهها هو ما أشعل الفتيل الأول لفكرة الإله ومن ثم الدين وهو ما تطلب سنوات طويلة جدًا حتى خرجت فكرة الآلهات لتسيطر على البشرية لمئات السنين قبل أن يخترع الإنسان فكرة الإله الواحد الذي يقوم بمهام كل هذه الآلهات في وقت واحد.
#هشام_آدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم مهم
-
تأملات مشروعة 2
-
تأملات مشروعة
-
آلهة اسمها الصدفة
-
الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء - 2
-
الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء - 1
-
إضاءات على الإسلام
-
سقطات الأنبياء 2
-
جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي
-
القرآن والإنجيل
-
جدلية النص الديني والتأويل - 3
-
جدلية النص الديني والتأويل - 2
-
جدلية النص الديني والتأويل
-
أرض الميّت - 6
-
أرض الميّت - 5
-
أرض الميّت - 4
-
أرض الميّت - 3
-
أرض الميّت - 2
-
أرض الميّت
-
بتروفوبيا - 7
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|