أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الرأسمال اللا تنموي














المزيد.....

الرأسمال اللا تنموي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرأسمال,ثروة,ليست مخزنة,ولا عينية,إنه ما يروج في السوق لتحقيق المزيد من الأرباح,التي في صيرورتها تصير ثابتة فيلتهمها الرأسمال في دورته الإقتصادية,وقد كانت الثورة البرجوازية,بما احتوته من فكر وسياسة,وثقافة,عاملا مطورا لمعنى الملكية,ومهذبا لها,ومقلسا من وحشية التملك,كما كان أيام العبودية والفيودالية,بحيث كانت العلاقة,بمن لا يملك مشيئة له وحطة من كرامته,بل كان رجال المال والعقار والأراضي,لايعيرون أي اهتمام للمجتمع نفسه,بل لا يرون في السلطة نفسها إلا خادما لرغباتهم وطموحاتهم في السيطرة واستعراض القوة والسطوة,فالبرجوازية,تهذبت واكتسب رجالاتها أخلاقا,ومعرفة سياسية واقتصادية,وحتى وعي جمالي وفني,به تخلصت من وحشية القرون الوسطى,لكن ذلك أتى في سياق تحولات وحتى صراعات مريرة,كانت السلطة نفسها في صلب المواجهات التي عاشتها أروبا منذ القرن السادس عشر الميلادي,إذ لم تعد الثروة مجرد وسيلة للسيطرة على الفقراء وقهرهم,أو أداة للتقرب من رجالات السلطة وتوظيف عنفهم ضد البسطاء من الناس,أي الفئات التي لاحماية لها ولا ممتلكات,من هنا صار الرأسمال تنمويا,فما معنى الرأسمال التنموي,وكيف يمكن تصور رأسسمال غير تنموي؟؟
1الرأسمال التنموي
هي ثروة تخلق ثروة,بآليات اقتصادية,واضحة من حيث صيرورتها لتحقيق الربح,وتأدية الواجبات تجاه المجتمع وباقي الشركاء في عملية الإنتاج,وإعادة الإنتاج,بحيث تغتني موارد الدولة,ويساهم في تسريع دورة الإنتاج,وخلق حوافز التنافسية,غير الإحتكارية,التي تدفع بدورها إلى الإعتراف بدور العلوم في تقوية الدورات الإنتاجية,فيؤسس هذا الرأسمال مؤسسات داعمة للمعرفة والتطورات التكنولوجية,لتنتصر في الصراعات الدولية القوية,حول مصادر الطاقة,وتملك القوة العلمية,التي صارت شرطا لفرض استقلالية الرأسمال الوطني عن الأسواق العالمية والمسيطرين على التقسيم الجديد للعمل و حتى مناطق النفوذ التي صارت موزعة بين الدول القوية,والتي تستمد قوتها من قوة رأسمالها الوطني,الذي يدفع بها لتصير دولة عظيمة,يؤمن بها انتشاره في العالم,بما تمثله دولته من قوة قادرة على تأمين وصول منتوجاته إلى ابعد الدول والتجمعات الحضارية,وهنا يتأسس التوافق المزدوج,بين الرأسمال,التي يخوض معترك التنافس الشريف,بدون احتكارات أو تلاعبات أو مؤامرات مع السلطة,لدعم هذه الفئة والتضييق على الأخرى,بناء على ما هو أسري أو سياسي أو ديني عشائري.
2الرأسمال اللا تنموي
رأسمال مهترئ,فاسد يقتات من فساد السلطة السياسية,ويعمل على استمرار فسادها,كما أنه لا يخوض رهانات التنمية,بل يكتفي بالهفوات والصناعات البسيطة البعيد عن التنافسية الدولية,وفي حالات أخرى يصير وسيطا للصناعات الغربية,بحيث يعمل على فتح الأسواق الوطنية في وجه المصنوعات,بسبب عجزه عن المنافسة,وخوض غمار الإنتاجية والعقلانية,وبذلك لا ينتج إلا ما يجعله تابعا لأسياده وفي خدمتهم,مما يفرض عليه اللعب في مجالات لا خطورة فيها,من قبيل العقار,والخدمات البسيطة,والصناعات الغذائية المرتبطة بما يكمل الدورة الإقتصادية الحلقية لأروبا,ولهذ الأسباب أيضا,تجده كرأسمال لا تنموي خاليا من القيم الثقافية,تلك التي تعتبر عملية جمع المال ممارسة فنية,تقتضي معرفة وثقافة,ثقافة المستثمر,وما يفترض فيه من وعي بتحولات العالم السياسية والإقتصادية وحتى الثقافية,فهو رأسمال يعيق التنمية الإجتماعية,ويحد من امتداداتها الثقافية والإقتصادية وحتى السياسية,فهو يبتز الدولة,ويخوف من انفتاحها وتطوير آليات الرقابة فيها,لأنه المعني بغياب سلطة القانون,لأنه يقتات من الريع,والإحتكارات,والمضاربات,وكل ما هو غير مشروع في العمليات الإقتصادية.
هنا الفروقات,التي تميز الدول النامية عن الدول المتخلفة,فالتخلف ليست له ملامح سياسية فقط,أو ثقافية,لكن له أيضا معيقات اقتصادية,أهمها الرأسمال نفسه,عندما يكون منخورا من الداخل,رغم مظاهر التطور الخارجية,من بنايات وناطحات للسحاب,وأموال متنقلة سائلة وبنكية,فتلك ليست ضمانة بعيدة المدى لتحقيق التنمية والتخلص من آفة التخلف,وكلما طال الزمن كان ثمن تحقيق الرقي غاليا ومكلفا,لأنظمة الحكم وحتى المجتمعات,التي لازالت تئن تحت وطأة التخلف .



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين الإسلامي في المغرب
- الخلافة والسلطة
- العالم العربي,ثورات وتراجعات
- الكاتب في العالم العربي
- العرب والديمقراطية
- العروبة والإسلام
- سوريا والتنازلات السياسية
- الحداثيون في المغرب
- الرواية في المغرب
- الهوية في رواية ضفاف الموت
- يسارية اليسار المغربي
- فكر السياسة وسياسة الفكر
- الحرية الشخصية بين الديني والمدني
- الحرية الشخصية
- معركة الحب
- فكرة العروبة
- العوائق الخفية للتقدم
- فكر اليسار
- اليسار والمشروع الثقافي
- اليسار المغربي,تجديد التحالفات


المزيد.....




- خريطة محدثة تكشف مجريات أحداث عملية إطلاق النار خلال تجمع تر ...
- رئيس الوزراء العراقي يقدم تعازيه بذكرى عاشوراء
- مسيرات حاشدة في عدد من دول العالم إحياء لمراسم عاشوراء (فيدي ...
- -اختيار الجمهوري فانس كمرشح لمنصب نائب الرئيس يثبت أن -الترا ...
- التطورات في البحر الأحمر رفعت أسعار السلع.. هل من حل في الأف ...
- هل يمكن أن يكون قطع العلاقة مع الأهل الحل الوحيد للضغوط العا ...
- استطلاع: نحو نصف سكان ألمانيا يخشون حربا مع روسيا بسبب نشر ص ...
- سيناتور أمريكي يشير إلى -أسوأ قرار- لقمة الناتو في واشنطن
- -حزب الله- يرد على مقتل 3 أطفال بجنوب لبنان بقصف مستوطنتين
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تابعة لحزب الله جنوب لبنان ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الرأسمال اللا تنموي