أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - العصب العاري في سيرة الغبرا














المزيد.....

العصب العاري في سيرة الغبرا


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 16:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلامس المحطة اللبنانية في كتاب د . شفيق الغبرا " حياة غير آمنة " العصب الاكثر عريا في الحرب الاهلية التي كرست الفرز الطائفي في المجتمع اللبناني وطالت تشوهاتها الوعي العربي الذي لم يكن يخلو من قابلية للتشوه .
من خلال رواية د . الغبرا لتجربته مع الحرب التي خسرتها كل اطرافها يصعب على القارئ تجاهل الحاجة المتولدة لاعادة الاعتبار الى مسلمات وبديهيات طمسها جموح كل فريق من الافرقاء لشيطنة الاخر تبريرا لانتهاكات اقرب الى السلوك البدائي .
تنتصر خلاصات سيرة المقاتل والقائد العسكري في السرية الطلابية او كتيبة الجرمق مثلا للطائفة المارونية .
فلم يكن هذا المكون الاجتماعي والسياسي في المجتمع اللبناني موحدا حول الرغبة في خوض حرب اهلية مع بقية المكونات .
وكبقية الطوائف كان من بين ابناء هذه الطائفة مقاتلون توزعوا على مختلف المحاور .
تعددية ابناء الطائفة وانتشارهم بين اليمين واليسار ومساهمتهم في القتال الى جانب الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية لم يمنع التجاوزات بحقهم والحديث عن تجاوزات في تلك الحرب يعني من بين ما يعنيه ان ابرياء قتلوا وجرحوا و شردوا دون ارتكابهم اية ذنوب تستوجب قتلهم .
جرأة الكتاب وكتابه بلغت حد الكشف عن تجاوزات ارتكبتها الحركة الوطنية وحليفها الفسطيني في الحرب .
تكمن الجرأة هنا بتحدي الصورة النمطية التي تكونت خلال ما عرف بالحرب الاهلية والتي تعظم الجريمة اذا ارتكبت من طرف وتبررها اذا ارتكبها الطرف الاخر رغم انها جريمة في كلتا الحالتين .
لا يخلو هذا الكشف من اشارة الى شيزوفرينيا لم تكن تتقبل المارونية السياسية التي كانت غريبة في زمن المد اليساري بجوهره العلماني وتبرر الاسلام السياسي في زمن ما بات يعرف بالربيع العربي رغم النتائج الوخيمة لتسييس الدين وتديين السياسة .
فهناك قدرة هائلة في الوعي العربي على تكييف البعد الاخلاقي اذا كان التكييف يتلاءم مع الاهواء والرغبات والمصالح .
يؤشر الكتاب على جوانب اخرى من زيف الوعي العربي الراهن الذي يتيح للنخب تبرير سياسات دكتاتوريات مثل النظام السوري الذي لم يتسع سجله يوما لاحترام التعددية والتنوع و المقاومة باعتبارها فعلا انسانيا وليس ورقة للمساومة .
خروج الكتاب عن نسق واليات التنميط الذهني يعيدنا الى محاولات قادة وسياسيين فلسطينيين سبر اغوار التجربة في سيرهم الذاتية مثلما فعل ممدوح نوفل وهو يسلط الضوء على كيفية صناعة القرار الفلسطيني ـ وبالمناسبة لا تختلف ادارة البيت الفلسطيني كثيرا عن ادارة البيوت العربية الاخرى ـ وفيصل حوراني حين اوغل في نبش الارث السياسي للحكم السوري والقوى الفلسطينية المتحالفة معه .
اضاءة شفيق الغبرا في سيرته الذاتية , واضاءات فيصل وممدوح وغيرهم تضعنا امام البحث عن طرق تفكير جديدة ، تتلاءم مع الاخفاقات ، والمنعطف الذي تدخله المنطقة .




#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروفا اخيرة لحراس الهواء
- الموت عطشا
- بداية البدايات ... ام الحكايات
- عدمية المقاطعة والاقصاء
- رواية الحزن العراقي والانسان الباحث عن انسانيته
- حراك الهوية الاردنية
- ايران والاخوان المسلمين .... سقوط فرضية التقارب
- العراق القضية
- أولويات اليسار تتصدر الأجندة الأردنية
- مدرسة الولي الفقيه
- محمد علي شمس الدين .. حيرة القصيدة في زمن التسونامي العربي
- يفعلها المالكي ....
- استشعار اردني للخطر الاسرائيلي
- لعبة المفروض والمرفوض
- المالكي وخطابه المترنح
- اسفار الرضوخ والمغامرة
- توحش الملالي
- ظلال الولي الفقيه
- العراق وهويته السياسية
- الربيع العربي والجموح الايراني


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - العصب العاري في سيرة الغبرا