عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني
(Abdel Ghani Salameh)
الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 12:01
المحور:
الادب والفن
لم يبقَ في الموقد سوى جذع زيتونة، سيسهر ليلته الأخيرة وحيدا، ليحترق على مهله، ويمنحك بعض الدفء.
لم يبقَ في الذاكرة سوى قصتين، الأولى عن وردة قطفتها قبل عقدين من الزمن، ما زال شذاها يعبق عند مدخل البيت، والثانية عن ضحكة لم أعد أذكر سببها، لكني أذكر أنها كانت ضرورية في تلك الليلة الموحشة.
لم يبقَ من الرواية سوى الفصل الأخير، سأنام قبل أنهيها، وفي الصباح سأهديها لصديق بعيد ليقفلها بدوره قبل الختام بصفحة، على طريقته الخاصة.
لم يبقَ من رحلة العودة سوى ميل واحد، هناك سأجلس على المقعد الرابض تحت الشجرة، وربما أغفو قليلا عند الظهيرة، لأتخيل شكل البيت، وشكل الطريق، وأهيئ نفسي للمفاجأة.
لم يبقَ من فصل الشتاء سوى آذار، أرجو أن تكون أمطاره أنيقة هذه المرة، لأتهيأ لنيسان، ولدغات النحل، ودهشة الأقحوان، ورائحة الياسمين، ومكر الطقس، وموعدي السنوي معك.
لم يبقَ من البحر سوى سمكتين ونسمة، الأولى سأعيدها للبحر، والثانية سنتعشى عليها الليلة، أما النسمة فسأدعوها على شرفك هذا المساء.
لم يبقَ من العمر سوى ساعة، سأعيشها على حلمٍ لم ينتهي بعد. وربما على ذكرى نجت من النسيان.
#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)
Abdel_Ghani_Salameh#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟